لودريان يستكمل حراكه في بيروت: آمال لبنانية بحلول دولية سريعة قبل "الانفجار الكامل"

24 سبتمبر 2024
رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري يستقبل لودريان في بيروت، 24 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- جولة الموفد الفرنسي في لبنان: استكمل جان إيف لودريان جولته لبحث التطورات العسكرية، مؤكداً دعم فرنسا للبنان وأهمية الحل الدبلوماسي، مع توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى نيويورك لإجراء اتصالات دبلوماسية.

- جهود دبلوماسية لمنع التصعيد: أكد لودريان على تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين لانتخاب رئيس جديد، حاملاً رسالة دعم من الرئيس الفرنسي، مشدداً على التهدئة وضبط النفس.

- تصعيد عسكري وتداعياته: شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة، مما أدى إلى استشهاد 558 شخصاً، بينما نفذ حزب الله عمليات عسكرية رداً على المجازر، مع تكثيف الجهود الدولية لاحتواء التصعيد.

استكمل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان جولته في لبنان اليوم الثلاثاء، لبحث التطورات العسكرية في ظلّ مخاوف دولية من اندلاع حرب شاملة في المنطقة، وذلك على وقع تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضرباته إلى أقصى الدرجات وتوسِعة غاراته إلى الأعماق اللبنانية، كان أكثرها دموية أمس الاثنين، وإعلان حزب الله بدوره بدء معركة "الحساب المفتوح" عقب "مجزرَتْي أجهزة الاتصال" والعدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 50 شخصاً، مدنيين، وأطفال، ومقاومين، وقائدَيْن كبيرَيْن من "قوة الرضوان".

وأكد الموفد الرئاسي الفرنسي أنّ "فرنسا تدعم لبنان وتقف إلى جانبه في كلّ الظروف"، متمنياً أن "تفضي الاتصالات الدبلوماسية إلى حلٍّ يوقف دورة العنف". واعتبر لودريان أنّ "توجّه رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي إلى نيويورك في هذا الظرف الدقيق مسألة مهمة جداً".

وخلال لقائه ميقاتي اليوم الثلاثاء، قال لودريان إنه "سيقوم بجهود لتقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين للوصول إلى تفاهم يفضي إلى انتخاب رئيس جديد". وقال مصدرٌ دبلوماسيٌّ في السفارة الفرنسية في بيروت لـ"العربي الجديد"، إنّ "لودريان يحمل معه رسالة دعم من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان والشعب اللبناني والمؤسسة العسكرية، وسيبذل كل ما يمكن من جهود لمنع التصعيد، ويريد في هذا الإطار أيضاً أن تساعده جميع الأطراف المعنية على ذلك، لأن من المهم أن يدركوا أن تداعيات الصراع لن تنعكس فقط على لبنان وإسرائيل، بل على المنطقة ككلّ".

وأشار المصدر إلى أن "لودريان يتطرق في لقاءاته إلى ضرورة التهدئة وضبط النفس، والتزام جميع الأطراف القرارات الدولية، ويحذر من خطورة الوضع، ويؤكد أن الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً لوقف إطلاق النار، وأنّ هناك حراكاً دولياً سيتكثف أكثر لمحاولة منع الحرب الشاملة، كذلك يجري التطرق إلى ضرورة ملء الشغور الرئاسي الذي اقترب من عامه الثاني، لأن البلد في هذا الظرف بالذات يحتاج إلى رئيس للجمهورية".

بدورها، أكدت أوساط حكومية لبنانية لـ"العربي الجديد" أنّ "الموفد الرئاسي الفرنسي لم يحمل أي مبادرة للحلّ، لكنه نقل رسائل عدّة، منها تحذيرية بإطار تداعيات توسعة رقعة المعارك على لبنان والمنطقة، وأخرى داعمة للبنان والشعب اللبناني"، مشدداً على أنّ "الحل الدبلوماسي لا يزال ممكناً، ولا يزال هناك طرق ووسائل وأمل لتفادي الحرب الشاملة".

وشددت الأوساط على أنّ "الحراك الدبلوماسي، سواء في لبنان أو في غزة، لم يأتِ بنتيجة حتى الساعة، وقد مرّ عليه ما يقارب السنة، ومع ذلك لا نزال نعوّل على إمكانية توصّله إلى حل لوقف الحرب، التي ستتضرّر منها المنطقة ككل، ومن مصلحة جميع الأطراف الدولية تكثيف الجهود والإسراع فيها لاحتواء التصعيد قبل تفجّر الوضع بالكامل، وتخفيف حدّته والتهدئة، وصولاً إلى وقف نهائي لإطلاق النار".

ولفتت الأوساط إلى أنّ "رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن أنه سيتوجه إلى نيويورك لإجراء المزيد من الاتصالات، وسيبذل كل الجهود الممكنة من خلال لقاءاته لدعوة العالم إلى الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة ولبنان، وسيتحدث عن جميع الخروقات التي تحصل، والجرائم التي ترتكبها إسرائيل، والتي تستهدف المدنيين والمسعفين والأطفال والنساء، وليس كما تزعم بضربها أهدافاً عسكرية فقط لحزب الله، على أمل أن يتحرّك العالم جدياً لوقف المجازر الإسرائيلية".

وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان نبيه بري، أنّ اجتماعاً عقد صباح اليوم مع لودريان والوفد المرافق بحضور السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو، حيث عُرضَت تطورات الأوضاع السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة.

وشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الاثنين، غارات عنيفة على قرى وبلدات في الجنوب والبقاع الغربي والأوسط والشمالي والضاحية الجنوبية لبيروت، وصولاً حتى إلى أعالي جبيل وكسروان، ما أوقع في أقلّ من 24 ساعة 558 شهيداً و1835 جريحاً في تحديث غير نهائي، صادر عن وزارة الصحة اللبنانية، مع نزوح الآلاف إلى المناطق الآمنة في العاصمة ومحيطها والمتن وجبل لبنان وزحلة بقاعاً وطرابلس شمالاً.

وارتفع عدد شهداء الاعتداءات الإسرائيلية منذ الثلاثاء الماضي 17 سبتمبر/أيلول، وحتى أمس الاثنين إلى ما يزيد على 600 شهيد، ما يتخطى في أسبوع واحد إجمالي عدد الشهداء منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي لم يتجاوز عتبة الـ570 شهيداً حتى أواخر شهر أغسطس/آب الماضي.

في المقابل، باءت محاولة الاحتلال الإسرائيلي باغتيال القيادي في حزب الله علي كركي بالفشل، باستهدافه أمس وللمرة الرابعة الضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعدما اغتال الجمعة الماضي القياديين إبراهيم عقيل وأحمد محمود وهبي، إضافة إلى عددٍ من المقاومين، وذلك خلال اجتماعٍ تحت الأرض كان يُعقد لـ"قوة الرضوان"، التي تُعَدّ من قوات النخبة، وتطالب إسرائيل بإبعادها عن حدودها الشمالية في أي اتفاق سيحصل لوقف إطلاق النار.

من جهته، نفذ حزب الله سلسلة عمليات عسكرية رداً على مجزرتي الثلاثاء والأربعاء واستشهاد المدنيين ودفاعاً عن لبنان وشعبه، استخدم فيها أسلحة أكثر تطوراً، ومنها "فادي" الذي دخل الميدان للمرة الأولى منذ 8 أكتوبر، ووصلت صواريخه إلى شمال مدينة حيفا، وقواعد عسكرية ومصانع ومطارات عسكرية ومصانع، علماً أن الحزب لم يردّ بعد على اغتيال قائديه في منطقة القائم، في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي.

المساهمون