على أعتاب الذكرى الأولى لاغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، صبّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، مرة أخرى، جام غضبه على نظيره الأميركي دونالد ترامب، محمّلاً إياه ووزير خارجيته مايك بومبيو "المسؤولية الأساسية للاغتيال"، ومتوعداً بـ"الانتقام النهائي".
وخاطب روحاني، في تصريحات خلال اجتماع الحكومة الإيرانية، اليوم الأربعاء، الولايات المتحدة، قائلاً "لقد قطعتم يد لوائنا وسنقطع أرجلكم عن المنطقة وحينئذ نكون قد نفذنا الانتقام النهائي".
وعبّر روحاني عن سعادته البالغة لرحيل دونالد ترامب عن الإدارة الأميركية، إذ قال إنه "بعد أيام سيرحل هذا القاتل الوحشي الذي ارتكب كل هذه الجرائم، وتنتهي ولايته ويذهب إلى مزبلة التاريخ"، وأضاف "إنني مطمئن أن كل المنطقة ستشهد ظروفاً أفضل بكثير في استقرارها وأمنها بعد ترامب".
وتأتي الهجمات المتكررة من قبل الرئيس الإيراني على ترامب وحديثه عن "ظروف أفضل" في عهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، فيما يرى محافظون في إيران أن لا فرق بين ترامب وبايدن، معتبرين أن روحاني يحاول عبر هذه التلميحات حول المرحلة المقبلة، التحضير لعودة التفاوض مع الإدارة الأميركية المقبلة، وسط توقعات بعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، والذي انسحبت منه الإدارة الأميركية الراهنة.
وتأمل إيران أن ترفع إدارة بايدن العقوبات التي فرضها ترامب وعودتها للاتفاق النووي، مشترطة عودتها عن خطواتها النووية التي اتخذتها خلال العامين الأخيرين بإلغاء العقوبات. لكن يرى مراقبون أن طريق بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي ليس سالكاً كما يتصور البعض، سواء لجهة صعوبة تجاوزه تركة ترامب، أو لجهة رغبته في التوصل إلى اتفاق شامل مع إيران، تدفع أيضاً الأطراف الأوروبية باتجاه ذلك، ليشمل برنامجها الصاروخي وسياساتها الإقليمية، لكن حتى الآن طهران ترفض أي تفاوض بشأن "الخطوط الحمراء".
وعلى صعيد آخر، عقد البرلمان الإيراني، اليوم الأربعاء، اجتماعاً غير معلن، بحضور قائد "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، في الذكرى الأولى لاغتيال سلفه سليماني في ضربة جوية أميركية في بغداد يوم 3 يناير/كانون الثاني 2020.
ولم يتسرب من الاجتماع شيء بعد، غير أن تقارير إعلامية ذكرت أن قاآني قدم تقريراً عن آخر الأوضاع في المنطقة للبرلمانيين الإيرانيين.