Twitter Post
|
والخطوة التي تقوم بها إيران خلال هذه المرحلة، هي تفعيل منشأة "فوردو" من خلال ضخ الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي الموجودة فيها لتسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم وزيادة مستواها.
ويحظر الاتفاق النووي تفعيل هذه المنشأة، لكن إيران بخطواتها الجديدة ستخرق هذا الحظر لتفعّلها من جديد. ووصف المتحدث باسم الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، بهروز كمالوندي، الخطوة بأنها "تطوّر كبير"، قائلاً: "بموجب الاتفاق النووي، لم يكن مقرراً تفعيل "فوردو"، لكن هذا ما سيحدث خلال المرحلة الرابعة"، مضيفاً أن هيئة الطاقة الذرية "ستقدم إيضاحات تفصيلية يوم السبت المقبل لوسائل الإعلام".
وتنظر الدول الغربية إلى منشأة "فوردو" بحساسية شديدة، لكون النشاط فيها يسرّع من وتيرة الجوانب الحساسة في البرنامج النووي الإيراني.
وأعلنت الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء، في بيان، أنها بناءً على تعليمات رئيس الجمهورية والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، نقلت ألفي كيلوغرام من الغاز "السداسي فلوريد اليورانيوم" (UF6) من منشأة "نطنز" إلى منشأة "فوردو"، على بعد 177 كيلومتراً من العاصمة الإيرانية طهران.
وأشارت الهيئة الإيرانية إلى أن عملية النقل جرت بحضور مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أن يُضَخ الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي في "فوردو" بعد الساعة الـ 24 ليلاً.
وفي تصريحات أخرى له، قال المتحدث باسم الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، اليوم الأربعاء، إن بلاده لا مشكلة لديها في إنتاج الغاز السداسي فلوريد اليورانيوم، مشيراً إلى أنها تنتج 50 طناً منه، نقلت منها طنين إلى "فوردو"، قبل أن يؤكد أن إنتاج هذا الغاز سيزداد بالتدرج.
وأمس الثلاثاء، أصدر الرئيس الإيراني، تعليماته لهيئة الطاقة الذرية بتنفيذ المرحلة الرابعة من تقليص التعهدات النووية، اعتباراً من اليوم الأربعاء، حيث تنتهي مهلة الستين يوماً الثالثة التي منحتها إيران قبل شهرين للأطراف الأوروبية لتنفيذ التزاماتها الاقتصادية، بعد الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وما تبعه من عقوبات اقتصادية شاملة، صفّرت منافع إيران من الاتفاق. وقال روحاني إن الخطوات الجديدة لبلاده يمكن العودة عنها إذا ما وفت الأطراف الأخرى بالتزاماتها.
وأعلن رئيس الهيئة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، مساء الثلاثاء، أن بلاده ستبدأ، اعتباراً من اليوم الأربعاء، عملية تخصيب اليورانيوم عند مستوى 5 في المائة في منشأة "فوردو"، بحضور مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبذلك، تكون إيران قد تخطت مستوى 4.5 في المائة أيضاً، التي بدأتها ضمن خطوات المرحلة الثانية لتقليص التعهدات النووية، متجاوزة حاجز 3.67 في المائة، المنصوص عليه في الاتفاق النووي.
وأوقفت إيران، بعد التوقيع على الاتفاق النووي، عملية تخصيب اليورانيوم في منشأة "فوردو". وقبل الاتفاق، كانت تقوم فيها بالتخصيب عند مستويين 5 في المائة، و20 في المائة.
وعن احتياطيات إيران من اليورانيوم، كشف المتحدث باسم الطاقة الذرية الإيرانية، أمس الثلاثاء، أنها زادت عشرة أضعاف لتصل إلى 500 كيلوغرام، مشيراً إلى أنه "يومياً تُضاف إليها 4 كيلوغرامات و200 غرام"، قبل أن يؤكد أن الإنتاج اليومي لليورانيوم، بعد تشغيل أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو"، سيصل إلى "قرابة 6 كيلوغرامات يومياً، وهي تقريباً الكمية التي كانت تنتجها إيران قبل توقيع الاتفاق النووي".
وبعد تنفيذ المرحلة الجديدة، تكون إيران قد نفذت أربع مراحل من تقليص تعهداتها النووية، وآخرها في السادس من سبتمبر/أيلول.
وبين تنفيذ المراحل، تمهل إيران ستين يوماً للأطراف الأوروبية للعمل بتعهداتها الاقتصادية، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، ما يؤكد مواصلة إيران تقليص تعهداتها.
وطاولت المراحل الثلاث السابقة رفع القيود عن إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب بنسبة 3.76 بالمائة، وإنتاج المياه الثقيلة، ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 4.5 بالمائة، أي أكثر من 3.67 بالمائة، المنصوص عليه في الاتفاق النووي، ورفع جميع القيود الزمنية الواردة في الاتفاق بشأن إجراء البحث والتطوير حول أجهزة الطرد المركزي.
تخوّف من نية إيران الانسحاب من الاتفاق النووي
وفي ردود الأفعال على الخطوة الإيرانية، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، إن توسع إيران في أنشطة تخصيب اليورانيوم تحدٍّ لالتزاماتها النووية الأساسية، واصفاً الخطوة الإيرانية بأنها "خطوة كبيرة في الاتجاه الخاطئ".
وقال المتحدث في بيان: "نؤيّد تماماً اضطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدورها المستقلّ في التحقق من الأنشطة الإيرانية، ونتطلع إلى أن تكشف الوكالة عن أي تطورات".
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن إيران أشارت بوضوح للمرة الأولى إلى نيتها الانسحاب من الاتفاق النووي بإعلانها أنها ستبدأ ضخ غاز اليورانيوم في منشأة للتخصيب. ووصف، في مؤتمر صحافي في ختام زيارة للصين، أحدث خطوة إيرانية بأنها "خطيرة".
وتابع قائلاً: "أعتقد أنه للمرة الأولى، تقرر إيران بشكل واضح وفج الخروج من اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة (النووي)، في ما يمثل تحولاً جذرياً".
من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إيران إلى الوفاء ببنود اتفاقها النووي المبرم في عام 2015 مع القوى العالمية، لكنه قال إن موسكو تتفهم سبب تقليص طهران لالتزاماتها.
وقال لافروف للصحافيين في موسكو، إن التطورات بشأن الاتفاق النووي مثيرة للقلق بشدة.
وألقى باللوم في الوضع على الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق وأعادت فرض العقوبات على طهران.