وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، المقدسي حاتم عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إن محامي البرغوثي أبلغه قبل أيام بنيّة الأخير الترشح للانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أنه "إذا ما أحجم الرئيس محمود عباس عن ترشيح نفسه، فمروان صاحب الحظ الأوفر بالترشح لانتخابات الرئاسة، بحسب استطلاعات الرأي".
عرض الحركة
وبحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" واشترطت عدم ذكر اسمها، فإن "مروان البرغوثي ينوي بالفعل الترشح للانتخابات الرئاسية، وينتظر المرسوم الرئاسي لذلك"، مضيفة أنه "بسبب علم القيادة الفلسطينية بهذا الأمر، فقد اجتمعت مع أشخاص معروفين بقربهم من مروان، وعرضت عليهم إخباره بأن الحركة تنوي أن يترأس قائمتها للانتخابات التشريعية".
والبرغوثي هو عضو مركزية حركة "فتح" ومعتقل منذ العام 2002 في سجون الاحتلال، الذي حكم عليه بالسجن 5 مؤبدات و40 عاماً. وفي العام 2017، قاد البرغوثي إضراباً عن الطعام استمر نحو 40 يوماً، واتهمت زوجته فدوى قيادات فتحاوية بـ"التآمر على الإضراب" والالتفاف عليه.
وشدد عبد القادر على أنه "طالما لم يعلن الرئيس عباس عن ترشيح نفسه، فهو ليس مرشحاً للسلطة الوطنية الفلسطينية"، مضيفاً أنه "من المفروض أن تترافق الانتخابات المقبلة مع عملية فصل بين السلطات التي يتقلدها الرئيس، ونحن لسنا مرتاحين لأن يكون رئيس السلطة الفلسطينية في الوقت ذاته رئيساً لحركة فتح ولمنظمة التحرير، لذلك يجب أن يكون هناك زعيم للحركة، وآخر للسلطة، ورئيس لمنظمة التحرير، ولن نقبل مستقبلاً، وفي أي انتخابات، أن تمسك شخصية واحدة بكل هذه السلطات".
وحول طلب قيادة "فتح" ترؤس البرغوثي لقائمة الحركة التشريعية، نفى القيادي فيها حصوله على أي معلومات، لكنه لفت إلى حديث أطراف عن أنّ السلطة عرضت على القيادي الأسير مثل هذا الأمر، في محاولة لثنيه عن الترشح للرئاسة"، موضحاً أنه "حتى لو ترأس البرغوثي قائمة فتح في التشريعيات، فهذا لا يمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية". لكن عبد القادر أعرب عن عدم اعتقاده بموافقة البرغوثي على الطرح، و"حتى لو وافق، فمن حقه أن يشارك في اختيار القائمة، فمروان لن يقبل أن يرأس قائمة تتضمن أسماء غير مرغوب فيها شعبياً، فهذا يسيء له".
خلافات داخلية
في موازاة ذلك، علمت "العربي الجديد" من مصادر موثوقة أن عباس اجتمع قبل أسابيع قليلة بقيادات فتحاوية، وأخبرها بأنه من المحظور على أعضاء اللجنة المركزية للحركة، وأعضاء المجلس الثوري، والسفراء، ترشيح أنفسهم للانتخابات التشريعية، حتى لا يؤثروا على فرص الحركة في الفوز، ولا يضروا بوحدتها".
وترى أوساط فتحاوية وسياسية، أنه إضافة إلى عقبة مشاركة المقدسيين في الانتخابات، والتي تحتاج إلى موافقة إسرائيلية، فإن هناك عقبة كبيرة غير معلنة، تتمثل بالوضع الفتحاوي الداخلي، وما يعتريه من خلافات واصطفافات واضحة بين المستوى القيادي الأول في الحركة، بات من الصعب معه إيجاد مايسترو (ضابط إيقاع) فتحاوي قادر على إحداث التناغم المطلوب بين قيادات الحركة من جهة، والقيادة وقاعدتها من جهة ثانية، لاجتياز الانتخابات العامة بأقل قدرٍ ممكن من الأضرار، مرجحين عدم إجراء الانتخابات.
أما المعلومات اللافتة التي يتم ترويجها في أوساط حركة "فتح"، والتي لم تستطع "العربي الجديد" الحصول على تعقيب حولها، فتتلخص بأن حركة "حماس" تعمل على اتفاق تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن مئات المعتقلين المحكومين بالمؤبد في المعتقلات الإسرائيلية، مقابل إفراجها عن الجنديين الإسرائيليين هدار غولدن وأبراهام منفستو. وبحسب المعلومات التي يتم الترويج، فإن في مقدمة هؤلاء المعتقلين، سيكون مروان البرغوثي، والذي سيمكث أسابيع عدة في الضفة الغربية، قبل أن يغادر بموجب الصفقة إلى قطاع غزة كما بقية الأسرى إن تم الاتفاق.