واصل الطلبة الجزائريون، للأسبوع الـ22، مسيرتهم الأسبوعية كل ثلاثاء، دعماً للحراك الشعبي ومطالبه السياسية المتعلقة برحيل رموز الفساد وما سمي شعبياً بـ"العصابة" من كبار الشخصيات في نظام الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
وبعد أسبوع رياضي حافل بالفرح ومظاهر الاحتفاء الشعبي بفوز المنتخب الجزائري لكرة القدم بالنجمة الثانية في مشواره الكروي في بطولة الأمم الأفريقية، عاد الطلبة إلى الشارع والمسيرات الاحتجاجية بطريقة سلمية، للتأكيد على عدم إغفال مطالب الحراك الشعبي في غمرة الاحتفال بفوز المنتخب.
وخرج الآلاف من الطلبة في مسيرات في العاصمة وعدد من المدن الجزائرية، للمطالبة بالرحيل الفوري لحكومة نور الدين بدوي، للسماح بإجراء حوار وطني شامل يضم مختلف أطياف المجتمع الجزائري، وترتيب الذهاب نحو انتخابات رئاسية شفافة ونزيهة. وتجمع الطلبة اليوم في ساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية، قبل أن ينطلقوا في مسيرة إلى ساحة البريد المركزية وساحة أودان، حيث كانت تتمركز قوات من الشرطة لمراقبة المسيرات.
ورفع الطلبة شعارات تطالب برفع الإكراهات والضغوط على القضاء والإعلام، كشعار "عدالة مستقلة، صحافة حرة". وقال الطالب في كلية الإعلام حسن دواج إن رفع الطلبة لهذا الشعار يأتي بسبب ملاحظة عدم وجود تغطية إعلامية كافية من قبل وسائل الإعلام والقنوات للحراك الشعبي في الفترة الأخيرة، نتيجة ضغوط من السلطة والجيش، مشيرا إلى أنه لن يكتب أي نجاح للمشروع الديمقراطي ما لم تتوفر عوامل الاستقلالية للمؤسسة الإعلامية والقضائية تحديدا.
ومجددا، رفع الطلبة شعار "دولة مدنية وليس عسكرية "، مشفوعة بالرقمين 7 و8، واللذين يشيران إلى المادتين الدستوريتين اللتين تنصان على السيادة الشعبية، وتوجيه رسالة إلى قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح برفض الشعب لأية إمكانية لتجدد هيمنة الجيش على المؤسسة السياسية.
واعتبر الناشط والإعلامي مروان الوناس، في تعليق له، أن استمرار خروج الطلبة في المسيرات يؤكد أنهم "أوفياء لقناعاتهم المستمدة من روح الحراك الشعبي والمطالب المنادية بالتغيير". وفي هذا السياق أكد الطلبة على أن "فوز المنتخب الجزائري في الكأس الأفريقية لن يثني عزيمتهم لمواصلة الحراك الشعبي وعدم الإذعان لما سموه المناورات السياسية في غمرة نجاح المنتخب وتقليب ورقة الحراك".
ويرفض الطلبة أن يغطي فوز المنتخب في القاهرة حسرة الشعب ومطالبه في التغيير، ورفع بعضهم رايات مكتوبا فيها "بعد الفاصل الكروي، نعود إلى الواجب الوطني"، في إشارة إلى أن فوز الجزائر في كرة القدم لن يمنعهم من مواصلة الحراك والتشديد على المطالب الشعبية. وقال الناشط الحقوقي والطالب الجامعي في كلية الحقوق بالعاصمة الجزائرية وهيب سعداوي لـ"العربي الجديد"، إن "الكرة لن تكون الغربال الذي يغطي الشمس، ولا يمكن أن يراوح الوضع مكانه، إذ الوقت يمرّ وحكومة بدوي المحسوبة على النظام السابق ما زالت تؤدي مهامها".
ولافت أن الثلاثاء الـ22 في حراك الطلبة منذ بدء الحراك الشعبي في الـ22 من فبراير/شباط الماضي كان أقلّ تعبئة وحضورا مقارنة بالأسابيع الماضية، وحتى بالثلاثاء الأخير، وهو ما برره البعض بدخول الطلبة الجامعيين في عطلة الصيف ومغادرة أغلبهم العاصمة نحو مدنهم، غير أن ذلك لم يمنع الطلبة الآخرين من الخروج ومواصلة الاحتجاجات والمسيرات.