نظم نشطاء إعلاميون ووجهاء وسكان في ريف إدلب شمال غربي سورية، مساء السبت، وقفة احتجاجية تنديداً بازدواجية معايير الأمم المتحدة على حد وصفهم، حيث رسم الفنان عزيز الأسمر شعارها مقلوباً على أنقاض بناء دمره الزلزال.
وحمّل المحتجون الأمم المتحدة مسؤولية الوضع الكارثي في مناطق شمال غرب سورية، نتيجة التأخر في الاستجابة للكارثة التي أحدثها الزلزال الذي ضرب المنطقة وجنوب تركيا الإثنين الماضي، منتقدين ضخ المساعدات للنظام السوري وتجاهل مناطق شمال غرب سورية، التي تعاني نكبة حقيقية وتحتاج المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل.
الناشط الإعلامي حمزة الجوجة، المشارك في الوقفة الاحتجاجية، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "رسالتنا اليوم من بين الأنقاض للنظام أننا لا نحتاج المساعدات التي يدعي أنه سيرسلها لنا، فالأَولى أن تقدمها للناس في مناطق سيطرتك والذين تجثم على صدورهم. الرسالة الثانية للأمم المتحدة: خذلتمونا لمدة 12 عاماً باسم السياسة والآن خذلتمونا باسم الإنسانية، أنتم كذبة وإنسانيتكم كذبة كبيرة. رسالتنا الثالثة لمن يزور النظام ويتعاطف معه، النظام سيخدعكم ويريكم الأبنية التي دمرها على أنها دمرت بسبب الزلزال، سيريكم القبور ويقول إن هؤلاء ضحايا الزلزال، لا تصدقوا ما يدعيه النظام".
رامي قزة، أحد وجهاء مدينة سرمدا التي نظمت فيها الوقفة، قال في حديثه لـ"العربي الجديد": "نحن اليوم بين الركام في مدينة سرمدا أتينا لتوجيه عدة رسائل لعدة جهات من بينها الأمم المتحدة. منذ بداية الثورة إلى الآن رأينا أنّ المعايير التي تعمل بها الأمم المتحدة هي معايير لم تستعمل مع أي جهة ثانية، اليوم زلزال مدمر. في تاريخ العالم الحديث عند تعرض أي منطقة لكارثة أو زلزال تسارع الدول لمساعدتها، لماذا نحن في المنطقة. في ادلب وحلب لم يتضامنوا معنا، لماذا هذه المعايير لا تنطبق علينا، هل نحن لسنا بشراً، تركيا دولة كبيرة سارعت كل الدول لمساعدتها، الأمم المتحدة تستعمل فقط معايير القوة وهذه رسالتنا لها".
وقال الفنان عزيز الأسمر لـ"العربي الجديد": "من الضروري توجيه رسالة من على جدران بيوتنا التي دمرها الزلزال، التي كانت متصدعة بسبب القصف المستمر على مدار سني الثورة، نقول للأمم المتحدة أنتم تركتم أبناءنا يموتون تحت الأنقاض وتركتم أحبابنا بدون إغاثة ومعدات، هذا الخذلان ليس بأمر جديد علينا، لم نكن نتوقع هذه القذارة بأن لا يلبوا نداء استغاثة الأطفال، رسمنا شعار الأمم المتحدة مقلوباً كون معاييرها كلها معكوسة، أرسلت المساعدات لبشار الأسد ليستأنف قتل المدنيين الأبرياء.. لن نسامحهم أبداً".
وكانت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) قد دعت، السبت، للتوقيع على عريضة عاجلة إلى الأمم المتحدة، من أجل دفعها للاستجابة الفورية والعاجلة لكارثة الزلزال في مناطق الشمال السوري، ومطالبة الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، بضمان استخدام جميع المعابر إلى شمال غرب سورية بشكل فعال، وتقديم المساعدات والمعدات والدعم الفني فوراً.