وجددت قوات النظام قصفها الصاروخي على محور الكتيبة المهجورة، شرق إدلب، ومحاور أخرى بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، في وقت نفذت طائرات النظام الحربية غارات على أماكن في محور كبينة بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي المستعصي على قوات النظام منذ أشهر عدة. ومنذ مطلع الشهر الحالي عاود الطيران الروسي استهداف مدن وبلدات الشمال الغربي من سورية في نهاية غير معلنة للتهدئة التي أرستها وزارة الدفاع الروسية أواخر شهر أغسطس/ آب الماضي.
في المقابل، ذكرت "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تضم فصائل المعارضة في محافظة إدلب، في بيان لها، إنها قتلت وجرحت عدداً من عناصر قوات النظام على محور قرية الحويز في ريف حماة الشمال الغربي. وأضافت الجبهة في بيان لها، أنه تم استهداف آلية نقل جنود بصاروخ مضاد للدروع على محور الحويز، ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من عناصر قوات النظام. وقالت الجبهة إنها قتلت وجرحت عدداً من عناصر قوات النظام بقصف تجمّع لهم بقذائف المدفعية الثقيلة على جبهة السويرات في ريف إدلب الشرقي. وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن قوات المعارضة قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات النظام في محور قسطل معاف، في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي.
على صعيد آخر، لا يزال الشمال الشرقي من سورية يشهد تطورات عسكرية من شأنها دفع الصراع إلى مستويات خطرة. في السياق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، يوم الاثنين الماضي، أنه تجري اشتباكات متواصلة بوتيرة متفاوتة على محاور عدة ضمن المنطقة الواقعة بين تل تمر وأبو رأسين (زركان)، بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" التابع للمعارضة. وأشار إلى أن الفصائل تمكنت من تحقيق تقدم جديد بإسناد بري مكثف عبر القصف العنيف بالقذائف الصاروخية والمدفعية، بالإضافة للإسناد الجوي المتمثل بالطائرات المسيّرة التركية. وتمثّل هذا التقدم بالسيطرة على منطقة المناخل الواقعة على بعد نحو 4 كيلومترات من بلدة تل تمر، وبذلك باتت الفصائل على مشارف تل تمر الشمالية. وتكتسب بلدة تل تمر أهميتها من كونها تُعد عُقدة طرق، إذ يمر منها طريق الحسكة - رأس العين، كما يتفرع منها الطريق الدولي "أم 4" الآتي من حلب إلى مدينتي الحسكة والقامشلي. وكان "الجيش الوطني السوري" قد أعلن، يوم الأحد الماضي، عن استئناف العملية العسكرية ضد "قسد"، معللاً ذلك بعدم التزام "قسد" بالاتفاقية التركية - الروسية.
في السياق، ذكرت شبكة "الخابور" المحلية للأنباء أن "الجيش الوطني السوري" سيطر، أمس الثلاثاء، على قرى الداودية والقاسمية على محور تل تمر، شمال الحسكة. وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أن 9 أشخاص قتلوا أو أصيبوا جراء استهدافهم بالرصاص الحي من قبل عناصر الدورية التركية التي تجولت أمس برفقة دورية عسكرية روسية في ريف مدينة عين العرب، في ريف حلب الشمالي الشرقي. وادّعى المرصد أن عناصر الدورية التركية أطلقوا النار على الأهالي الذين كانوا يرشقون الدورية المشتركة بالحجارة والأحذية كتعبير منهم عن استيائهم من الاتفاق الروسي – التركي. وتعد دورية عين العرب الخامسة في سياق الدوريات الروسية ـ التركية المشتركة. وكانت الدورية المشتركة الرابعة قد انطلقت يوم الاثنين من قرية شيريك الحدودية في ريف الدرباسية، وجابت قرى في غرب وجنوبي غرب الدرباسية، وفق الاتفاق بين موسكو وأنقرة، الذي نصّ على أن الشرطة العسكرية الروسية ستُخرج عناصر "قسد" وأسلحتهم حتى مسافة 30 كيلومتراً من الحدود التركية شرق الفرات. كما نصّ على نشر حرس الحدود التابع للنظام على الحدود السورية التركية في محافظة الحسكة، باستثناء مدينة رأس العين التي باتت منطقة نفوذ تركي.
إلى ذلك، سيّرت القوات الأميركية، أمس، دورية عسكرية من بلدة رميلان باتجاه بلدة الجوادية بمحافظة الحسكة، في سياق استراتيجية تسيير دوريات مراقبة التي تتبعها في شمالي شرق سورية، بالتوازي مع الدوريات الروسية التركية في المنطقة. وأشار المرصد إلى أن قوات النظام التي انتشرت في شمالي شرق سورية على مدى نحو شهر، لا تملك سيطرة على الأرض، لافتاً إلى أن الهجمات التي تنفّذها القوات التركية والفصائل الموالية لها مستمرة من دون أي تغيير. وأشار إلى أن قوات النظام انسحبت مرات عدة من مناطق المعارك وتخلت عن "قسد" في مواجهة الهجمات العنيفة التي تتعرض لها من جانب القوات التركية والفصائل الموالية لها. وأكد مقتل 28 عنصراً من قوات النظام في المعارك الأخيرة.