ترامب يطلق حملته الانتخابية.. والمحكمة العليا تنظر في منعه من الترشح للرئاسة

06 يناير 2024
يستعدّ ترامب لإطلاق حملته الانتخابية اليوم (كريستيان مونتيروسا/فرانس برس)
+ الخط -

وافقت المحكمة العليا الأميركية، الجمعة، على الاستماع إلى استئناف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضد القرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية في كولورادو، والقاضي بمنعه من خوض الانتخابات التمهيدية للانتخابات الرئاسية في الولاية الغربية، في وقت يستعدّ لإطلاق حملته الانتخابية اليوم السبت.

وقالت المحكمة العليا التي تدخل بشكل مباشر في ملف سياسي بامتياز إنها ستستمع إلى المرافعات الشفهية في هذه القضية في 8 فبراير/ شباط.

وطالما لم تصدر المحكمة بعد قرارها في هذه القضية، سيستمرّ اسم دونالد ترامب بالظهور على بطاقات الاقتراع في ولاية كولورادو، وكذلك ماين، حيث صدر قرار مماثل.

وكان ترامب، المرشح الأوفر حظاً للفوز ببطاقة الحزب الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2024، طلب، الأربعاء، من المحكمة العليا إبطال القرار الصادر عن أعلى هيئة قضائية في كولورادو، والقاضي بمنعه من خوض الانتخابات التمهيدية في الولاية.

وعلّق دونالد ترامب، مساء الجمعة، في خطاب في ولاية أيوا، من حيث تنطلق في 15 يناير/ كانون الثاني الانتخابات التمهيدية، بالقول: "آمل الحصول على معاملة عادلة".

وفي قرارين تاريخين اتخذا نهاية ديسمبر/ كانون الأول، اعتبرت محكمة كولورادو العليا ومن ثم وزيرة خارجية ماين أن ترامب غير أهل لخوض الانتخابات التمهيدية الجمهورية.

وفي الولايتين، اعتبر مسؤولون أن الملياردير الجمهوري لا يمكنه العودة إلى البيت الأبيض لأنه أقدم، خلال اقتحام مبنى الكابيتول في 2021، على أعمال "تمرد"، وهو تالياً "ليس أهلاً لتولي منصب الرئيس" بموجب المادة 14 من الدستور.

وتمنع هذه المادة أي شخص سبق أن أقسم على الولاء لدستور الولايات المتحدة من أن يشغل أي منصب منتخب إذا ما نكث بقسم اليمين عبر مشاركته في تمرد.

وينبغي على المحكمة العليا الآن الرد على السؤال الساخن التالي: هل تنطبق هذه المادة على الرئيس الجمهوري السابق؟

وبوشرت إجراءات كثيرة مماثلة لتلك التي اتخذت في كولورادو في ولايات أميركية عدة. في مينيسوتا وميشيغن، قررت المحاكم إبقاء اسم ترامب على بطاقات الاقتراع.

وأدخل دونالد ترامب، عندما كان رئيساً للولايات المتحدة، تعديلات كبيرة على تشكيلة المحكمة العليا، وعيّن ثلاثة من أعضائها. وباتت المحكمة تضم ستة قضاة محافظين وثلاثة تقدميين سيبتون بهذه المسألة الحساسة.

ويرى ترامب ومحاموه أنه في حال لم يُبطَل هذا القرار القضائي، "فستكون تلك المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يمنع فيها النظام القضائي ناخبين من التصويت لمرشح رئيسي لحزب كبير في الانتخابات الرئاسية". وهم يعتبرون أن "أهلية تولي منصب رئيس الولايات المتحدة هي مسألة يعود إلى الكونغرس حصراً النظر فيها واتخاذ قرار بشأنها، وليس إلى محكمة ولاية".

ودفع محامو الرئيس السابق في طلبهم المقدم إلى المحكمة العليا، الأربعاء، بأن البند الثالث من المادة 14 في الدستور الأميركي لا تنطبق على موكلهم بصفته رئيساً، وأن ما جرى في 6 يناير/ كانون الثاني لم يكن "تمرداً"، وأن الملياردير الجمهوري "لم يشارك بأي حال من الأحوال في تمرد".

وفي 6 يناير 2021، اقتحم مئات من أنصار ترامب مبنى الكابيتول، مقر الكونغرس وصرح الديمقراطية الأميركية، في محاولة منهم لمنع المشرعين من المصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة. ويستمر دونالد ترامب وكبار مؤيديه بالتشكيك في نتائج انتخابات 2020 الرئاسية.

وأمام الرئيس السابق الكثير من الملفات القضائية الأخرى في 2024. فهو ملاحق مباشرة في أربع قضايا، لا سيما على المستوى الفيدرالي بتهمة محاولة قلب نتيجة انتخابات 2020، ستبدأ جلسات المحاكمة بشأنها في مطلع مارس/ آذار.

وفي نهاية ديسمبر/ كانون الأول، رفضت المحكمة العليا النظر بشكل عاجل في مسألة مرتبطة بحصانته الرئاسية في إطار هذا الملف.

ترامب يطلق اليوم حملته الانتخابية

إلى ذلك، يبدأ ترامب حملة انتخابية في ولاية أيوا، اليوم السبت، عبر تجمّعين حاشدين، بعد ثلاث سنوات على اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن، وهو حدث تاريخي يقسم الناخبين الأميركيين.

وتُنظّم هذه الولاية الواقعة في الوسط الغربي مجالس انتخابية في 15 يناير/ كانون الثاني، تنطلق معها الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024، ما يمنحها منذ نصف قرن وزناً كبيراً في الحملة الرئاسية الأميركية.

وسيُواجه الرئيس السابق، الذي يحلم بالعودة إلى البيت الأبيض في نوفمبر/ تشرين الثاني رغم التهم الجنائية الأربع الموجهة إليه، حُكم الناخبين في غضون ثمانية أيام، وذلك للمرة الأولى منذ رحيله المدوّي من منصب الرئاسة في 20 يناير 2021.

ومن دون أن ينطق كلمة واحدة عن الهجوم ضد مبنى الكابيتول الذي شنّه أنصار له في 6 يناير 2021، وصل ترامب الجمعة إلى "ولاية أيوا العظيمة"، حيث من المقرّر أن يتحدث اليوم في تجمّع حاشد عند الساعة 13:00 (18:00 بتوقيت غرينتش) في نيوتن، قرب العاصمة دي موين، ثم في مدرسة في كلينتون عند الحدود مع إلينوي.

تبادل اتهامات بين ترامب وبايدن

وفي مدينة سيوكس سنتر، الجمعة، اتهم ترامب الرئيس جو بايدن "المحتال" بـ"تأجيج المخاوف"، بعد خطاب "مثير للشفقة" ألقاه الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً في إطار حملته الانتخابية في ولاية بنسلفانيا، وقارن خلاله خطاب ترامب (77 عاماً) بخطاب "ألمانيا النازية".

وقدّم بايدن، الذي يتخلّف عن ترامب بهامش قليل في استطلاعات الرأي الأخيرة، منافسه الجمهوري على أنه تهديد للبلاد، في خطاب ألقاه قرب فالي فورج في ولاية بنسلفانيا، وهو موقع تاريخي في الولايات المتحدة، إذ كان أحد المعسكرات الرئيسة للجيش خلال حرب الاستقلال.

وأكد بايدن أن ترامب وأنصاره يتوسّلون "العنف السياسي". وقال إن "ترامب وأنصاره (من مؤيدي شعار "فلنجعل أميركا عظيمة مجدداً") لا يتبنون العنف السياسي فحسب، بل يجعلونه مادة للضحك".

واتهم بايدن ترامب باستخدام خطاب "ألمانيا النازية" قائلاً إن الرئيس الجمهوري السابق "يتحدث عن دماء الأميركيين المسمومة، مستخدماً بالضبط الخطاب نفسه الذي استخدم في ألمانيا النازية".

(فرانس برس)

المساهمون