أحيا ناشطون سوريون معارضون، اليوم الخميس، في مدينة إدلب شمال غربي سورية، الذكرى الـ41 لمجزرة حماة، في فعالية تخللها عرض فيلم وثائقي عن أحداث المجزرة ونتائجها، وعرض مسرحي يجسد ما حصل حينها، وأُلقيت كلمات تحث على الاستمرار في المطالبة بمحاسبة النظام السوري على جرائمه.
ارتكبت مجزرة حماة في شهر فبراير/شباط عام 1982. وبحسب تقارير حقوقية، قتل أكثر من 40 ألف شخص في المدينة على يد حافظ الأسد وشقيقه رفعت.
وقال الناشط الإعلامي مهند أبو زيد، أحد المشاركين في الفعالية، لـ"العربي الجديد": "أتينا اليوم من مختلف المحافظات والعشائر السورية لإحياء ذكرى مجزرة حماة التي ارتكبتها عصابة الأسد، ومطالبنا تحقيق العدالة بمحاسبة النظام السوري على مجزرة حماة، والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب السوري على مدى عقود".
أما المواطن السوري ابن قبيلة طي العربية عبد الله السرحان، فقال لـ"العربي الجديد": "شاركنا في هذه الذكرى كقبائل عربية مع إخوتنا من باقي المحافظات السورية لنؤكد أن مجزرة حماة وباقي مجازر النظام السوري لن تنسى، ونطالب المجتمع الدولي بضرورة محاسبة المجرمين السوريين".
وشارك عشرات الأشخاص من ذوي ضحايا المجزرة، منهم محمود عرعور ابن مدينة حماة الذي فقد ثلاثة من أخواله، وروى لـ"العربي الجديد" تفاصيل ما حدث حينها بالقول: "عندما رأيت آثار الدمار في حي الكيلانية والبارودية بمدينة حماة والموجودة حتى يومنا هذا، سألت عائلتي عن سببها، فلم يجبني أحد قبل بدء الثورة السورية عام 2011 بسبب الخوف، أما الآن، فقد عرفنا ما حصل وقتها، وشاهدنا اليوم مجازر النظام السوري بمختلف المناطق السورية، ولهذا تجب محاسبة النظام السوري لتحقيق العدالة".
من جانبه، قال المواطن السوري نزار قاسم عرعور، من مدينة حماة، لـ"العربي الجديد": "كان عمري يوم وقوع مجزرة حماة خمسة عشر عاما، شاركت في هذه الذكرى لأخبر الجيل الجديد عن إجرام النظام السوري، وكيف نزل الجيش السوري بكامل عدته وعتاده إلى مدينة حماة وقتل البشر وحرق الشجر وكسر الحجر، في ذاكرتي الكثير من الصور القاسية التي يجب أن أخبرها لهذا الجيل".
وفي الثاني من فبراير/شباط عام 1982، قام النظام بحصار المدينة وعزلها عن محيطها بالكامل وقطع الكهرباء والاتصالات الأرضية عنها. ومع مساء اليوم التالي، بدأ النظام بقصف المدينة، ليستمر القصف والاقتحامات 20 يوماً، جرى خلالها ارتكاب أفظع الجرائم بحقّ السكّان، من قتل واعتقال واغتصاب وتدمير.
وتؤكد تقارير حقوقية أن نظام الأسد الأب دمّر أحياء بكاملها، ومن أبرزها حي الحاضر، الذي حوّله إلى كومة من الحجارة في بداية المجزرة، لينتقل بعدها إلى الأحياء الأخرى، ويسرق المنازل بعد إعدام سكّانها جماعياً، واعتقال آخرين ونقلهم إلى السجون، من أبرزها سجن تدمر في ريف حمص الشرقي، لينفذ بهم أحكام إعدام جماعية.