يوصف مطار دير الزور العسكري بأنه "الوتد" الذي يُبقي للنظام السوري وجوداً في محافظة دير الزور شرقي سورية، ويبعد المطار عن المدينة نحو 10 كيلومترات، وهو ذو استخدام عسكري ومدني كان يخدم دير الزور والرقة، ولا يكل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عن محاولة السيطرة عليه لتأمين خطوطه الخلفية.
يبلغ محيط المطار نحو 12 كيلومتراً وفيه مدرج طيران لا يتجاوز طوله 3 كيلومترات، ويُعتبر ثالث مطار في سورية بحسب تقارير عسكرية، فيما لا تتوفر معلومات دقيقة حول عدد الطائرات الحربية والمروحيات المتبقية اليوم في مطار دير الزور، إذ كانت تبلغ 54 حظيرة للطيران الحربي، إضافة إلى 6 مروحيات أتت من مطار الطبقة، في حين يقدر عدد المقاتلين بنحو ألفي مقاتل، إضافة إلى عدد من المليشيات الموالية وعلى رأسها "الدفاع الوطني".
وكانت محاولات السيطرة على مطار دير الزور، الذي يُعتبر القاعدة الأقوى في المنطقة بسبب تسليحه العالي ومساحاته الشاسعة المكشوفة، إضافة إلى أنه طريق الإمداد الوحيد للنظام منذ سنوات، قد بدأت من قِبل فصائل المعارضة المسلحة في أواخر عام 2012، والتي لم تستطع أن تحقق أي تقدّم يُذكر طوال عامين من المحاولات والقتال، الذي تركّز على الجهة الشرقية من المطار، والذي استمر عقب سيطرة تنظيم "داعش" في عام 2014 إلى اليوم، إذ استطاع أخيراً فرض حصار على المطار من جهاته الأربع، وقطع طريق الإمداد بين المطار والأحياء الشرقية، التي ما زال النظام يسيطر عليها نارياً.
يشرح الضابط المنشق حسام عسكر، وهو ابن دير الزور وأحد الضباط الذين قاتلوا في صفوف الجيش الحر على جبهة المطار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "لمطار دير الزور أهمية كبيرة، فهو أولاً أكبر قاعدة جوية عسكرية للنظام في المنطقة الشرقية، ويُستخدم للأغراض المدنية بسبب وجود قسم للطيران المدني"، موضحاً أن "الطائرات العسكرية الموجودة في المطار ليست على درجة عالية من الحداثة، إن لم نقل إنها قديمة، فهو كان وما زال مخصصاً فقط، لطائرات ميغ 21 والسوخوي 22، وحوامات مي 17، وبعد بداية المعارك في دير الزور تم استقدام حوامات حديثة من نوع مي 24، وبعد عام 2005 تمت توسعة المهبط ليكون قادراً على استقبال طائرات الشحن العسكرية ال يوشن".
ويشير عسكر إلى أن "فصائل الجيش الحر حاولت حصار المطار بهدف إضعافه وتثبيط الحركة الجوية فيه ومن ثم اقتحامه، على أساس نظرية يتحدث عنها كل أبناء المنطقة حتى البسطاء منهم، تفيد بأن تحرير مطار دير الزور يعني تحرير المدينة كاملة، وهذا صحيح"، مضيفاً أن "هذه المحاولات باءت بالفشل، وذلك لأسباب عدة، أهمها وقوف قرية الجفرة الموالية في صف النظام وهي واقعة على الجهة الجنوبية والباب الرئيسي للمطار، إذ تحوّلت هذه القرية مع مجموعة من أبنائها إلى خط دفاعي متقدّم عن الجهة الجنوبية للمطار، أما الجهة الشمالية منه فهي عبارة عن أرض مكشوفة وسلسلة جبلية مطلة على المطار قام النظام بدفع مجموعة حراسة كانت عبارة عن نقطتين، وهي ما يعرف بموقع الجبل، فيما من الجهة الغربية تقع مساكن المطار، المتصلة جغرافياً مع اللواء 113 الممتد من السلسلة اعلى هرابش حتى معامل البلوك حالياً".
اقــرأ أيضاً
ويوضح أن "المطار يُستخدم كنقطة إمداد رئيسية ووحيدة للنظام، إذ يتم عن طريقه استقدام التعزيزات والذخيرة والمواد الغذائية والمحروقات، وإرسال الموقوفين والمعتقلين إلى دمشق، إضافة إلى نقل المدنيين الفارين من الحصار مقابل دفع مبالغ مالية طائلة لضباط قوات النظام".
ويرى عسكر أنه "في حال سقط المطار سيكون له أثر كبير جداً في تحطيم معنويات قوات النظام، وسيكون قطع شريانه الأخير، ما يعني سقوط الأحياء التي ما يزال النظام يسيطر عليها في دير الزور، كما أنه سيشكل خسارة للقاعدة الوحيدة القادرة على تقديم الدعم والإمداد، في حال بدأت العمليات العسكرية للقضاء على داعش في المنطقة".
أما حول "داعش"، الذي يسيطر على الرقة وتدمر وصولاً إلى مطار التيفور، فيوضح عسكر أن "التنظيم يعتبر وجود قوات النظام في جزء من دير الزور أشبه بالخنجر في الخاصرة، لذلك يحاول إنهاء وجود النظام تماماً"، مقدّراً أن يكون التنظيم "يستخدم نحو 300 مقاتل إضافة إلى عدد من الانتحاريين والانغماسيين، وأن تستغرق المعركة نحو 10 أيام على الأقل في حال واصل التنظيم هجومه بذات الوتيرة، ولم يستطع النظام استقدام تعزيزات تسمح له بالانتقال من الدفاع إلى الهجوم المعاكس".
ويلفت إلى أن "العمليات العسكرية الحالية بحاجة إلى قوات على الأرض، فالقصف الجوي فعال فقط باستهداف المقرات وأماكن التواجد حتى لو كانت محصنة، لكن اثناء العمليات تأثير هذا القصف قليل بسبب الاشتباك، على الرغم من أنه يشل حركة الإمداد أثناء المعركة، لكن تخطيط وتحضير المعركة ليلاً يجعل هذه الورقة خارج يد النظام".
ويحذر ناشطون مما قد تنتجه سيطرة "داعش" على مناطق النظام في دير الزور عبر تفاهم ما، الأمر الذي سيجعل التنظيم يحصل على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، إضافة إلى وقوع مجازر بحق المدنيين، بتهم العمالة للنظام والكفر وغيرها من التهم التي يبرر فيها التنظيم قتل الناس.
ويرى متابعون أنه بحسب العديد من تصريحات المسؤولين الغربيين وتحليل حركة المعارك على الأرض، فهي تفضي إلى طرد "داعش" من مناطق سيطرته في العراق والرقة وريف حلب وتدمر ومحيطها إلى دير الزور، حيث يتم حصاره وبدء المعركة الكبرى للقضاء عليه، وهي معركة ستكون طويلة زمنياً وبحاجة إلى قوات كبيرة على الأرض. ومن المحتمل أن تنخرط فصائل المعارضة فيها، إضافة إلى قوات أجنبية وغطاء جوي دولي لهذه المعركة، الأمر الذي لا يغيب عن التنظيم الذي يعتبر معركته على المطار جزءاً من استعداده للمعركة الكبرى.
يشرح الضابط المنشق حسام عسكر، وهو ابن دير الزور وأحد الضباط الذين قاتلوا في صفوف الجيش الحر على جبهة المطار، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "لمطار دير الزور أهمية كبيرة، فهو أولاً أكبر قاعدة جوية عسكرية للنظام في المنطقة الشرقية، ويُستخدم للأغراض المدنية بسبب وجود قسم للطيران المدني"، موضحاً أن "الطائرات العسكرية الموجودة في المطار ليست على درجة عالية من الحداثة، إن لم نقل إنها قديمة، فهو كان وما زال مخصصاً فقط، لطائرات ميغ 21 والسوخوي 22، وحوامات مي 17، وبعد بداية المعارك في دير الزور تم استقدام حوامات حديثة من نوع مي 24، وبعد عام 2005 تمت توسعة المهبط ليكون قادراً على استقبال طائرات الشحن العسكرية ال يوشن".
ويشير عسكر إلى أن "فصائل الجيش الحر حاولت حصار المطار بهدف إضعافه وتثبيط الحركة الجوية فيه ومن ثم اقتحامه، على أساس نظرية يتحدث عنها كل أبناء المنطقة حتى البسطاء منهم، تفيد بأن تحرير مطار دير الزور يعني تحرير المدينة كاملة، وهذا صحيح"، مضيفاً أن "هذه المحاولات باءت بالفشل، وذلك لأسباب عدة، أهمها وقوف قرية الجفرة الموالية في صف النظام وهي واقعة على الجهة الجنوبية والباب الرئيسي للمطار، إذ تحوّلت هذه القرية مع مجموعة من أبنائها إلى خط دفاعي متقدّم عن الجهة الجنوبية للمطار، أما الجهة الشمالية منه فهي عبارة عن أرض مكشوفة وسلسلة جبلية مطلة على المطار قام النظام بدفع مجموعة حراسة كانت عبارة عن نقطتين، وهي ما يعرف بموقع الجبل، فيما من الجهة الغربية تقع مساكن المطار، المتصلة جغرافياً مع اللواء 113 الممتد من السلسلة اعلى هرابش حتى معامل البلوك حالياً".
ويوضح أن "المطار يُستخدم كنقطة إمداد رئيسية ووحيدة للنظام، إذ يتم عن طريقه استقدام التعزيزات والذخيرة والمواد الغذائية والمحروقات، وإرسال الموقوفين والمعتقلين إلى دمشق، إضافة إلى نقل المدنيين الفارين من الحصار مقابل دفع مبالغ مالية طائلة لضباط قوات النظام".
ويرى عسكر أنه "في حال سقط المطار سيكون له أثر كبير جداً في تحطيم معنويات قوات النظام، وسيكون قطع شريانه الأخير، ما يعني سقوط الأحياء التي ما يزال النظام يسيطر عليها في دير الزور، كما أنه سيشكل خسارة للقاعدة الوحيدة القادرة على تقديم الدعم والإمداد، في حال بدأت العمليات العسكرية للقضاء على داعش في المنطقة".
ويلفت إلى أن "العمليات العسكرية الحالية بحاجة إلى قوات على الأرض، فالقصف الجوي فعال فقط باستهداف المقرات وأماكن التواجد حتى لو كانت محصنة، لكن اثناء العمليات تأثير هذا القصف قليل بسبب الاشتباك، على الرغم من أنه يشل حركة الإمداد أثناء المعركة، لكن تخطيط وتحضير المعركة ليلاً يجعل هذه الورقة خارج يد النظام".
ويحذر ناشطون مما قد تنتجه سيطرة "داعش" على مناطق النظام في دير الزور عبر تفاهم ما، الأمر الذي سيجعل التنظيم يحصل على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة، إضافة إلى وقوع مجازر بحق المدنيين، بتهم العمالة للنظام والكفر وغيرها من التهم التي يبرر فيها التنظيم قتل الناس.
ويرى متابعون أنه بحسب العديد من تصريحات المسؤولين الغربيين وتحليل حركة المعارك على الأرض، فهي تفضي إلى طرد "داعش" من مناطق سيطرته في العراق والرقة وريف حلب وتدمر ومحيطها إلى دير الزور، حيث يتم حصاره وبدء المعركة الكبرى للقضاء عليه، وهي معركة ستكون طويلة زمنياً وبحاجة إلى قوات كبيرة على الأرض. ومن المحتمل أن تنخرط فصائل المعارضة فيها، إضافة إلى قوات أجنبية وغطاء جوي دولي لهذه المعركة، الأمر الذي لا يغيب عن التنظيم الذي يعتبر معركته على المطار جزءاً من استعداده للمعركة الكبرى.