بداية مبكرة لمظاهرات الجمعة العاشرة من الحراك الجزائري وسط إجراءات أمنية مشددة
وبدأ المتظاهرون مبكرا بالتجمع في ساحة البريد المركزي وساحة أودان في قلب العاصمة الجزائرية، إذ عجّت الساحة بالمحتجين الذين يهتفون مطالبين بتنحي رموز الفساد، ويرفعون شعار "الشعب يريد أن تتنحاو قاع" (الشعب يريدكم أن تتنحوا نهائيا).
واعتبر بعض المتظاهرين أن الجمعة العاشرة في إطار الحراك الشعبي، الذي بدأ في 22 فبراير/ شباط الماضي، ستكون "جمعة الضغط" من أجل دفع الجيش إلى رفع دعمه عن الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس الحكومة نور الدين بدوي، وإسقاط من تبقوا من رموز الفساد، كما ظهرت في التجمعات الصباحية لافتات تشدد على الوحدة الشعبية، ردا على محاولات إثارة نعرات عرقية وجهوية في الجزائر، خاصة ما يتعلق بمنطقة القبائل.
وتجري الجمعة العاشرة في ظل تطويق أمني مشدد عند مداخل العاصمة الجزائرية ومختلف الشوارع وسطها، حيث نشرت السلطات حواجز أمنية مكثفة على المداخل الشرقية التي تربطها مع ولايات منطقة القبائل خاصة، والمدخل الجنوبي الذي يربطها مع مدينة البليدة والمدية، ومدن الغرب الجزائري، والمدخل الغربي الذي يربطها مع ولاية تيبازة، بهدف منع وصول مزيد من المتظاهرين.
ونشر الإعلامي خالد بودية، في تدوينة له على فيسبوك، أوضح فيها أنه حدثت حالات إغماء بسبب طابور طويل في الطريق السريع المؤدي إلى قلب العاصمة، نتيجة حواجز الدرك.
وأكد بودية أنه اتصل بغرفة عمليات الدرك المخصصة للإخطار لإبلاغهم بذلك، لكن دركيا أغلق الهاتف في وجهه.
وانتقد كثيرون لجوء السلطات إلى تعقيد حركة المرور وعرقلتها، ونشر حواجز غير مبررة بشكل صعب من حركة السير، واعتبروا أنها مخالفة تماما للتعهدات التي أطلقها قائد الجيش الجزائري أحمد قايد صالح بشأن حماية المتظاهرين والمسيرات السلمية وتأمينها.
ودفعت هذه الإجراءات المتكررة كل جمعة الآلاف من المتظاهرين القادمين من مناطق بعيدة للدخول إلى العاصمة منذ مساء أمس، والإقامة فيها، تفاديا لغلقها صباح الجمعة، واضطر بعضهم للنوم في الشارع.
وقال الناشط محمد يزلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه جاء من منطقة ميشلي (بولاية تيزي وزو، 120 كيلومترا شرقي العاصمة الجزائرية)، مضيفا: "قضيت الليلة في فندق متواضع في العاصمة الجزائرية، خوفا من أن يتم غلق منافذ العاصمة وتوقيف حركة سير القطارات".
ورغم أن مظاهرات الجمعة في الغالب مخصصة للمطالب السياسية والديمقراطية، على أن تكون باقي أيام الأسبوع مخصصة لحراك الفئات المهنية والاجتماعية، إلا أن ذوي الاحتياجات الخاصة وجدوا في الجمعة التاسعة للحراك الشعبي فرصة لإبراز أوضاعهم الاجتماعية، إذ تجمعوا في وسط العاصمة رافعين شعار "منحة الذل يا حكومة".
وقال علي لكحل، لـ"العربي الجديد"، إن منحة ذوي الاحتياجات الخاصة، التي لا تتعدى 4 آلاف دينار جزائري، أي ما يعادل 30 دولارا كل شهر، لا يمكنها أن تلبي حاجات المستفيدين منها.
وفيما يستغل ناشطون مقر حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية"، وسط شارع ديدوش مراد، لتحضير اللافتات وكتابتها، يعج شارع الشهيد العربي بن مهيدي، المحاذي لساحة البريد المركزي، بحركة تجارية، حيث تبقي المقاهي أبوابها مفتوحة، ويتشكل في باحتها مشهد لعشرات الجزائريين يتوشحون بالعلم الوطني استعدادا للمسيرة.