نشرت وسائل إعلام تركية، اليوم الأربعاء، مقتطفات من اعترافات أحلام البشير، المتهمة بتنفيذ هجوم شارع الاستقلال بإسطنبول قبل نحو شهرين، مع تفاصيل تقول إنها وضحت من خلالها كيف خبأت المتفجرات داخل ملابس داخلية خاصة أعطيت لها قبل العبور إلى تركيا.
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية مقتطفات من الإفادة التي قدمتها البشير أمام النيابة العامة في إسطنبول عقب اعتقالها، بعد ساعات من تنفيذها الهجوم المسلح، الذي أدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح العشرات. واعترفت البشير، بحسب السلطات التركية، بأنها تنتمي إلى وحدات الحماية الكردية بسورية.
وبحسب "حرييت"، فإن البشير انتمت إلى الوحدات الكردية عقب علاقة غرامية جمعتها مع أحد عناصر الوحدات، وبعد فترة تعرفت إلى القيادي المعروف باسم "الحجي"، وهو المسؤول عن منبج، وهو الذي أمر البشير بالذهاب إلى إدلب وانتظار التعليمات لمهمتها الجديدة في تركيا.
وأضافت: "أعطاني مالاً وهاتفاً وسجل فيه رقمه، والهاتف كان محملاً عليه برنامج المحادثات الشهير (واتساب) على رقمين أميركيين"، وأن الحجي أبلغها بكلمة سر عبارة عن 3 نقاط (...) عندما يرسلها يكون هو المتصل بها عقبها.
وأكملت البشير رواية ما حصل بالقول إنها التقت شريكها في الهجوم بلال حسان قبل عبورها لتركيا، وبقيا في المنزل المكون من غرفتين بإحدى غرفه في إدلب لخمسة أيام، وفي اليوم الثالث خرج حسان بمفرده من المنزل وعاد وبيده كيس، وفي اليوم التالي "جعلني أرى ما بداخل هذا الكيس".
وتابعت سرد ما حصل: "عندما جعلني أشاهد ما في الكيس كانت المحادثة مرئية مع الحجي عبر تطبيق (واتساب)، سألت بلال عن المواد، فأجاب بأني سأحملها عند العبور إلى تركيا، وكانت داخل الكيس مادة بيضاء على شكل بودرة تشبه الطحين، موضوعة في كيسين أبيضين شفافين كل واحد مقسم إلى 3 أقسام بحجم 15-30 سم، وبسماكة 5 سم".
وحول آلية نقل المواد، أفادت بأنه "كانت داخل الكيس ملابس داخلية نسائية مصممة بشكل خاص فيها أسلاك وكابلات كهربائية، وأماكن مخصصة لوضع المواد فيها، وفي اليوم الخامس، طلب مني ارتداء الملابس وإخفاء المواد، وفعلت ما طلب مني، وفوقها ارتديت الملابس العادية وشعرت بوزن المواد بنحو 2 كغ".
وتابعت: "عبرنا مع مجموعة كبيرة من السوريين عبر طرق التهريب إلى تركيا وصولاً إلى إسطنبول، وهناك أخرجت المواد وأخذها بلال حسان، ووضعها داخل حقيبة ظهر سوداء كان يحملها من إدلب"، وفي إسطنبول أمضت البشير مع حسان 5 أشهر على أنهما زوج وزوجة، و"ذهبا 3 مرات لاستكشاف شارع الاستقلال في منقطة تقسيم".
البشير أفادت بأنها خلال هذه الفترة تلقت اتصالات من الحجي الذي طلب منها أن تذهب إلى حسان وتجلب ما يريده، حيث طلب منها الأخير أن تشتري كيلوغرامين من المسامير ولاصقاً، وأعطاها مالاً من أجل ذلك، وكانت لدى بلال أيضاً كمية من المسامير.
وعن كيفية صنع منظومة المتفجرات، قالت البشير إن حسان "نثر المسامير على الأرض وبدأ يضعها جنباً إلى جنب على اللاصق في وقت كان فيه الحجي على اتصال مرئي ويشاهد كل شيء، وعبأ بعدها حسان المتفجرات في وعاء السكر وكان شفافاً وغطاؤه أصفر".
وأردفت القول إنه "بعد إفراغ المتفجرات وضع المسامير واللواصق حولها، وأدخل الكابلات في الوعاء، واستغرقت العملية قرابة ساعتين ونصف"، وفي يوم الهجوم وصلت إلى المنطقة وتلقت شيفرة النقاط من الحجي، واتصالاً منه، وقبل الهجوم، شاهدت فيديو من بعيد التقط لها في شارع الاستقلال.
وأكملت: "قال الحجي ضعي الشنطة وابتعدي بسرعة من المكان، مشيت باتجاه الميدان وأوقفني أحد باعة العطر الجوالين، عندها حصل الانفجار سقطت على الأرض، نهضت وركضت هاربة".
من جانبها، سردت صحيفة "خبر تورك" التفاصيل نفسها، مضيفة إليها أن "البشير اعترفت بأنها هي التي ضغطت على زر التفجير المؤقت وهربت، ولكن لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كانت هي بالفعل التي فعّلت المنظومة أم أن أحداً ما فجرها عن بعد".
وفي 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استهدف الهجوم المسلح شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم السياحية في إسطنبول، وأسفر عن مقتل 6 وجرح 81، حيث لقي التفجير إدانة محلية وعربية ودولية، علما أنه جاء بعد مرور 6 سنوات على آخر هجوم استهدف مدينة إسطنبول وقلبها السياحي الحيوي.
وعقب التفجير بساعات، أعلنت مديرية الأمن في مدينة إسطنبول عن اعتقال أحلام البشير، مؤكدة أنها تلقت تدريباً في "وحدات حماية الشعب" الكردية كعنصر استخبارات، وهو ما وجه أصابع الاتهام إلى "وحدات حماية الشعب" التي تعتبرها تركيا جناحاً سورياً لحزب "العمال الكردستاني" المصنف على قائمة الإرهاب.
وأمس، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن بلاده تسلمت من بلغاريا المدعو هزني غولغا، الذي هرّب بلال حسان، مخطط تفجير شارع الاستقلال، بعد تحديد الأمن التركي مكانه في البلد الجار.
وتمت عملية التسليم مساء الثلاثاء، في ولاية أدرنة، شمال غربي تركيا، وحسب مصادر أمنية، فإن الأمن التركي حدد مكان وجود غولغا في فندق بمنطقة سفيلينجراد قبل أن تقوم بلغاريا بتسليمه لأنقرة.
وفي السابع من يناير/كانون الثاني الجاري، أرسلت دائرة الإنتربول لدى المديرية العامة للأمن التركي خطاباً لنظيرتها في بلغاريا، مطالبة بإلقاء القبض على غولغا وتسليمه لأنقرة.