تستعد الضفة الغربية المحتلة لإحياء الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، عبر تصعيد ميداني ضد الاحتلال على نقاط التماس في مختلف محافظات الضفة، تأكيداً لرفض الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الفلسطينيين، وللقرارات الأميركية الأخيرة تجاه القضية وما يُطرح من "صفقة القرن". وتأتي الذكرى في ظل توتر سياسي متصاعد، بلغ أوجه في الأيام الأخيرة، بعد تصريحات أميركية هاجمت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لتلاقي رداً عنيفاً من السلطة.
ويعود إحياء ذكرى يوم الأرض إلى أحداث العام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في منطقة الجليل في الأراضي المحتلة عام 1948، وذلك لتخصيصها من أجل إقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب. وقد عمّ الإضراب بلدات ومدن الداخل المحتل في 30 مارس/ آذار من ذلك العام، وانطلقت مسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات، ومنذ ذلك الحين يحيي الفلسطينيون تلك الذكرى بشكل سنوي.
ويدشن الفلسطينيون، اليوم الجمعة، سلسلة من التحركات إحياء ليوم الأرض بالفعاليات الجماهيرية والتعبوية والفعاليات ذات الطابع الكفاحي، وصولاً إلى فعالية إحياء الذكرى السبعين لنكبة فلسطين في 14 و15 مايو/ أيار المقبل، لتأكيد التمسك بالأرض وحق العودة، ورفضاً لقرار الإدارة الأميركية نقل السفارة الأميركية في تل أبيب إلى القدس، ورفضاً لما تسمى "صفقة القرن"، ولمشاريع التسوية وفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، وفق ما أوضح منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، لـ"العربي الجديد".
ووفق بكر، فقد دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى التصعيد في يوم الأرض، ليكون يوماً نوعياً ومميزاً بتصعيد المقاومة الشعبية ضد ما تقوم به قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين بحق الشعب الفلسطيني، ورفضاً لمحاولات الإدارة الأميركية بيع أوهام السلام الاقتصادي بالمال السياسي، مشدداً على أن الحل الأقرب هو الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، قائلاً إنه من دون ذلك سيبقى الصراع مفتوحاً ويعود إلى بداياته، لكن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكاً بحقوقه.
ومن المفترض أن تقام اليوم صلوات الجمعة في الميادين والساحات العامة بالقرب من نقاط التماس مع الاحتلال، ومن ثم الانطلاق بمسيرات غاضبة نحو نقاط التماس. ولن تقتصر فعاليات يوم الأرض على 30 مارس، بل ستمتد حتى إحياء ذكرى النكبة، مروراً بإحياء ذكرى مجزرة دير ياسين وإحياء يوم الأسير الفلسطيني. وستتخلل تلك الفعاليات تحركات جماهيرية، كزراعة الأشجار في المناطق المهددة بالمصادرة والقريبة من الجدار والمستوطنات، وكذلك فعاليات تعبوية من خلال الندوات، ومن تلك الفعاليات ما هو ذو طابع كفاحي ومواجهة مع الاحتلال على نقاط التماس.
ورأى بكر أن فعاليات ذكرى يوم الأرض، تكتسب درجة كبيرة من الأهمية، خصوصاً بتزامنها مع التطورات الراهنة وما يجري من التحضيرات لنقل السفارة الأميركية إلى القدس في 14 مايو/ أيار المقبل بالتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه. وبحسب بكر، أقرت لجنة الدفاع عن حق العودة تدشين فعالياتها لتبدأ في 30 مارس لإحياء يوم الأرض تأكيداً على الربط بين الأرض والتمسك بها، وبين حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا عن أرضهم قبل نحو 70 عاماً.
وأضاف أن إحياء يوم الأرض هذا العام يوجّه رسائل لتأكيد "وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل وفي الشتات والمنافي وفي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بينما تتجلى الوحدة الوطنية الميدانية في التمسك بالأرض في هذه الفعاليات مع تحركات في الداخل المحتل وقطاع غزة ومخيمات اللجوء في لبنان وسورية وغيرها".
اقــرأ أيضاً
ويرسل إحياء يوم الأرض كذلك رسالة رفض للإجراءات والمحاولات الأميركية بالابتزاز الذي تحاول فيه الانتقاص من الحقوق الوطنية الفلسطينية، والدفاع عنها بما يسمى "صفقة القرن"، بديلاً عن الحقوق الفلسطينية والدفاع كذلك عن مشروع التطبيع الإقليمي، بعيداً عن الحقوق الفلسطينية، وبعيداً عن التسوية العادلة للفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، والتأكيد على حق العودة وحق تقرير المصير.
وفي هذا السياق، تصاعد التوتر الفلسطيني الأميركي أخيراً، بعد كلام للسفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، قال فيه إنه إذا لم يقبل عباس بالعودة إلى المفاوضات، "فسيأتي من يقبل بها"، معتبراً أن "الوقت لا يقف ساكناً، وإذا لم يكن (عباس) مهتماً بالتفاوض، أنا متأكد من أن شخصاً آخر سيفعل"، مضيفاً أن "الفراغات تميل إلى أن تُملأ. إذا خُلق فراغ، فأنا متأكد من أن شخصاً ما سيملأه، وسنتحرك للأمام (في عملية التسوية)".
هذا الكلام لاقى رداً عنيفاً من السلطة الفلسطينية، إذ اعتبر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح أمس، أن "التفوهات التي صدرت عن فريدمان، تدخّل سافر ومستهجن وغير مقبول في الشأن الداخلي الفلسطيني"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي جهة خارجية، أياً كانت، بأن تقرر مصيره. وأضاف أبو ردينة: "يبدو أن فريدمان يتحدث باسم إسرائيل أكثر مما يتحدث باسم أميركا، وينصب نفسه مدافعاً عنها وعن المستوطنين، وهو لا يمثّل مصالح الولايات المتحدة، إنما يمثّل عقلية لا تريد سوى توتير الأجواء والإساءة إلى الشعب الأميركي".
من جهته، قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، إن "التصريحات الهجومية الأخيرة التي أطلقها فريدمان و(وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور) ليبرمان ضد الرئيس عباس ليست بالجديدة وإنما هي سياسة أميركية إسرائيلية تستهدف كل من يتعارض معهم سياسياً". وأكد أن هذه التهديدات تأتي في إطار الضغوط الأميركية الإسرائيلية على عباس والهادفة إلى إغفال القضايا السياسية الأساسية وإدارة الأمور باتجاه قضايا ثانوية.
كما دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، التهديد الأميركي والهجوم الإسرائيلي ضد عباس الذي أطلقه فريدمان وليبرمان، مؤكدة أن هذه التهديدات تعبّر عن سقوط وفشل المشاريع السياسية التصفوية للقضية الفلسطينية، التي تحاول الإدارة الأميركية تسويقها.
ولا يبدو أن هذا الخلاف سيكون نهاية للتصعيد الفلسطيني الأميركي، إذ يُتوقع أن يتصاعد التوتر مع تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأميركي، وهو الذي روّج لوجهات نظر موالية لإسرائيل. وعن هذا الأمر، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، إن العلاقات مع الولايات المتحدة أصبحت "في أسوأ حالاتها"، واصفة بولتون بـ"داعية الحرب".
اقــرأ أيضاً
ويعود إحياء ذكرى يوم الأرض إلى أحداث العام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في منطقة الجليل في الأراضي المحتلة عام 1948، وذلك لتخصيصها من أجل إقامة المزيد من المستوطنات، في نطاق خطة تهويد الجليل وتفريغه من سكانه العرب. وقد عمّ الإضراب بلدات ومدن الداخل المحتل في 30 مارس/ آذار من ذلك العام، وانطلقت مسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات، ومنذ ذلك الحين يحيي الفلسطينيون تلك الذكرى بشكل سنوي.
ويدشن الفلسطينيون، اليوم الجمعة، سلسلة من التحركات إحياء ليوم الأرض بالفعاليات الجماهيرية والتعبوية والفعاليات ذات الطابع الكفاحي، وصولاً إلى فعالية إحياء الذكرى السبعين لنكبة فلسطين في 14 و15 مايو/ أيار المقبل، لتأكيد التمسك بالأرض وحق العودة، ورفضاً لقرار الإدارة الأميركية نقل السفارة الأميركية في تل أبيب إلى القدس، ورفضاً لما تسمى "صفقة القرن"، ولمشاريع التسوية وفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني، وفق ما أوضح منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، لـ"العربي الجديد".
ومن المفترض أن تقام اليوم صلوات الجمعة في الميادين والساحات العامة بالقرب من نقاط التماس مع الاحتلال، ومن ثم الانطلاق بمسيرات غاضبة نحو نقاط التماس. ولن تقتصر فعاليات يوم الأرض على 30 مارس، بل ستمتد حتى إحياء ذكرى النكبة، مروراً بإحياء ذكرى مجزرة دير ياسين وإحياء يوم الأسير الفلسطيني. وستتخلل تلك الفعاليات تحركات جماهيرية، كزراعة الأشجار في المناطق المهددة بالمصادرة والقريبة من الجدار والمستوطنات، وكذلك فعاليات تعبوية من خلال الندوات، ومن تلك الفعاليات ما هو ذو طابع كفاحي ومواجهة مع الاحتلال على نقاط التماس.
ورأى بكر أن فعاليات ذكرى يوم الأرض، تكتسب درجة كبيرة من الأهمية، خصوصاً بتزامنها مع التطورات الراهنة وما يجري من التحضيرات لنقل السفارة الأميركية إلى القدس في 14 مايو/ أيار المقبل بالتزامن مع ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه. وبحسب بكر، أقرت لجنة الدفاع عن حق العودة تدشين فعالياتها لتبدأ في 30 مارس لإحياء يوم الأرض تأكيداً على الربط بين الأرض والتمسك بها، وبين حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين شردوا عن أرضهم قبل نحو 70 عاماً.
وأضاف أن إحياء يوم الأرض هذا العام يوجّه رسائل لتأكيد "وحدة الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل وفي الشتات والمنافي وفي القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، وتمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بينما تتجلى الوحدة الوطنية الميدانية في التمسك بالأرض في هذه الفعاليات مع تحركات في الداخل المحتل وقطاع غزة ومخيمات اللجوء في لبنان وسورية وغيرها".
ويرسل إحياء يوم الأرض كذلك رسالة رفض للإجراءات والمحاولات الأميركية بالابتزاز الذي تحاول فيه الانتقاص من الحقوق الوطنية الفلسطينية، والدفاع عنها بما يسمى "صفقة القرن"، بديلاً عن الحقوق الفلسطينية والدفاع كذلك عن مشروع التطبيع الإقليمي، بعيداً عن الحقوق الفلسطينية، وبعيداً عن التسوية العادلة للفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس، والتأكيد على حق العودة وحق تقرير المصير.
وفي هذا السياق، تصاعد التوتر الفلسطيني الأميركي أخيراً، بعد كلام للسفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، قال فيه إنه إذا لم يقبل عباس بالعودة إلى المفاوضات، "فسيأتي من يقبل بها"، معتبراً أن "الوقت لا يقف ساكناً، وإذا لم يكن (عباس) مهتماً بالتفاوض، أنا متأكد من أن شخصاً آخر سيفعل"، مضيفاً أن "الفراغات تميل إلى أن تُملأ. إذا خُلق فراغ، فأنا متأكد من أن شخصاً ما سيملأه، وسنتحرك للأمام (في عملية التسوية)".
من جهته، قال نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، إن "التصريحات الهجومية الأخيرة التي أطلقها فريدمان و(وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور) ليبرمان ضد الرئيس عباس ليست بالجديدة وإنما هي سياسة أميركية إسرائيلية تستهدف كل من يتعارض معهم سياسياً". وأكد أن هذه التهديدات تأتي في إطار الضغوط الأميركية الإسرائيلية على عباس والهادفة إلى إغفال القضايا السياسية الأساسية وإدارة الأمور باتجاه قضايا ثانوية.
كما دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، التهديد الأميركي والهجوم الإسرائيلي ضد عباس الذي أطلقه فريدمان وليبرمان، مؤكدة أن هذه التهديدات تعبّر عن سقوط وفشل المشاريع السياسية التصفوية للقضية الفلسطينية، التي تحاول الإدارة الأميركية تسويقها.
ولا يبدو أن هذا الخلاف سيكون نهاية للتصعيد الفلسطيني الأميركي، إذ يُتوقع أن يتصاعد التوتر مع تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي الأميركي، وهو الذي روّج لوجهات نظر موالية لإسرائيل. وعن هذا الأمر، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، إن العلاقات مع الولايات المتحدة أصبحت "في أسوأ حالاتها"، واصفة بولتون بـ"داعية الحرب".