التقى الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الأربعاء رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وبحثا آخر التطورات التي حصلت في لبنان، دون ذكر أي تفاصيل للقضايا أو العناوين التي تم بحثها.
واكتفى ميقاتي لدى مغادرته قصر بعبدا بالردّ على أسئلة الصحافيين حول انتفاء الإيجابيات، قائلاً: "من قال لا إيجابيات؟ الشمس بتطلع وكل الناس تراها".
كما اكتفى المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية ببيان مقتضب جداً أشار فيه إلى أن "الرئيس عون عرض الأوضاع العامة مع ميقاتي وتم خلال اللقاء تقييم التطورات التي حصلت مؤخراً كما تمت معالجة بعض الأمور العالقة"، من دون ذكر أي تفاصيل إضافية حول عناوين هذه الأمور والقضايا التي تم البحث بها.
ولم يصدر أي تعليق رسمي لبناني بعد عن ما نقلته صحيفة "القبس" الكويتية اليوم، بأن السلطات الكويتية قرّرت إيقاف إصدار التأشيرات للبنانيين حتى إشعار آخر على خلفية الأزمة الدبلوماسية بين لبنان وأربع دول خليجية عقب تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.
ويرفض قرداحي حتى الآن تقديم استقالته رغم مطالبة أفرقاء سياسيين لبنانيين بذلك، وسط تخوفات بفرض مزيدٍ من الإجراءات في حال استمر الوزير على موقفه ومعه التصعيد من جانب "حزب الله".
وقال مصدرٌ مقرب من ميقاتي لـ"العربي الجديد"، "إننا نتابع الموضوع وسنسعى جاهدين لمعالجة جميع المسائل في القريب العاجل، ونحن على يقين بأنّ أي إجراء اتخذ أو قد يتخذ لن يمسّ اللبنانيين المقيمين في تلك الدول الخليجية، وهو يأتي في إطار التدابير المشددة على الوافدين الجدد والتي للأسف بدأت تسلك مسارها على مختلف الأصعدة سواء تجارياً او سياحياً بعدما كانت بدأتها السعودية".
ويأتي الإجراء الكويتي بعد جولة الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي على المسؤولين اللبنانيين ليُطرح السؤال الأساسي حول ما إذا كان ذلك يعكس نتائج سلبية للزيارة التي كانت تهدف إلى التعرف على موقف لبنان حيال الأزمة وما هي الإجراءات التي ينوي القيام بها.
وكان زكي قد لمّح خلال زيارته إلى أهمية استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي لنزع فتيل الأزمة.
وجدّد ميقاتي اليوم "تأكيد موقفه بأولوية العلاقات الأخوية التي تربط لبنان بدول الخليج وضرورة تغليب المصلحة الوطنية العليا في الشأن السياسي وفي العلاقات الدولية على المصالح الفئوية والشخصية"، وذلك خلال استقباله سفيرَي لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة ومملكة البحرين ميلاد نمّور، حيث عرض معهما تداعيات الأزمة الخليجية الأخيرة، بحسب ما أفاد به بيان صادر عن مكتبه الإعلامي.
وأعرب السفيران كبارة ونمّور "عن تخوّفهما من تفاقم تداعيات هذه الأزمة على مستقبل العلاقات الثنائية بين لبنان ودول الخليج وانعكاسها على مصالح اللبنانيين والجاليات هناك".
ولفتا إلى أن "كل يوم تأخير في حلِّ الأزمة سيؤدي إلى مزيد من الصعوبة في ترميم هذه العلاقات وإعادتها إلى ما كانت عليه سابقاً".
ونقل السفيران إلى رئيس الحكومة "تأكيد المسؤولين السعوديين والبحرينيين لهما لدى مغادرتهما، حرصهم العميق على الروابط الأخوية الوثيقة وعلى الصداقة المتينة التي تربطهم بالشعب اللبناني بكل فئاته".
كذلك اجتمع ميقاتي اليوم مع سفير مصر في لبنان ياسر علوي، وبحث معه تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية.