على الرغم من تفاوت تقديرات وسائل إعلام ومراكز أبحاث إسرائيلية بشأن تأثير نتائج الانتخابات اللبنانية على مكانة "حزب الله" الداخلية، إلا أنها اتفقت على أنّ هذه النتائج تزيد من فرص توجه الحزب للتصعيد ضد تل أبيب.
وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الأربعاء، إلى أنّ تراجع تمثيل "التيار الوطني الحر" الحليف المسيحي الرئيس لـ"حزب الله"، في أعقاب الانتخابات الأخيرة، يقلّص من قدرة الحزب على تأمين المظلة التي يوفرها التيار في تبرير مواصلة السيطرة على لبنان.
وحذرت الصحيفة من أن يسهم تراجع تمثيل "حزب الله" وحلفائه، في دفع الحزب إلى إشعال تصعيد في منطقة الشرق الأوسط.
ولفتت إلى أنّ "حزب الله" عمد إلى إطلاق طائرة بدون طيار لاختراق الأجواء الفلسطينية المحتلة في اليوم التالي للانتخابات؛ وهي الطائرة التي أعلن جيش الاحتلال إسقاطها.
وبحسب الصحيفة، فإنّ "حزب الله" يواصل التصرف بحرية مطلقة في جنوب لبنان، ويمكن أن "يسخن" ضد إسرائيل مستنداً إلى "حجة الدفاع عن لبنان".
وقالت إنّ الحزب قد يتجه إلى إضعاف تأثير من وصفتهم بـ"المعتدلين والإصلاحيين" الذين قد يدفعون نحو مسار مغاير في لبنان، مدعية أنّ الحزب يمكن أن يستهدفهم بالاغتيالات.
أما صحيفة "هآرتس"، فقد رأت أنّ فقدان "حزب الله" وحلفائه الأغلبية المطلقة في البرلمان يمكن أن يفضي إلى تفاقم الخلافات التي يمكن أن تنتهي إلى مواجهات داخلية عنيفة مما قد يقود إلى مواجهة مع إسرائيل.
وقالت الصحيفة في تحليل أعده معلقها للشؤون العربية تسفي بارئيل، إنّ تفجّر مواجهات داخلية يمكن أن يدفع "حزب الله" إلى التصعيد ضد إسرائيل من منطلق حرصه على "إبراز قوته" لتعزيز مكانته في لبنان.
في المقابل، يرى جاك نيريا، الذي عمل مستشاراً سياسياً لرئيس الوزراء السابق إسحاق رابين وتبوأ مواقع قيادية في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، أنّ نتائج الانتخابات اللبنانية، وعلى الرغم من أنها أفضت إلى خسارة "حزب الله" وحلفائه الأغلبية البرلمانية بما يجعل من الصعب جداً تشكيل حكومة أو التوافق على اختيار رئيس جديد؛ إلا أنّ هذه النتائج لم تؤثر على توجهات "حزب الله" الذي سيظل "تهديداً كبيراً لإسرائيل"، وفق قوله.
وفي مقابلة أجراها معه موقع "المركز اليروشلمي للشؤون العامة والدولة"، الذي يعمل فيه باحثاً، لفت نيريا إلى أنّ "حزب الله" خاض الانتخابات اللبنانية تحت شعارين أساسيين ينتميان إلى العلاقة بإسرائيل؛ وهما التزامه بعدم التخلّي عن سلاحه بوصف ذلك متطلّباً للدفاع عن لبنان، وتعهده بعدم السماح لإسرائيل بالتنقيب عن الغاز في منطقة "بلوك 9"، عند حدود المياه الاقتصادية للبنان وفلسطين، ما لم يتمكن لبنان من استخراج الغاز من المنطقة.
وشدد نيريا على أنّ "حزب الله" لا يبحث عن تسوية في كل ما يتعلّق بالنزاع حول احتياطات الغاز في المياه الاقتصادية، لافتاً إلى أنّ الحزب يرى أنّ المنطقة تعود للبنان وأنّ بيروت غير مطالبة بقبول تسوية تنتقص من حقها على المكان.
ووفق نيريا، فقد عمد "حزب الله" خلال الحملة الانتخابية إلى تكريس انطباع بأنّ جنوب لبنان يخضع لسلطته المطلقة، مما يعني أنّ أي نتيجة لهذه الانتخابات لن تؤثر على هذا الواقع.