انتقد مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك السعودية والإمارات الخميس، بسبب تقديمهما "نسبة متواضعة" من مئات الملايين من الدولارات التي تعهدتا بتقديمها قبل نحو خمسة أشهر للمساهمة في جهود إنسانية باليمن، مشيراً إلى أن الأوضاع المعيشية لليمنيين تزداد سوءاً ولا تشهد تحسناً.
وكانت كل من السعودية والإمارات قد تعهدت بدفع 750 مليون دولار في مؤتمر للأمم المتحدة في فبراير/شباط كان يسعى لجمع أربعة مليارات دولار، لكن السعودية لم تقدم حتى الآن سوى 121.7 مليون دولار، بينما قدمت الإمارات نحو 195 مليونا وفقا لأرقام المنظمة الدولية.
وقال لوكوك لمجلس الأمن "من أعلنوا أكبر التعهدات -جيران اليمن في التحالف -لم يقدموا حتى الآن سوى نسبة متواضعة مما وعدوا به"، موضحا أنه نتيجة لذلك جمعت المنظمة 34 بالمئة فقط من قيمة التعهدات مقارنة بنسبة 60 بالمئة في نفس الفترة من العام الماضي.
وبيّن المسؤول الأممي أن قوات التحالف "مستمرة بفرض عوائق بيروقراطية على الوكالات الإنسانية التي تحاول الانتقال من الساحل الغربي إلى الجنوب، ما يؤخر وصول المساعدة للناس".
وأشار إلى أن الأوضاع المعيشية لليمنيين تزداد سوءاً ولا تشهد تحسناً، مشيراً إلى "تهجير قرابة 300 ألف يمني، بداية العام الحالي، إضافة إلى الملايين الذين أجبروا على الفرار منذ بداية الحرب".
من جهته، قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في إفادة لأعضاء مجلس الأمن أمس: "الحرب ما زالت مستمرة، والوضع الإنساني يزداد سوءاً والخطر قائم وسوف يصعب الوصول إلى حل إذا ما استمرت هذه الحرب، ويجب إبقاء اليمن بعيداً عن نزاع كهذا".
وركز المبعوث الأممي على أمرين وصفهما بأنهما بالغا الأهمية، وهما الوضع الإنساني السيئ، وغياب الأمن الغذائي من جهة وشبح الحرب الذي يهدد المنطقة من جهة أخرى.
وشدد على أن اليمن يقف أمام لحظة حاسمة، مشيراً في الوقت نفسه إلى إحراز تقدم، وصفه بالـ"محدود"، في ما يخص وصول المساعدات الإنسانية والحياة المدنية في تعز.
وقال برنامج الأغذية العالمي يوم 20 يونيو/حزيران إنه بدأ تعليقا جزئيا للمساعدات في اليمن مرجعا القرار إلى الفشل في التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين بشأن إجراءات المراقبة الرامية للتأكد من وصول الغذاء لمستحقيه. ويؤثر القرار على 850 ألف مواطن في العاصمة صنعاء.
وأبلغ ديفيد بيزلي المدير التنفيذي للبرنامج مجلس الأمن "ظللنا نتفاوض طوال الليل ولدينا الآن اتفاق من حيث المبدأ، لكن لم يتم التوقيع عليه بعد".
وأضاف أن البرنامج قد يتمكن بمجرد التوقيع من توزيع الأغذية في صنعاء خلال أيام.
(رويترز، العربي الجديد)