يحمل موسم الانتخابات النيابية في محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، خصوصية تختلف عن بقية المحافظات، نظراً للظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة منذ الانقلاب صيف عام 2013، وطبيعة دعاية المرشحين، وكذلك تقليص الدوائر الانتخابية، على الرغم من اتساع المحافظة وعدد سكانها، ما يشير إلى رغبة من السلطة في تقليص حضور سيناء في مجلس النواب. أما الدعاية الانتخابية فتتركز على كل ما يفتقر إليه المواطن هناك، وتتجاهله الدولة، ليصار إلى اللعب على وتر الاحتياجات من أجل كسب صوت الناخب ودفعه للتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بصوته السابع والثامن من الشهر الحالي، في حين أن الكثير من السكان لا يرون فائدة من هذه الانتخابات وما تفرزه.
وفي تفاصيل المشهد، قال الناشط السياسي زهدي جواد لـ"العربي الجديد"، إن المواطن في سيناء لا يهتم بالانتخابات نهائياً، لعلمه المسبق أن كل ما يحصل على هذه الأرض يصدر بقرار سيادي أو عسكري، وأن كل نواب مصر لا يملكون القدرة على إصدار قرار لصالح سيناء وأهلها، أو تغيير واقع مرير يعيشونه في كل ساعة، مضيفاً "بناءً على ذلك، يسعى المرشح للانتخابات إلى جذب الناخبين من بوابة الاحتياجات التي كان من المفترض أن تسدها الحكومة وأجهزتها النشطة في سيناء، فرأينا خلال فترة الدعاية الانتخابية نهاية الشهر الماضي، حملات لتنظيف الشوارع الرئيسية، وتوزيع كوبونات (قسائم) وقود للسائقين، خصوصاً سائقي الأجرة، وادعاء مسؤولية الإفراج عن معتقلين احتياطياً للتحري عن سجون الأمن في المحافظة، بالإضافة إلى توزيع مساعدات عينية وزيارة الدواوين ومجالس العائلات، خصوصاً في مدينتي العريش وبئر العبد".
يسعى المرشح للانتخابات إلى جذب الناخبين من بوابة الاحتياجات التي من المفترض أن تسدها الحكومة المصرية
ولفت جواد إلى أن التجربة السابقة مع نواب سيناء كانت غير مشجعة للاهتمام بالانتخابات النيابية مجدداً، في ظل استمرار أزمات المحافظة، ومرور سنين عليها من دون أي يتم تحريك ساكن، مشيراً إلى أنه في كثير من الأحداث اليومية كان المواطنون يبحثون عن النواب فلا يجدونهم، ما تسبّب في حالة سخط شعبي على النواب السابقين، الذين كان آخر ما يفعلونه من اجتهاد لصالح إنهاء أزمات سيناء، رفع طلبات إلى رئيس مجلس النواب أو إلى الجهة الحكومية المعنية، من دون انتزاع أي قرار ذي قيمة لصالح سيناء على مدار السنوات الماضية. وأضاف أن التكاليف التي يدفعها المرشح خلال فترة الدعاية الانتخابية، ليست حباً في المواطن وإنما رغبة في استغلاله كجسر نحو قبة البرلمان، للاستفادة من مقعد البرلمان في إنجاز مصالح المرشح الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وعن الوضع الانتخابي، أفاد مصدر حكومي مسؤول لـ"العربي الجديد" بأن عدد المقيّدين في الجداول الانتخابية، وفقاً لانتخابات مجلس الشيوخ، بلغ 271 ألفاً و851 صوتاً انتخابياً، فيما تُعد دائرتا شمال سيناء من أكبر الدوائر، إذ يبلغ إجمالي مساحة المحافظة 27 ألفاً و564 كيلومتراً مربعاً، وتتكوّن من 10 أقسام و6 مدن رئيسية تتبعها 81 قرية و459 تجمعاً، منها الدائرة الأولى التي تضم العريش والشيخ زويد ورفح وتمتد على مساحة 2051 كيلومتراً مربعاً وتضم 6 أقسام و3 مدن تتبعها 29 قرية و209 تجمعات. فيما تضم الدائرة الثانية مدن بئر العبد والحسنة ونخل وتمتد على مساحة 25 ألفا و513 كيلومتراً مربعاً وتضم 4 أقسام و3 مدن تتبعها 52 قرية و250 تجمعاً.
المحافظة باتت تنقسم إلى دائرتين بدلاً من ثلاث دوائر في هذه الانتخابات
وقال المصدر إن المحافظة باتت تنقسم إلى دائرتين بدلاً من ثلاث دوائر في هذه الانتخابات، وتتمثل في الدائرة الأولى التي تضم أقسام: أول وثان وثالث ورابع العريش، رفح، والشيخ زويد، ويتنافس على مقعدها الفردي 19 مرشحاً (6 حزبيين و13 مستقلاً) هم: عبد العزيز مطر إسماعيل سالم (حزب مستقبل وطن)، إبراهيم سالم إبراهيم الكاشف (حزب التجمع)، أحمد يونس أحمد محمد (حزب الحرية)، محمد مدحت محمد رفاعي (مستقل)، حسام شاهين منسى إبراهيم (مستقل)، أنور سعيد محمود إبراهيم (حماة وطن)، إيهاب حسن عبد الوهاب بيتا (مستقل)، فايق العبد حمدان الخليلي (حزب حماة وطن)، صالح سلامة حسين الرياشات (مستقل)، محمد العبد محمد الشوربجي (مستقل)، محمد أحمد محمود أحمد عبد الرحمن (مستقل)، محمد السيد سليمان علي (مستقل)، عبد الحميد عثمان حمدان أبو عتلة (مستقل)، خالد عودة عبد الفتاح الشريف (مستقل)، عادل محمد علي زناتي (مستقل)، عبد الناصر إبراهيم عبد العزيز شعبان (مستقل)، علاء أجميعان عامر حمادة عبيد (الوفد الجديد)، ياسر حمدي عرابي (مستقل)، وائل محمد سليم أحمد (مستقل).
أما في الدائرة الثانية التي تضم أقسام: الحسنة والقسيمة ونخل وبئر العبد ورمانة فيتنافس 12 مرشحاً (3 حزبيين و9 مستقلين) والمتنافسون هم: عبد الله محمد سالم عبد الكريم (مستقل)، نصر الله حسين سالم محمد (حزب مستقبل وطن)، محمد أبو الحديد مصطفى عرفة (مستقل)، سامي كامل عامر عمر (مستقل)، موسى محمد سليم محمد (مستقل)، عبد العال علي محمد أبو السعود (حزب حماة وطن)، محمد عبد القادر سليم سليمان (مستقل)، السيد إبراهيم علي فرج (مستقل)، إبراهيم سليمان سلمان عبد المالك (مستقل)، حسام سليمان علي سالم (العربي للعدل والمساواة)، سلامة سالم سليمان سالم (مستقل)، محمد إبراهيم محمد سليمان (مستقل). بينما تضم "القائمة الوطنية" عن الدائرة الأولى كلاً من رحمي عبد ربه عبد الرحمن محمد (حزب مستقبل وطن)، وإبراهيم محمد إبراهيم محمد (حزب حماة وطن) وعايدة سلام سلامة سالمان (حزب المؤتمر)، وعن الدائرة الثانية كلا من: جازى سعد عايد سعد (حزب الوفد)، وسامية محمد نجيب توفيق عبده (حزب الشعب الجمهوري).