وأضاف روحاني، لوسائل الإعلام في مطار مهرآباد بطهران، أن بلاده، من خلال هذه المبادرة التي تعرف اختصاراً بـ"الأمل"، تسعى إلى "تعاون جماعي داخل منطقة الخليج لتأمين أمنها، من خلال مشاركة جميع الدول".
وقال إنه سيكشف خلال كلمته "مختلف أبعاد المشروع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة"، موضحا أن إيران "تعلن من خلاله أنها تريد سلاماً مستداماً في المنطقة".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن "ردود الفعل تجاه هذه المبادرة ليست واضحة بعد، وأن الأميركيين أعلنوا، أمس الأحد، أنهم بصدد معرفة أبعادها"، قائلاً إن جميع دول الساحل في الخليج ومضيق هرمز والأمم المتحدة "ستدعى للانخراط في هذا المشروع".
وأكد على "ضرورة أن تكون الحلول ذاتية من داخل المنطقة"، مضيفاً أن "القوى الأجنبية لا يمكنها تحقيق الأمن والسلام لها، وأميركا لم تتمكن إطلاقا من توفير هذا الأمن".
وفيما يواجه روحاني والوفد المرافق له قيوداً خلال تواجدهم في نيويورك، ورفض الإدارة الأميركية إصدار تأشيرة لمساعديه وفريقه الإعلامي، اعتبر الرئيس الإيراني أن هذه التصرفات الأميركية "مؤشر على عدم رغبة واشنطن في مشاركة إيران على مختلف المستويات في اجتماعات الأمم المتحدة"، ليؤكد في المقابل أن ذلك "يجعلنا مصرين على هذه المشاركة والذهاب إلى الأمم المتحدة على أعلى المستويات للإعلان عن مواقفنا وآرائنا بصراحة".
وأضاف أن زيارته إلى نيويورك هذا العام تكتسب "أهمية خاصة بالنظر إلى القضايا المعقدة والصعبة التي تواجهها منطقة الخليج"، مشيرا إلى أنها تأتي أيضا بينما "وصلت الضغوط الاقتصادية والعقوبات الأميركية إلى ذروتها ولم يبق شيء غير محظور"، إلا أنه أكد أن "هذه العقوبات القصوى لم تحقق مكسبا لأعدائنا، وشعبنا صامد أمامها".
وأشار الرئيس الإيراني إلى التطورات الأخيرة في الخليج والهجمات على المنشآت النفطية لأرامكو السعودية، متهما الإدارة الأميركية ووزير خارجيتها مايك بومبيو بـ"تضخيم الخسائر التي لحقت بأرامكو" نتيجة هذه الهجمات، واعتبر اتهامات الوزير الأميركي لبلاده "غير صحية وخاطئة".
وفي السياق، قال روحاني إن "من العجائب التاريخية أن يدلي وزير الخارجية الأميركي بتصريحات غير صحيحة بشكل مستمر"، قائلاً إن الاتهامات الأميركية لإيران بشأن هذه الهجمات "لها أهداف أخرى".
وحول تلك الأهداف، قال إن "أميركا تريد إخضاع المنطقة بالكامل لسيطرتها والسيطرة على نفط المنطقة الشرقية في السعودية"، مبينا أن هذا المسعى الأميركي "غالباً بسبب صراع أميركا مع الصين ودول أخرى".
كما اتهم الرئيس الإيراني الولايات المتحدة بـ"استغلال هذه الفرصة لعقد صفقات بمليارات الدولارات لبيع منظومات دفاعية جوية لدول المنطقة".
واعتبر روحاني أن "الهجمات على أرامكو حصيلة العدوان الذي تشنه أميركا والسعودية والإمارات والصهيونية على اليمن"، مضيفا أن واشنطن "من الصعب عليها تحمل رد اليمنيين على هذا العدوان".
ولفت إلى الاتفاق النووي وموضوع تقليص بلاده تعهداتها النووية من أجندة زيارته، قائلا إن "وزراء خارجية مجموعة 1+4 (المبرمة للاتفاق النووي) سيجتمعون" في نيويورك لمناقشة تطورات هذا الاتفاق.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، السبت، لوسائل الإعلام من نيويورك، إن اجتماع وزراء خارجية مجموعة 1+4 سينعقد الأربعاء المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة.