شكّل الاعتداء الإرهابي الذي ضرب مدينة نيس الفرنسية مساء الخميس، آخر حلقة من مسلسل اعتداءات إرهابية تعرضت لها فرنسا منذ أواخر العام 2015، بلغت ثماني هجمات وراح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح، إضافة إلى إحباط عمليات أخرى من قِبل الأجهزة الأمنية وتوقيف العديد من المشتبه بهم.
كذلك شهدت الفترة بين 7 و9 يناير/كانون الثاني 2015، هجومين أثارا رعباً كبيراً في الشارع الفرنسي، الأول الذي نفذه الأخوان شريف وسعيد كواشي في 7 يناير، واستهدفا فيه مقر مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً. وكان من بين الضحايا مدير المجلة وعدد من كبار رساميها وشرطيان. وبعد يومين من المجزرة، قُتل الأخوان كواشي بنيران الشرطة أثناء محاولتها اعتقالهما في ضاحية العاصمة.
وفي 8 يناير، قام أحمدي كوليبالي بقتل شرطية وإصابة موظف بلدي بجروح في مونروج جنوب باريس. في اليوم التالي، احتجز رهائن داخل متجر يهودي في باريس وقتل أربعة منهم قبل أن تقتله الشرطة. وفي حين كان الأخوان كواشي قد أعلنا مبايعتهما تنظيم القاعدة، فقد أعلن كوليبالي مبايعته تنظيم "داعش".
ومن أبرز الاعتداءات التي شهدتها فرنسا أيضاً منذ أواخر العام 2015 وحتى اليوم، تلك التي وقعت في 13 يونيو/حزيران 2016، حين قام العروسي عبدالله بقتل مساعد قائد شرطة إيفلين، جان باتيست سالفين، وذبح صديقة الأخير وتدعى جيسيكا شنايدر، وتعمل موظفة إدارية في مخفر قريب، بعدما اقتحم منزلهما في مانيافيل غرب باريس، ثم أردته وحدة من قوات النخبة في الشرطة. وكان عبالة قد أعلن عبر موقعي "تويتر" و"فيسبوك" أنه ينفذ هجومه باسم تنظيم "داعش".
وسبق ذلك بنحو عام، الجريمة التي نفذها ياسين صالحي في 26 يونيو/حزيران 2015، عندما قام بقتل رب عمله إيرفيه كورنارا وقطع رأسه قرب ليون. ثم حاول تفجير مصنع في سان كوانتان-فالافييه (وسط شرق فرنسا)، من خلال توجيه شاحنته للاصطدام بأسطوانات غاز، قبل اعتقاله. وفي 7 يناير/كانون الثاني 2016، قُتل رجل مسلح بساطور وحزام ناسف وهمي بعدما هتف "الله أكبر" أثناء اقترابه من مفوضية للشرطة في باريس، وعثرت الشرطة بحوزته على بيان تبنٍ بالعربية ومبايعة لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي.
هذه العمليات الإرهابية تنّوعت فيها الجهات المستهدفة وطرق التنفيذ، وطاولت في 3 فبراير/شباط 2015 ثلاثة جنود عبر اعتداء بالسكاكين أثناء الخدمة أمام مركز لليهود في نيس. وسُرعان ما اعتُقل المعتدي موسى كوليبالي الذي كان يقيم في تلك المنطقة. وأثناء احتجازه، عبّر عن كراهيته لفرنسا والشرطة والجنود واليهود.
كذلك أوقفت السلطات الفرنسية الطالب الجزائري سيد أحمد غلام الذي يدرس المعلوماتية في باريس في 19 إبريل/نيسان 2015، للاشتباه في أنه قتل امرأة وأعد لاعتداء كان يوشك على تنفيذه في الضاحية الجنوبية لباريس. وكان أحمد غلام الذي أوقف وفي حوزته سلاح حربي، معروفاً لدى أجهزة الاستخبارات باعتناقه طروحات متطرفة. وأقر بأنه خطط لاعتداءات أخرى على قطار من أجل "قتل 150 مرتزقاً" وعلى كنيسة القلب الأقدس في باريس.