ذكرت مصادر محلية من القرى الواقعة على نهر الفرات في محافظة الرقة أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، طلب، اليوم الثلاثاء، من أهالي تلك القرى، إخلاء بيوتهم "على الفور" خشية انهيار سد تشرين في ريف حلب، ما قد يؤدي إلى غرق تلك القرى.
وعزا التنظيم سبب الإخلاء إلى زيادة الحمل المائي على سد الفرات الواقع إلى الشرق من "سد تشرين" في ريف الرقة بسبب تدفق المياه الكبير في حال انهار الأخير، سيستدعي فتح عنفات السد كلها والبالغ عددها ثمانية عنفات، الأمر الذي يهدد قرى كاملة بالإغراق.
وكانت قوات "سورية الديمقراطية" التي تضم خليطاً من مقاتلين عرب وكرد وتركمان انتزعت السيطرة على سد تشرين والمنطقة المحيطة به من تنظيم "داعش" قبل أيام، وإثر سيطرتها عليه ذكرت مصادر إعلامية أن نهر الفرات في المنطقة الواقعة خلف سد تشرين، شهد ارتفاعاً مفاجئاً في منسوب المياه، من جرابلس شمالاً، وحتى سد تشرين جنوباً، وذلك بعد يومين من سيطرة قوات سورية الديمقراطية عليه.
وقد تضاربت المعلومات حول سبب ارتفاع منسوب المياه في النهر وسبب التحذير الذي وجهه تنظيم الدولة للأهالي، ففي حين رجحت مصادر إعلامية ارتفاع منسوب النهر إلى أن الجانب التركي ضخ كمية كبيرة من المياه في النهر، بغية منع قوات "سورية الديمقراطية" من الهجوم على مدينة جرابلس، عزت مصادر أخرى أسباب ارتفاع المنسوب إلى هروب معظم موظفي السد من عملهم، ما أدى إلى وقف ضخ المياه وتفريغها حسب الحاجة.
وتوقعت بعض المصادر أن يكون التنظيم قد قام بتفخيخ السد قبيل انسحابه منه وأنه قد يعمد إلى تفجيره واتخاذ احتياطات منع انهيار سد الفرات من خلال فتح العنفات كلها ما قد يؤدي إلى إغراق القرى التي تقع على مجرى النهر.
وأكدت مصادر مطلعة أن مجموعة من المهندسين المختصين وصلوا من مناطق تسيطر عليها وحدات (حماية الشعب) الكردية إلى السد لمعاينته. ولم يتسن لـ "العربي الجديد" معرفة تفاصيل أكثر حتى اللحظة، في ظل ندرة المعلومات من الأطراف المعنية.
ويقع سد تشرين في منطقة منبج التابعة لمحافظة حلب، على نهر الفرات، وقد شيد بهدف توليد الطاقة الكهربائية. يبعد عن مدينة حلب 115 كم وعن الحدود التركية 80 كم، ويحصر السد خلفه بحيرة تدعى بحيرة تشرين يبلغ حجمها التقريبي 1.9 مليار م3 من المياه.
اقرأ أيضاً: القوات العراقية تتوجه لتحرير محيط الرمادي من "داعش"