واشنطن: لا نرى حرباً وشيكة مع كوريا الشمالية

16 فبراير 2024
جونغ باك مسؤولة شؤون كوريا الشمالية في وزارة الخارجية الأميركية (آن يونغ جون/فرانس برس)
+ الخط -

أكدت مسؤولة أميركية، الخميس، أنّ الولايات المتحدة لا ترى مؤشّرات على حرب "وشيكة" من جانب كوريا الشمالية، رغم الأعمال الاستفزازية التي تقوم بها بيونغ يانغ التي ترفض الحوار مع واشنطن.

وقالت جونغ باك، المسؤولة التي تتولى شؤون كوريا الشمالية في وزارة الخارجية الأميركية، إنّ الولايات المتحدة لا تقوم بأيّ مجازفات، وستعمل على تعزيز قدرة الردع مع حليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية، لكنّها لم تشهد أيّ تحوّل ملحوظ في الآونة الأخيرة.

وفي إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قالت: "في الأساس، لا أعتقد أنّ موقف كيم قد تغيّر... لا أرى هجوماً وشيكاً أو مباشراً في هذه المرحلة". وتابعت أمام الصحافيين: "سأقول أيضاً إنّه من الواضح أنّ كيم قرّر أنّ هذا ليس الوقت المناسب كي يكون هناك حوار ودبلوماسية، خصوصاً مع الولايات المتحدة، لكن من الواضح أنّه يفعل ذلك مع روسيا".

وأعلن كيم في وقت سابق من هذا العام أنّ كوريا الجنوبية هي "العدو الرئيسي" لبلاده، كما تخلّى عن الوكالات المخصّصة لإعادة التوحيد والتواصل، وقال إنّ بيونغ يانغ لن تتردّد في "القضاء" على كوريا الجنوبية إذا تعرّضت بلاده لهجوم.

وفي السياق، كثّفت بيونغ يانغ تجارب الأسلحة، بما في ذلك صواريخ كروز و"نظام أسلحة نووية تحت الماء" وصاروخ باليستي فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب.

وقال الباحثان سيغفريد هيكلر وروبرت كارلين، في مقالة نُشرت أخيراً، إنّ تصرّفات كيم "تظهر أنه ربما أقنع نفسه بأنّ التواصل قد فشل مع الولايات المتحدة، وأنّ عليه أن يسعى إلى حل عسكري".

وكان كيم قد التقى ثلاث مرّات مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الأمر الذي ساهم في خفض حدّة التوتر بين البلدين، ولكنه لم يؤدِ إلى اتفاق دائم، ثمّ رفض اقتراحات لتجديد الحوار على مستوى أدنى مع إدارة الرئيس جو بايدن.

وأكّدت باك أنّ واشنطن كانت مستعدّة للتحدّث مع بيونغ يانغ "من دون شروط مسبقة"، لكنّها استبعدت القبول رسمياً بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية، الذي يعتبر هدفاً رئيسياً لكيم في إطار سعيه للحفاظ على حكمه الديكتاتوري.

وأضافت أنّ الاعتراف بكوريا الشمالية كقوة تملك السلاح النووي سيوهن نظام منع الانتشار العالمي، "وهو أمر غير مطروح على الطاولة على الإطلاق".

كوريا الشمالية: لا عائق أمام إقامة علاقات مع اليابان

وفي سياق آخر، نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، الخميس، عن شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قولها إنه لا يوجد عائق أمام إقامة علاقات مع اليابان، وإنه قد يأتي يوم يزور فيه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بيونغ يانغ.

وقال كيشيدا، الذي لا تقيم بلاده علاقات دبلوماسية رسمية مع بيونغ يانغ، إنه يستكشف إمكانيات الاجتماع مع الزعيم الكوري الشمالي لحلّ مسألة المدنيين اليابانيين المختطفين في السبعينيات والثمانينيات.

وقالت كيم يو جونغ، نائبة مدير الإدارة في حزب العمال الحاكم، إن تعليقات كيشيدا "يمكن اعتبارها إيجابية إذا كان المقصود منها المضي في العلاقات".

ونُقل عن المرأة صاحبة النفوذ قولها: "إذا اتخذت اليابان... قراراً سياسياً بفتح طريق جديد لتحسين العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والسلوك الدال على الاحترام، فإنني أري أن البلدين يمكنهما فتح مستقبل جديد".

ولطالما انتقدت اليابان سعي كوريا الشمالية لامتلاك صواريخ باليستية وأسلحة نووية، ما أثار في كثير من الأحيان استهجاناً شديداً من بيونغ يانغ، خاصة مع تعزيز طوكيو تحالفها الأمني ​​مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي إن الحكومة اليابانية على علم بتصريحات كيم يو جونغ، لكنه أحجم عن التصريح بالمزيد، بما في ذلك تقييم طوكيو لتلك التصريحات. وأضاف أن اليابان لا يمكنها قبول موقف كوريا الشمالية التي ترى أن قضية خطف اليابانيين قد جرى حلها. وتابع: "موقفنا بشأن الحل الشامل للقضايا (مع كوريا الشمالية) مثل عمليات الاختطاف، والأسلحة النووية، والصواريخ، لم يتغير".

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن "كيم أوضحت أن وجهة نظرها مجرد رأي شخصي، وإن قيادة الشمال ليست لديها خطط محددة لإقامة علاقات مع اليابان أو لإجراء اتصالات مع طوكيو، على حد علمها".

(فرانس برس، رويترز)