قرّر المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، والذي انعقد ظهر اليوم الأحد، في قصر بعبدا الجمهوري، برئاسة الرئيس ميشال عون، الطلب للأجهزة العسكرية والأمنية لضبط الوضع العام في منطقة عكار، شمالي البلاد، لتفادي أي فلتان أمني، وإبلاغ وزارة الصحة بأن تأخذ على عاتقها معالجة المصابين جراء انفجار خزان الوقود في منطقة التليل – عكار.
كذلك، طلب المجلس إلى الأطقم الإسعافية والاستشفائية البقاء على أهبّة الاستنفار، وتكليف وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن الاستمرار بالتواصل مع الجهات المهتمة، والتي أبدت استعدادها لإخلاء الحالات البليغة إلى خارج لبنان.
وقرّر المجلس تكليف القوى العسكرية والأمنية والشرطة البلدية فرض الرقابة على مصادر الطاقة، وتنظيم توزيعها على جميع الأراضي اللبنانية، وذلك لمدة شهر واحد، أي إلى غاية 15 سبتمبر/ أيلول 2021، والعمل على تفريغ وإقفال جميع المستوعبات المخصّصة لتخزين الوقود المخالفة للأصول والأنظمة المرعية الإجراء.
واتخذ المجلس أيضاً قرارات قضت بإبلاغ وزارة الصحة العمل على افتتاح المستشفى التركي المخصص للحروق في صيدا، وتشغيله في أقرب وقت ممكن، إضافة إلى الطلب من وزيري الصحة حمد حسن والطاقة ريمون غجر العمل على تأمين المشتقات النفطية اللازمة لتأمين استمرارية عمل المستشفيات.
من جهة ثانية، أعرب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لرئيس حكومة تصريف الأعمال عن استعداد العراق لتقديم المساعدة في معالجة تداعيات انفجار بلدة التليل في عكار.
كذلك، تبلغت رئاسة مجلس الوزراء من السفير المصري ياسر علوي أن مصر تستعد لإرسال مساعدة عاجلة إلى لبنان، بحسب ما ذكر بيان رئاسة الوزراء اللبنانية. كما سارعت تركيا إلى إبلاغ الحكومة اللبنانية إرسال مساعدات صحية عاجلة.
وسقط ما لا يقل عن 28 قتيلاً وأكثر من 79 جريحاً في انفجار خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل، فجر الأحد، كان قد صادره الجيش اللبناني لتوزيع ما بداخله على المواطنين.
وأوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قيد التحقيق المدعو (ر.س)، نجل صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود، وهي تجري التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات، في ظلّ تراشق اتهامات بين "تيار المستقبل" (برئاسة سعد الحريري) و"التيار الوطني الحر" (يرأسه النائب جبران باسيل صهر رئيس الجمهورية) حول دعم صاحب الأرض والمهربين في المنطقة.
وقد بدأ "تيار المستقبل" من رئيسه الحريري ونوابه ومناصريه بحملة واسعة على "تويتر"، وفي المواقف والتصريحات للمطالبة برحيل رئيس الجمهورية ميشال عون، وتقديم استقالته فوراً، فيما يهاجم فريق "التيار الوطني الحر" الحريري ونوابه، ويؤكد أن صاحب الأرض محسوب عليهم، كما حمّل باسيل مسؤولية كبرى لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالانفجار الذي حصل، وبأنه ناجم كما الأحداث الأمنية عن قراره رفع الدعم عن المحروقات.