يعود وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إلى بيروت وفي جعبته تفاؤل تمسّك به ذهاباً إلى الكويت وإياباً، ربطاً بالورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الخليجية، التي أكد أن وقعها كان "إيجابياً" لدى الجانب الكويتي والمشاركين في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب، في حين أعلن نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح أنها "ستكون موضع دراسة من الجانب الخليجي"، واصفاً بدوره الخطوة اللبنانية بالإيجابية.
وسلّم بو حبيب الصباحَ رسالة موجهة من الرئيس اللبناني ميشال عون إلى أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية التي تتضمن شروطاً سعودية واضحة، حُدّدت في 12 بنداً، لإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان.
وشدد الوزير الكويتي على "حرص بلاده على استقرار لبنان ورفاهية شعبه، واستمرار المسعى الكويتي لترتيب العلاقات مع الأشقاء في الخليج، استكمالاً لما ورد في الرد اللبناني"، وفق ما نقلت عنه الخارجية اللبنانية.
٣)العلاقات التاريخية الاخوية بأشقائه العرب. وقد كان لهذه الرسالة وقع إيجابي لدى الجانب الكويتي والمشاركين. وقد شدد وزير خارجية الكويت على حرص بلاده على استقرار لبنان ورفاهية شعبه واستمرار المسعى الكويتي لترتيب العلاقات مع الاشقاء في الخليج استكمالا لما ورد في الرد اللبناني.
— Mofa Lebanon (@Mofalebanon) January 30, 2022
ويشير الكاتب السياسي جورج شاهين، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الرد اللبناني جاء متناسقاً مع بنود الورقة التي تسلّمها، واقترح تشكيل لجنة لبنانية خليجية للنظر في سبل تطبيق بعض البنود، منها القرارات الدولية، بهدف إعادة وصل ما انقطع مع الدول الخليجية"، لافتاً إلى أن "رئيس البرلمان نبيه بري وضع بعض التعديلات على الجواب اللبناني، خصوصاً لناحية استبداله عبارة (التزام) أو (تعهّد) بـ(السعي إلى) في عددٍ من البنود".
وحول وقف تدخل "حزب الله" في الشؤون الخليجية، يقول شاهين إن الورقة اللبنانية أكدت أن ما بلغه النزاع الإقليمي الدولي تجاوز قدرات لبنان على ضبط الوضع، وإن التعاون الدولي والإقليمي مطلوب لتنفيذ هذا البند. ويضيف شاهين أن "لبنان أكد التزامه بالقرار 1701، وأن أي عائق يحول دون تنفيذه لا يمكن مساءلة لبنان في شأنه، كما أن القوات الدولية تشكو حجم الارتكابات الإسرائيلية، وفي ما خص القرارين 1680 و1559، فإنهما لا يعنيان لبنان منفرداً، وتنفيذهما مرتبط بالتزامات فرضت على دول أخرى لم تنفذهما".
ويلفت شاهين إلى أن "الاجتماع، أمس الأحد، لم يكن يقتصر فقط على لبنان، بل تناول مواضيع عربية وإقليمية ودولية، وكان أشبه بجلسة عصف فكري ولقاء تشاوري غير رسمي خالٍ من جدول أعمال، لذلك لم تصدر عنه قرارات".
ويشير إلى أن "انقساماً حصل حول الورقة اللبنانية، إذ ساد رأي يدعو إلى التروي بالتعاطي مع الموضوع، وآخر متشدد، مع العلم أنه رغم التشدد الأقرب إلى الموقف السعودي الإماراتي البحريني، إلا أنه قد لا يصل إلى فرض عقوبات جديدة، ويتمحور أكثر حول أن يكون الموقف اللبناني أكثر وضوحاً".
ويرى شاهين أن "ما هو إيجابي أن أي جواب نهائي لن يصدر بشأن ورقة لبنان الجوابية، وستبقى حالياً مطروحة على صعيد المفاوضات"، لافتاً إلى أن "تقديم لبنان ورقته الجوابية اظهر جدية في التعاطي مع المبادرة، وهو ما توقف عنده المجتمعون، وبكل الأحوال، فإن ملف لبنان عند العرب دائماً ما يكون على القطعة".
وأكد لبنان في ورقته الجوابية التزامه بتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية، وعلى مستوى جامعة الدول العربية، وتطبيق سياسة النأي بالنفس، والتشديد على أن موقف لبنان الرسمي لم يخرق يوماً هذا البند، وكذلك البند المتعلق بألا يكون لبنان مقراً لأي عمل عدائي ضد دول مجلس التعاون الخليجي.
كذلك، أكدت ورقة لبنان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في مايو/أيار المقبل، والأمر نفسه في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي (تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في تشرين الأول/أكتوبر المقبل).
وفنّد لبنان أيضاً عملياته الأمنية لإحباط ومكافحة عمليات تهريب المخدرات، والتدقيق في سلامة الصادرات اللبنانية، وضبط المعابر والحدود، وتحدث عن أهمية تعزيز التعاون الأمني بينه وبين دول أخرى في هذا الإطار، على غرار ما حصل مع الكويت.
وفي 31 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية أنه بالتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، تم ضبط 9 ملايين حبة كبتاغون كانت مخبأة داخل شحنة برتقال، وكانت معدة للتهريب من بيروت إلى الكويت.
وأكد لبنان سعيه إلى إقرار خطة التعافي الاقتصادي، واستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وتحقيق الإصلاحات، وحلّ مسألة الودائع الموجودة في مصارف لبنان.
لا إطلالة لنصر الله اليوم
على صعيدٍ ثانٍ، لن يطل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله على قناة "العالم" الإيرانية اليوم الاثنين، كما جرى التسويق الأسبوع الماضي، وقد أكدت مسؤولة العلاقات الإعلامية في "حزب الله" رنا الساحلي، لـ"العربي الجديد"، أن الإطلالة لم ترجأ، إذ لم نُحدد كـ"حزب الله" رسمياً موعداً لها، وهي لا تزال في طور التحضير، مشددة على أن "قناة العالم ذكرت أن الاطلالة ستكون قريباً، ولم تحدد بدورها يوماً معيناً"؛ مع الإشارة إلى أن قناة "العالم" كانت حدّدت مساء يوم الاثنين، قبل أن تعود وتعدل إعلانها بأنها ستبث المقابلة قريباً.
ونفى مصدر في "حزب الله" ما يحكى عن أن نصر الله لم يطل اليوم لأسباب مرتبطة بالمبادرة الخليجية، فهناك ملفات كثيرة يريد التحدث فيها ويركز اهتماماته عليها.