اقتحم وزير التراث وشؤون القدس الإسرائيلي المتطرف عميحاي إلياهو، اليوم الثلاثاء، أحياء البلدة القديمة في الخليل جنوبي الضفة الغربية، بمرافقة عدد من الشخصيات الاستيطانية البارزة من مستوطنتي تل الرميد وبيت رومانو، وذلك في سبيل التحضير للعمل على شق طريقٍ استيطانية جديدة على حساب الأراضي الفلسطينية.
وقال منسق تجمّع "شباب ضد الاستيطان" عيسى عمرو لـ"العربي الجديد"، إن "جولة وزير التراث تُعتبر سابقة من نوعها، حيث إنه يدخل الخليل لأول مرة، وتحديداً المنطقة الأثرية في حي تل الرميدة، حيث تخطط سلطات الاحتلال لشق طريقٍ استيطانية طولها قرابة 800 متر، تصل بين المسجد الإبراهيمي والمنطقة الأثرية، في سياق تنشيط الحركة الاستيطانية السياحية في المنطقة الأثرية التي تدّعي الجماعات الاستيطانية وجود ممتلكات فيها، أو مبانٍ، أو أراضٍ تراثية تعود ملكيتها لليهود".
وأوضح عمرو أنه من المتوقع أن تُستخدم الطريق الاستيطانية لتأسيس شبكة قطار خفيف، أو مواصلات لتسهيل حركة المستوطنين، حيث يقام الطريق على حساب أراضٍ فلسطينية خاصة، ما يجعل إمكانية الاستيلاء على الأراضي صعبة، وبالتالي جاءت جولة وزير التراث لإيجاد الحيل الممكنة لتنفيذ المشروع على أراضٍ مزروعة بالزيتون، ومسجّلة في "الطابو الفلسطيني".
تغطية صحفية | وزير "التراث" في حكومة الاحــتـلال عميحاي إلياهو يقتحم تل ارميدة في الخليل، اليوم. pic.twitter.com/BZCwhOO7P0
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 23, 2024
وتبدو خطورة الجولة، وفق عمرو، بالنسبة لسكّان تل الرميدة، في أنها صادرة عن وزير متطرف كان في وقت سابق مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قد دعا لإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، باعتباره حلاً ممكناً ضمن خيارات المواجهة مع الفلسطينيين.
وفي أعقاب الاقتحام اليوم، أغلقت قوات الاحتلال 70 حاجزاً ونقطة عسكرية في البلدة القديمة من الخليل ومحيط المسجد الإبراهيمي في الأماكن المعروفة بـ"المناطق المغلقة"، ومنعت قرابة 5 آلاف فلسطيني من الحركة في أحياء وحارات تل الرميدة، وشارع الشهداء، وواد الحصين، ومحيط بركة السلطان، وحارة جابر، وحارة السلايمة، ومحيط المسجد الإبراهيمي، كما أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم في البلدة القديمة، بحجّة وجود تدريبات عسكرية لجنود الاحتلال.
ولم يكن اقتحام إلياهو هو الأول لوزير إسرائيلي متطرف في البلدة القديمة بالخليل، حيث تكررت اقتحامات قيادات الاحتلال للمناطق المغلقة في البلدة القديمة، وفق منسق تجمّع "المدافعون عن حقوق الإنسان" من تل الرميدة عماد أبو شمسية في حديث لـ"العربي الجديد".
وأوضح أبو شمسية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير كان قد أجرى اقتحامات متكررة في حارات البلدة القديمة من الخليل، حيث يمنع خلالها الناس من الحركة أو الخروج حتى نحو أبواب المنازل.
ويستوطن في بلدة الخليل القديمة نحو 600 يهودي يُعرفون بأنهم الأكثر تطرفاً في مستوطنات جنوب الضفة، ويحمل جميعهم السلاح في أربع مستوطنات مقامة على أراضي البلدة القديمة من الخليل، هي بيت هداسا، وإبرهيم أفينو، وبيت رومانو، وتل الرميدة، حيث يعمل الاحتلال على وصلهم بالمستوطنة الأكبر المقامة على أراضي جنوب غرب الخليل، كريات أربع، والتي يستوطنها بن غفير.