بحث وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، ونظيره الفرنسي جيرارد دارمان، الجمعة، مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، حيث عبّر المسؤول الفرنسي عن "امتنان" باريس للتعاون التونسي عقب عملية نيس والمعلومات التي وفّرتها.
وعقد وزيرا الداخلية التونسي والفرنسي مؤتمراً صحافياً، حيث أوضح توفيق شرف الدين أن "موضوع مكافحة الإرهاب كان من بين أهم المواضيع التي تطرق لها اللقاء الثنائي، إضافة إلى سبل التعاون بين البلدين في المجال الأمني"، مشيراً إلى أن "تونس تواجه الإرهاب ومخاطره وتهديداته، على المستوى المحلي وجنوب الصحراء ودول المتوسط"، مؤكداً أن "هذا الخطر يهدد العديد من الدول".
وأضاف المسؤول التونسي أن "الإرهاب آفة لا دين ولا لون ولا جنسية له"، مبيناً أن "الدين الإسلامي ليس له علاقة بالإرهاب، بل هو دين تسامح وتعايش، وكذلك كل الديانات السماوية"، وأن مكافحة الإرهاب ومجابهته "لا تكون أمنية فقط، بل تتطلب تنسيقاً دولياً وتظافراً للجهود لاجتثاثه من جذوره". وذكر أن "تونس دفعت ثمن الإرهاب، وهي تسعى جاهدة لمحاربته بكل السبل".
وحول الهجرة، ذكر وزير الداخلية أن "تونس لديها عدد كبير من التونسيين في فرنسا، في الكليات والمستشفيات، وقدموا الكثير لفرنسا"، مضيفاً أن "إعادة قبول التونسيين تستدعي مقاربة شاملة، فالحل الأمني مطلوب، ولكنه ليس كل الحل، إذ لا بد من البحث عن حلول تنموية وثقافية واجتماعية، وساعتها سيتم التوصل إلى حلول تامة".
وأضاف أن بلاده "لا يمكنها دستورياً منع أي مواطن من العودة لبلاده، وهناك اتفاقيات مرجعية بين البلدين، ولكن لا بد من بحث ذلك في إطار نظرة شاملة".
بدوره، أكد وزير الداخلية الفرنسي أنه ستتم محاربة الإرهاب في كامل أوروبا، خاصة بعد عملية النمسا الأخيرة، كما أنه ضرب تونس في عدة مناسبات، وكانت فرنسا إلى جانب تونس"، مشيرا إلى أن "فرنسا ممتنة لتونس التي قدمت لها التعاون والمعلومات اللازمة في وقت وجيز للوصول إلى هوية منفذ عملية نيس".
وبين وزير الداخلية الفرنسي أن "الدين الإسلامي لا علاقة له بالإرهاب، ولكن لابد من محاربة الإيديولوجيات المتطرفة".
وتأتي زيارة الوزير الفرنسي لتونس عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيس، والذي نفذه تونسي، وأودى بحياة ثلاثة أشخاص.
ويجري دارمان جولة في شمال أفريقيا بدأت من تونس، لبحث التعاون في مجالي الهجرة ومكافحة الإرهاب.