مصادر تكشف لـ"العربي الجديد" الوضع الصحي للرئيس الجزائري

14 نوفمبر 2020
غموض بشأن المدة الإضافية التي سيقضيها الرئيس تبون خارج البلاد (العربي الجديد)
+ الخط -

يقضي الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أسبوعه الثالث في رحلته العلاجية إلى ألمانيا، وهي ثاني أطول فترة يقضيها رئيس جزائري في مستشفى خارج البلاد، بعد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الذي كان قضى 81 يوما عام 2013 في فرنسا.

 يأتي ذلك وسط غموض عن المدة الإضافية التي سيقضيها الرئيس تبون خارج البلاد، وترقب لافت في الجزائر لعودته التي لم يعلن عن موعدها حتى الآن.

وحصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مطلعة في ألمانيا، تؤكد أن "الوضع الصحي للرئيس تبون مستقر وفي تحسن بصورة لا تدعو إلى أي قلق"، وأوضحت أن" الفريق الطبي المشرف عليه مرتاح لنتائج العلاج الذي يتلقاه، ويفرض عليه قضاء فترة نقاهة".

وفيما تذكر بعض التسريبات الأخرى أن الرئيس الجزائري قد يكون نقل إلى مستشفى ثان في ألمانيا قبل أيام لاستكمال العلاج وقضاء فترة نقاهة قصيرة قبل العودة إلى الجزائر، بعد فترة أولى قضاها في مصحة خاصة في منطقة كولن بألمانيا منذ27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد إصابته بفيروس كورونا بحسب تأكيدات الرئاسة الجزائرية، إلا أن وسائل إعلام محلية في الجزائر ذكرت أن هناك عودة وشيكة للرئيس تبون إلى البلاد، من دون أن تحدد موعدا لذلك.     

ولم تصدر الرئاسة الجزائرية أي بيان يخص آخر تطورات الحالة الصحية للرئيس تبون، منذ البيان الأخير في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، والذي أعلنت فيه عن أن الرئيس "بصدد إتمام بروتوكول العلاج، ووضعه الصحي في تحسن إيجابي".

 لكن بيان الرئاسة هذا لم يستوعب حالة القلق العام في البلاد والغموض الذي يرافق الوضع الصحي لتبون، إذ تطالب عدة قوى سياسية في البلاد السلطات بكشف الحقائق للرأي العام، ودعت حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، في بيان نشرته الخميس الماضي السلطات "بضرورة اعتماد الشفافية في تسيير ملف مرض الرئيس تبون لتفادي التسريبات والإشاعات المضرة بالوضع وبصورة الرئيس نفسه".

وكان الرئيس تبون قد قرر في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي الدخول في حجر طوعي، ثم أعلن عن دخوله لوحدة علاج متخصصة في المستشفى العسكري في العاصمة الجزائرية، قبل أن يعلن عن نقله عاجلا في الـ27 من الشهر نفسه إلى ألمانيا على متن طائرة إسعاف خاصة تم استقدامها من بوردو الفرنسية، لإجراء فحوصات طبية معمقة، بتوصية من الطاقم الطبي المشرف عليه.

ولاحقا كشفت الرئاسة أنه بدأ في تلقي العلاج في مستشفى بألمانيا، وأن حالته مستقرة ولا تدعو إلى القلق، من دون أن تكشف عن طبيعة المرض الذي يعالج منه، وانتظرت الرئاسة الجزائرية حتى البيان ما قبل الأخير للاعتراف بطبيعة مرض الرئيس، وذكرت أنه أصيب بفيروس كورونا، ويرجح أنه نقل إليه من أحد أفراد عائلته، إذ توفي خلال الأسبوعين الماضيين أربعة من أفراد عائلة الرئيس، وهم صهره وشقيقته وزوجها وعمته، بسبب إصابتهم بفيروس كورونا.

وزادت حالة القلق السياسي والشعبي في البلاد إثر التوترات الأخيرة التي تشهدها المنطقة، وخاصة اندلاع المواجهات المسلحة بين قوات جبهة البوليساريو والجيش المغربي قرب الحدود جنوبي الجزائر، واستحقاقات إقليمية أخرى، إضافة إلى الجمود السياسي والاقتصادي الذي تشهده الجزائر، بعد تعطل اجتماعات مجلس الوزراء بسبب غياب الرئيس تبون، والدستور الجديد المعلق على توقيع الرئيس حصرا لنشره في الجريدة الرسمية ودخوله حيز التنفيذ.

وضع هش

وقال المحلل السياسي عبد الحميد منصوري إن الجزائريين عادوا للأسف، وفي فترة قصيرة، إلى سؤال ظل يشغل بالهم طوال السنوات السبع الأخيرة من حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

 وذكر منصوري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه "عدنا مرة أخرى للجدل حول صحة الرئيس، و أين الرئيس؟ ومن يحكم في غياب الرئيس؟، أعتقد أن هذا الوضع قد فرض على النظام ولم يكن متعمدا، الرئيس مريض حقا ولكن لا ندري مدى خطورة وضعه الصحي، المشكلة أن الوضع السياسي والمالي للبلاد هش لدرجة لا يمكن أن يتجاهل الناس هذه المسألة، كما أن الإخراج السيئ للاستفتاء على الدستور جعل النظام في وضع لا يحسد عليه".

وشدد على أنه "ليس من الجيد بالنسبة لرئيس أن يبدأ سنته الأولى في الحكم بالمرض والغياب عن المشهد منذ ثلاثة أسابيع، كما أنه من سوء حظ البلاد أن تجد نفسها في هذا الوضع، في مرحلة تحول دقيقة"، مضيفا أنه "إذا وضعنا في الاعتبار الكثير من العوامل، فاعتقد أن المؤشرات تذهب إلى أن الرئيس تبون قد لا يجد الظروف".

دلالات