تعرّض أحد الناشطين البارزين في الحركة الاحتجاجية بمحافظة ذي قار جنوبيّ العراق لمحاولة اغتيال بعد منتصف ليل الأحد – الاثنين، وذلك بعد أقل من 10 ساعات على محاولة أخرى لاغتيال الناشط في الحراك الشعبي بالنجف (جنوباً) أحمد الحلو، في مؤشر على استمرار عمليات استهداف الناشطين، إذ عثرت الشرطة العراقية مساء السبت على ناشط بارز في كربلاء مكبلاً ومرمياً في إحدى المقابر القديمة بعد تعذيبه، كذلك شهدت محافظة النجف عمليات اقتحام لمنازل ناشطين من قبل جماعة مسلّحة.
وقالت مصادر محلية في ذي قار إن مسلّحين مجهولين هاجموا الناشط في احتجاجات ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) علي عماد، مؤكدة لـ "العربي الجديد" إصابته بـ 4 طلقات نارية نُقل على إثرها إلى المستشفى من أجل تلقي العلاج. وأكدت المصادر ذاتها العثور على عبوة ناسفة أمام منزل الناشط في تظاهرات الناصرية أحمد عباس، مشيرة إلى إبلاغ القوات الأمنية التي عالجتها قبل أن تنفجر.
وأوضحت أن تكرار عمليات الاستهداف أثار الخوف لدى الناشطين وأسرهم، ولا سيما أنها تجري من دون أي إجراء من قبل القوات العراقية العاجزة عن وقف هذه العمليات.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء تعرّض الناشط علي عماد لمحاولة اغتيال، واكتشاف وجود عبوة ناسفة أمام منزل الناشط أحمد عباس.
وتعرّض الناشط المدني البارز في محافظة النجف جنوبيّ العراق أحمد الحلو، مساء أمس الأحد، لمحاولة اغتيال فاشلة سبّبت إصابته بجروح متفاوتة.
وقبل ذلك، تعرضت منازل عدد من الناشطين العراقيين في محافظة النجف، ليل السبت، لعمليات دهم من قبل مجموعة مسلّحة، اعتقلت عدداً منهم، وسط اتهامات لعناصر التيار الصدري بتنفيذها، بحسب ما أفادت مصادر محلية.
كذلك عثرت السلطات الأمنية العراقية في محافظة كربلاء على الناشط المدني البارز رائد الدعمي، مكبلاً ومرمياً في إحدى المقابر القديمة، وقد تعرض للتعذيب بشدة، وذلك بعد اختطافه من قبل جهة مسلحة صباح اليوم نفسه.
وأكد حسين الجزائري، وهو أحد الناشطين في الحراك الشعبي في النجف، أن وتيرة عمليات استهداف وملاحقة الناشطين ازدادت بنحو ملحوظ في المحافظة خلال اليومين الأخيرين، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن الهدف من ذلك معروف، وهو ثني الناشطين عن المشاركة في التظاهرات مجدداً.
وتوقع أن تسبب عمليات استهداف الناشطين عودة التظاهرات من جديد، مشيراً إلى وجود اعتقاد لدى كثير من الناشطين بأن تراجع الاحتجاجات خلال الفترة الماضية هو الذي منح الجهات المسلّحة الفرصة لملاحقة الناشطين من خلال الاستهداف والتهديد والترويع.
وتجدّدت أمس الأحد التظاهرات في محافظتي ذي قار وواسط لمطالبة السلطات العراقية بمحاسبة قتلة المتظاهرين، والكشف عن الناشطين المختطفين.