وذكرت مصادر من "الجيش الوطني السوري" لـ"العربي الجديد" أن تحديد نقاط بدء العملية يعود إلى غرفة العمليات المشتركة بين تركيا والجيش الوطني، مرجحة أن تكون البداية في مدينتي تل أبيض ورأس العين، نظرا لإخلاء أميركا للقواعد العسكرية هناك.
وبحسب مصادر محلية، فإن المنطقة الممتدة بين رأس العين شمال غربي الحسكة وتل أبيض شمال غربي الرقة على الحدود التركية السورية، تمتد على طول 105 كيلومترات تقريبا، بدءاً من رأس العين شرقا حتى تل أبيض غربا.
وبحسب ما أفادت به المصادر ذاتها لـ"العربي الجديد" فإنه "توجد في تلك المنطقة قاعدتان للجيش الأميركي، بالإضافة لقواعد قوات قسد والمعسكرات التابعة لها، القاعدة الأميركية الأولى تقع في قرية تل أرقم غربي رأس العين، والقاعدة الثانية تقع بالقرب من تل أبيض". ويشار إلى أنه تم إخلاء القاعدتين صباح اليوم.
وتعتبر المدينتان من المدن السورية الهامة نظرا لوقوعهما على الحدود، حيث كانتا، سابقا، مركزا للتجارة والعبور بين الدولتين، وفي الجانب التركي المقابل لتل أبيض يوجد معبر أقجة قلعة، وفي الجانب المقابل لرأس العين يوجد معبر جيلان بنار.
وهناك العديد من البلدات الهامة على طول الحدود بين المدينتين مثل "العزيزية، مختلة، المبروكة، سلوك،" وتوجد مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بينها تقع على ضفاف أنهار وبالقرب من ينابيع رئيسية، ما يمنح المنطقة أهمية اقتصادية، وغالبية سكان تلك المنطقة الأصليين من العرب، بالإضافة إلى التركمان والأكراد.
ولا توجد إحصائيات رسمية لعدد السكان في تلك المنطقة، إذ إن مدينة تل أبيض تعرّض سكانها للتهجير نتيجة سيطرة "داعش" على المدينة، ثم سيطرت "قسد" عليها لاحقا. أما مدينة رأس العين فتسيطر عليها مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعدّ العمود الفقري لمليشيات "قسد" منذ العام 2012.
وتقع رأس العين على مسافة 85 كيلومترا عن مدينة الحسكة، و90 كيلومترا عن مدينة القامشلي، وذلك يمنحها أهمية استراتيجية، إذ من المحتمل أن تكون نقاط انطلاق لعمليات عسكرية أوسع، كما وتقع المدينة على منابع نهر الخابور الذي يعد من أهم روافد نهر الفرات في الأراضي السورية.
في سياق مواز، وعن استعدادات "الجيش السوري الحر" للمعركة، كشف مصدر عسكري في "الجيش الوطني السوري"، أن "الجيش مستعد للتحرك ضد المليشيا منذ أيام، وسوف يعتمد بالدرجة الأولى على أبناء تلك المناطق المهجرين منها".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد:، أن "الجيش يأخذ بالحسبان قيام المليشيا بردود أفعال هجومية، وخاصة في محاور منبج، ومحاور تل رفعت بريف حلب، حيث قام الجيش بتدعيم دفاعاته في تلك المحاور".
"الجيش الوطني" سيكون "رأس حربة"
إلى ذلك، قال القيادي في "الجيش الوطني السوري" مصطفى سيجري في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش الوطني سيكون رأس حربة في العمليات العسكرية المرتقبة ضد المليشيات الإرهابية" في منطقة شرق الفرات شمالي سورية.
وعدّ سيجري بيان البيت الأبيض، الصادر اليوم، والانسحاب الأميركي من القواعد في تل أبيض ورأس العين "ضوءاً أخضراً" للعملية العسكرية التركية المرتقبة ضد المليشيات في المنطقة.
وأكد أن "الجيش الوطني أنهى كل استعداداته للبدء بالعملية العسكرية ومحاور بدء العملية يعود تحديدها إلى غرفة العمليات المشتركة بين تركيا والجيش الوطني، وسوف يتضح ذلك خلال الساعات القادمة".
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الهجوم الذي تخطط له أنقرة في شمال سورية قد ينطلق في أي وقت. وأضاف في مؤتمر صحافي "هناك عبارة نكررها على الدوام: يمكننا الدخول (إلى سورية) في أي ليلة من دون سابق إنذار. من غير الوارد على الإطلاق بالنسبة إلينا التغاضي لفترة أطول عن التهديدات الصادرة عن هذه المجموعات الإرهابية".
من جهته، قال "مركز التنسيق والعمليات العسكرية لقوات سورية الديمقراطية"، إن قوات النظام السوري والقوات الروسية تستعد للدخول إلى مدينة منبج.
وأوضح المركز في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر"، أن "النتائج الأولى لانسحاب الولايات المتحدة وفشل اتفاقية آلية الأمن: قوات النظام السورية المدعومة من روسيا تستعد للتحرك عسكرياً نحو مدينة منبج. قلنا في وقت سابق أن أي هجوم تركي سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها".