استمع إلى الملخص
- هدم 11 منزلاً في الشهر الماضي بأم الخير من قبل قوات الاحتلال دون إنذار، مما أدى إلى تهجير نحو 80 فلسطينيًا، في ظل مخاوف من توسيع البؤر الاستيطانية المحاذية للتجمع.
- التجمع البدوي أم الخير يواجه خطر التهجير والاستيلاء على أراضيه، مع عمل الاحتلال على شق طرق ومرافق لربط المستوطنات وحصار التجمع، في ظل غياب الدعم الكافي للسكان.
نصب مستوطنون، اليوم الثلاثاء، خياماً وسياجاً داخل أراضي المواطنين الفلسطينيين في تجمّع أم الخير البدوي في مسافر يطا جنوب الخليل، جنوبي الضفة الغربية، تمهيداً للاستيلاء عليها، وذلك تحت تهديد السلاح وتوجيه البنادق على أصحاب الأرض الذين حاولوا الدفاع عن أراضيهم، فيما أدى عشرات المستوطنين صلوات تلمودية في الموقع ذاته الذي أقيمت فيه الخيمة.
وحاول أهالي المنطقة العزّل مواجهة المستوطنين، لكنهم اصطدموا بوجود أسلحة رشاشة بحوزة المستوطنين الذين اقتحموا المكان. ويقول رئيس مجلس أم الخير، خليل الهذالين، في حديثه مع "العربي الجديد"، إن "خمسة مستوطنين يرافقهم نحو 20 جندياً اقتحموا مساء اليوم، أراضي التجمّع ورفعوا أسلحتهم في وجه سكّان المنطقة، وبدؤوا بنصب خيام على أراضيهم تحت تهديد السلاح".
ويصف الهذالين واقع التجمع بـ"الصعب، حيث بات يواجه خطر التهجير بشكل متسارع، لا سيما أن سكّان التجمع عزّل، ولم يتلقوا دعماً كافياً يعزز صمودهم في الآونة الأخيرة التي شهدت عمليات هدم متكررة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط غياب بدائل وتعويضات للمواطنين، حيث يعمل الاحتلال الآن على إحلال المستوطنين مكانهم وإقامة الخيام الاستيطانية بديلاً قد يتطور لاحقاً ليصبح بؤرة استيطانية جديدة".
ويوضح الناشط في المقاومة الشعبية، أسامة مخامرة، لـ"العربي الجديد"، أن عشرات المستوطنين اقتحموا التجمّع بعد إقامة الخيمة، قادمين من بؤرة "شمعون" الاستيطانية المحاذية لتجمع أم الخير والمقامة على أراضي مسافر يطا جنوبي الخليل، والتي يسعى الاحتلال لتوسيعها على حساب أراضي التجمع، لربطها بمستوطنة "كرمئيل"، وبدؤوا بأداء صلوات تلمودية وتشغيل الموسيقى الصاخبة عبر السمّاعات في محاولة لاستفزاز أهالي التجمّع.
محاولات استيلاء متواصلة في مسافر يطا
وكانت قوات الاحتلال قد هدمت في التاسع والعشرين من الشهر الماضي 11 منزلاً في تجمّع أم الخير في مسافر يطا جنوبي الخليل، من دون سابق إنذار أو صدور أي قرار من المحاكم الإسرائيلية، ما أدى إلى تهجير نحو 80 فلسطينياً من مساكنهم وتركهم في العراء بلا مبيت، وتحت عرضة اعتداءات المستوطنين.
ويشير مخامرة إلى أن عشرات المستوطنين والجنود المسلّحين، نصبوا خيمة في المنطقة المحاذية للمنازل التي هدمها الاحتلال الأسبوع الماضي، ما يوحي بمخاوف من السيطرة على المكان، حيث صدر سابقاً قرار استيلاءٍ بحق المساحات الواصلة بين مستوطنة "كرمئيل" وبؤرة "شمعون" والتي تبلغ مساحتها 250 دونماً، ومن ثم تمهّد المنطقة التي تقام بها الخيمة، للاستيلاء الكامل على التجمّع.
ويلفت مخامرة إلى أن تجمّع أم الخير بات محاصراً بالكامل ويصعب الوصول إليه، حيث صادر الاحتلال الأراضي الشرقية للتجمع وأغلقها بالكامل، ويشرع الآن في عمل حفريات في المناطق الجنوبية، ويحيط التجمع مستوطنة "كرمئيل" شمالاً، ولم يبق سوى مدخل واحد للتجمع والذي يوجد الاحتلال دائماً فيه.
ويعمل الاحتلال على شقّ طرق وشوارع ومرافق في المناطق الممتدة امتداداً مباشراً بين مستوطنة "كرمئيل" وبؤرة "شمعون" والتي تقدر بمسافة نصف كيلومتر مربع، وذلك بهدف ربط المستوطنات ببؤرة "إتسخار مان" وهي بؤر وتجمعات يستوطنها مئات المستوطنين يعملون على تهجير السكّان بوسائل عديدة، منها الترهيب وإطلاق النار والاستيلاء على الأراضي والممتلكات الشخصية، والسرقة، والاستيطان الرعوي، وذلك كلّه على حساب المناطق الفلسطينية "وادي الجوايا، وسدّة الثعلة، وأم الخير".
وتعتبر أم الخير تجمعاً بدوياً صغيراً، يواجه خطر التهجير، ويبلغ مساحته 400 دونم، ويقطن فيه 200 عائلة تشكّل ألف بدوي فلسطيني يعيشون في 30 منزلاً من الطوب المسقوف بالحديد والخيام، وجميعها مستهدفة عبر الإخطارات الإسرائيلية، وقرارات المصادرة بحق الأراضي.