خرج مئات السودانيين، اليوم الخميس، في تظاهرة وسط العاصمة الخرطوم، للمطالبة بتنحي العسكر عن السلطة، والتنديد بالسياسات الاقتصادية الجديدة للسلطة الانقلابية.
جاء الخروج استجابة لدعوة من لجان المقاومة السودانية، ممثلة الحراك المناهض لانقلاب قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان في عام 2021. وكان لافتاً اليوم تغيير لجان المقاومة مكان التجمعات السابقة، وذلك بالتجمع في منطقة السوق العربي وسط الخرطوم، على بعد أمتار قليلة من القصر الرئاسي، ما فاجأ السلطات الأمنية التي أغلقت بعض الطرق.
وهتف المشاركون في التظاهرة بشعارات الثورة السودانية، ورددوا هتافات جديدة على شاكلة "صحة وتعليم مجان والعسكر للثكنات والجنجويد يتحل"، وذلك رفضاً للزيادات المستمرة في تعرفة وأسعار الخدمات العامة، وكان آخرها مع بداية العام الجديد، ومنها مضاعفة الرسوم الدراسية على طلاب الجامعات، ومضاعفة رسوم استخراج الأوراق الثبوتية ورخص القيادة والمركبات.
وتصدت الشرطة السودانية للتظاهرة بمنطقة السوق العربي باستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، واعتقلت عدداً كبيراً من المشاركين، ذهبت بهم إلى جهات غير معلومة، فيما تحدث شهود عيان، لـ"العربي الجديد"، عن ظهور مجموعات ملثمة هي التي نفذت الاعتقالات. ولاحقاً، انسحب المتظاهرون إلى منطقة موقف شروني، حيث لاحقتهم الشرطة ودارت اشتباكات بين الجانبين.
وكانت لجان المقاومة السودانية قد أعدت جدولاً زمنياً لموعد الحراك الثوري خلال شهر يناير/ كانون الثاني الحالي، يشتمل على مواكب مركزية ومواكب مناطقية، مؤكدة استعدادها للتصعيد المستمر إلى حين سقوط الحكم العسكري وتجاوز التسوية السياسية التي تديرها معه هذه الأيام قوى إعلان الحرية والتغيير.
ومع بداية الأسبوع المقبل، يدخل موقّعو الاتفاق الإطاري في مؤتمرات وورش عمل حول قضايا العدالة الانتقالية وإزالة تمكين النظام السابق والإصلاح العسكري والأمني وقضية شرق السودان واستكمال السلام، تمهيداً للتوافق حولها، ومن ثم توقيع الاتفاق النهائي الذي يعقبه تشكيل الحكومة المدنية في الأسبوع الأول من فبراير/ شباط المقبل.