العراق: استمرار أعمال النهب بالفلوجة والنازحون هم الحلقة الأضعف

03 يوليو 2016
وضع مقلق في الفلوجة (فرانس برس)
+ الخط -

رغم إعلان الأمم المتحدة أن السلطات العراقية ستسمح لسكان الفلوجة النازحين منها بالعودة إلى ديارهم الشهر القادم، إلا أن الحقائق على الأرض تشير إلى أن عملية عودة النازحين لن تكون قريبة وسهلة، فما زالت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة من المنازل المحترقة على يد مليشيات الحشد، وما زالت كذلك شوارع وبنايات الفلوجة تعج بالعبوات الناسفة التي زرعها عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، خلال سيطرتهم على المدينة، ما يشكل خطرا جسيما على حياة المدنيين حال عودتهم إليها.

وقد أعلن وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، في تصريحات لوسائل الإعلام، خلال زيارته مدينة الفلوجة، أول من أمس، أن "مدينة الفلوجة تحتاج إلى عمل كثير، فشوارعها ماتزال عبارة عن حقول ألغام"، مضيفا أن "على المسؤولين المحليين التواجد في المدينة، والإسراع في عملية إعادة تأهيلها".

وأشارت مصادر محلية إلى أن قائم مقام مدينة الفلوجة، عيسى العيساوي، ومسؤولين آخرين تم طردهم من المدينة من قبل مجاميع الحشد الشعبي التي ما تزال تسيطر على المدينة بعد انسحاب قطعات كبيرة من القوات الحكومية النظامية.

إلى ذلك، أبدى عدد من وجهاء وشيوخ عشائر مدينة الفلوجة قلقهم البالغ من استغلال ملف عودة النازحين لأغراض سياسية، كما حصل في مدينة الرمادي. كما انتقدوا موقف الحكومة العراقية والمسؤولين المحليين تجاه الانتهاكات المستمرة التي يقترفها عناصر مليشيات الحشد الشعبي المستمرون في حرق وتفجير المنازل في الفلوجة، ومطالبين في ذات الوقت بسحب هذه المليشيات فورا، للشروع في عملية إعادة الخدمات الأساسية وتنظيف المدينة.

وعلمت "العربي الجديد"، من مصادر خاصة زارت مدينة الفلوجة، خلال اليومين الماضيين "أن مليشيات الحشد مازالت تنتشر بكثافة في شوارع المدينة، وأن عناصر تابعين لمليشيا بدر مستمرون في حرق المنازل في المدينة، ويتنقلون من منطقة إلى أخرى بدراجات نارية، بينما يقوم عناصر آخرون بسرقة المولدات الكهربائية ومحولات الكهرباء والأجهزة المنزلية من الدور والمحلات التجارية".

ولدى سؤال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، عن موقفه إزاء هذه الانتهاكات من مليشيات الحشد، اكتفى بعبارة "نأمل أن ينسحبوا لكي تنتهي الانتهاكات".

وفي سياق متصل، دعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، الحكومة العراقية إلى تجنب الضغط على نازحي مدينة الفلوجة والمناطق المحيطة بها لإرغامهم على العودة إلى ديارهم قبل أن تتوفر الشروط الملائمة والآمنة للعودة إلى المدينة. وقالت المفوضية، في بيان لها "إنها تدرك أن إعادة النازحين إلى ديارهم تعتبر أمرا في غاية الأهمية، لكن إجراءات العودة يجب أن تتم على درجة عالية من الحذر، وأن تجري بشكل طوعي من قبل الأهالي، وبعيدا عن أي شكل من أشكال التفرقة".

كما انتقدت المفوضية السامية طلب الحكومة المحلية في الأنبار من موظفي القطاع التعليمي العودة إلى العمل اعتبارا من الثاني عشر من يوليو/تموز المقبل، وإلا فإن رواتبهم لن تدفع لهم. وعبرت المفوضية عن قلقها من هذا الإجراء الذي قالت إنه سيرغم كثيرين على العودة كراهية مع عوائلهم، رغم عدم شعورهم بالأمان.

من جهة أخرى، أعلنت مصادر عسكرية في قيادة عمليات الأنبار، أن العمليات العسكرية مستمرة في منطقة جزيرة الخالدية شرق مدينة الرمادي بقيادة الفرقة العاشرة، ومساندة مقاتلي الحشد العشائري وبإسناد من طيران التحالف الدولي، للسيطرة على معاقل تنظيم "داعش" في المنطقة.

وأدت العمليات العسكرية إلى نزوح أكثر من 4000 عائلة من منطقة جزيرة الخالدية باتجاه مناطق البوعيثة والبوعبيد غرب الرمادي، حيث أكدت مصادر طبية وفاة طفلة نازحة بسبب العطش والحر، بعد هروبها مع عائلتها مشيا على الأقدام.

وبيّنت المصادر أن النازحين من جزيرة الخالدية يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة للغاية تتطلب وقفة حقيقية من الحكومتين المركزية والمحلية لإسعافهم، حيث توجد آلاف العوائل النازحة بدون مأوى أو غذاء، ولم يقم بزيارتهم أي مسؤول محلي للاطلاع على أوضاعهم حتى الآن.

المساهمون