منذ وصوله إلى نيويورك قبل يومين للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني لقاءات مكثفة مع عدد من المسؤولين، ولوحظ من تصريحاته الصادرة خلالها إصرار إيران على استمرار الاتفاق النووي مع السداسية الدولية، والذي بات مهدداً منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والمصر على التصعيد في هذا الصدد.
والتقى روحاني بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأكد له على الدور البنّاء الذي من الممكن أن تلعبه فرنسا لضمان استمرارية الاتفاق، قائلاً إنه لا ينبغي السماح لبعض الأطراف بإضعافه، مركزاً بالوقت ذاته على ضرورة الاستفادة من مكتسبات الاتفاق من خلال تطوير العلاقات الاقتصادية بين طهران وباريس، فأبدى رغبة بتعزيزها وبفتح السوق الإيرانية أمام فرنسا.
وفي الوقت ذاته، أكّد روحاني على أهمية الدور الإيراني في قضايا الإقليم وخاصة في سورية والعراق، واعتبر أن طهران تستطيع التعاون مع فرنسا في الحرب على الإرهاب، مشيراً كذلك لاستفتاء استقلال كردستان العراق، والذي اعتبر أنه مشروع خطير لتقسيم المنطقة، حسب تعبيره.
وبحسب مواقع إيرانية، وافق ماكرون على النقاط التي طرحها روحاني، وقال إن الدخول في مفاوضات نووية جديدة مع إيران خلال هذه المرحلة لا معنى له، مؤكداً ضرورة الحفاظ على الاتفاق النووي وعدم انسحاب واشنطن منه، كما اقترح تشكيل لجنة مؤلفة من القوى الإقليمية المؤثرة على الساحة السورية بإشراف أممي وبمشاركة الأعضاء الثابتين في مجلس الأمن الدولي لتلعب دوراً مكملاً للاجتماعات التي تعقد في آستانة.
فضلاً عن ذلك التقى روحاني برئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن وبالرئيس النمساوي ألكساندر فان دربلن، وأكّد لهما أهمية تطوير علاقات إيران مع الاتحاد الأوروبي مؤكداً التزام بلاده بالاتفاق النووي، وبضرورة اتباع سياسات لتحقيق استقرار الإقليم واستمرار الحرب على الإرهاب، وعقد اجتماعاً هاماً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وأكّد له أن على الأمم المتحدة، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تلعب دوراً لضمان استمرار العمل بالاتفاق، والوقوف بوجه الانتهاكات التي يتعرض لها.
وبحسب موقع الوكالة الإيرانية الرسمية، ذكر غوتيريس خلال اللقاء الذاته، أن الاتفاق يعدّ مثالاً يحتذى لحل مسائل المنطقة بالحوار والخيارات السياسية، داعياً للالتزام ببنوده من قبل جميع الأطراف بما فيها إيران.
وأجرى روحاني حواراً مع "السي أن أن"، قال فيه إنه لا يمكن التنبؤ بتصرفات ترامب، لكن إيران جهزت سيناريوهاتها للتعامل مع أي من التوقعات التي قد تتحول إلى واقع فيما يتعلق بالنووي، مضيفاً أن الخروج من الاتفاق سيحمل معه تبعات ثقيلة لن تكون الولايات المتحدة قادرة على تحملها.
وذكر روحاني أن إيران سترد على السياسات الأميركية، وفي حال قررت واشنطن الخروج من الاتفاق فسيكون لطهران رد فعل عملي، واعتبر أن تصريحات ترامب وتغريداته على "تويتر" تتناقض وتصريحات باقي أفراد إدارته وهو ما يعني وجود تخبط، ورأى أن سياسات ترامب ستعيد الكل إلى دورتي جورج بوش الأب والابن غير الموفقتين، بحسب رأيه.
على خطٍ موازٍ، ركزت مواقع إيرانية عدّة على تصريحات صادرة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمرتبطة بالاتفاق أيضاً والمنتقدة له، ونقلت عن هذا الأخير أن قرار واشنطن النهائي إزاءه سيعلن عنه في الفترة المقبلة.
واعتبرت صحيفة "ابتكار" الإيرانية في عددها الصادر، اليوم، أن ما يجري في الأمم المتحدة أخذ شكل صراع بين جبهتين، الأولى تضم إيران والاتحاد الأوروبي، وفي الثانية ترامب وإسرائيل.