يزداد التوتر العرقي في الهند بفعل سياسات حزب "بهاراتيا جاناتا" اليميني القومي المتطرف، الحاكم بقيادة رئيس الوزراء نارندرا مودي. وبعد إلغاء المادة 370 من الدستور في الشق الهندي من إقليم كشمير التي كانت تمنحه حكماً ذاتياً، اتجهت الأنظار إلى ولاية آسام في شمالي شرق البلاد، على الحدود مع بنغلادش وميانمار، مع إعلان الحكومة استبعادها نحو مليوني اسم من قائمة بأسماء المواطنين في الولاية نُشرت أمس السبت، وذلك بعد عملية ضخمة تحت مسمى حملة "توثيق الجنسية" بدأت عام 2013 لفحص أوضاع المهاجرين "غير الشرعيين". هذه الخطوة يقول منتقدوها إنها استهدفت الأقلية المسلمة في الولاية، وسط مخاوف من إمكانية أن يصبحوا من دون جنسية.
وبموجب الحملة يتعيّن على جميع سكان الولاية، البالغ عددهم قرابة 33 مليون شخص، تقديم وثائق تثبت أن أجدادهم كانوا مواطنين هنودا قبل 24 مارس/آذار 1971، أي قبل قيام دولة بنغلادش. وأفاد حوالي 3.5 ملايين شخص في الولاية بأنهم يواجهون مشاكل بشأن تقديم تلك الوثائق. وذكر منسق السجل الوطني في الولاية، براتيك هاجيلا، في بيان، أن القائمة النهائية للسجل شملت 31.1 مليون مواطن، وهو ما يعني استبعاد 1.9 مليون اسم. وأضاف "على كل من يعترض على نتيجة فحص الطلبات والتظلمات أن يطعن عليها أمام محاكم الأجانب"، مضيفاً أنه سنحت للجميع فرصة استماع كافية. وأمام المستبعدين 120 يوماً لإثبات المواطنة أمام مئات الهيئات شبه القضائية في الأقاليم، والمعروفة باسم محاكم الأجانب. وإذا قضت هذه المحاكم بأن الشخص المعني لاجئ غير شرعي فبإمكانه الطعن أمام محاكم أعلى درجة.
ويتهم منتقدو الحزب الحاكم، مسؤوليه، بإذكاء مشاعر الاستياء من المهاجرين واستغلال عملية التسجيل لاستهداف المسلمين حتى وإن كانوا مواطنين. وخشية اندلاع أحداث العنف، قال مسؤولون في الولاية إنه لن يكون هناك إبعاد فوري لأي شخص. وأشاروا إلى أن عملية استئناف قضائية طويلة زمنياً ستتاح للجميع، على الرغم من أن ذلك يعني أن تعيش ملايين العائلات معلقة من دون وضع قانوني حتى اتخاذ القرار النهائي لحسم أوضاعهم القانونية. وفي الهند حوالي 170 مليون مسلم، ما يعادل 14 في المائة من السكان، وهو ما يجعلها أكبر دولة تضم أقلية مسلمة في العالم.
وانطلقت حملة "توثيق الجنسية" في وقت تتواصل فيه إدانات منظمات حقوقية عالمية لحملة قمع تشنها الحكومة الهندية في "جامو وكشمير"، الشطر الخاضع لنيودلهي في إقليم كشمير، ذي الغالبية المسلمة، المتنازع عليه مع باكستان. وقبل نحو أسبوعين، ألغت نيودلهي المادة 370 من الدستور، وكانت تمنح حكماً ذاتياً لجامو وكشمير، بزعم أنها زادت من النزعة الانفصالية في المنطقة. وصادق البرلمان على قرار بتقسيم كشمير إلى منطقتين، منطقة جامو وكشمير ومنطقة لداخ، تتبعان الحكومة المركزية مباشرة. إثر ذلك، قطعت السلطات الهندية الاتصالات الهاتفية والإنترنت والبث التلفزيوني في المنطقة، وفرضت قيوداً على التنقل والتجمع. وكانت تلك المادة الدستورية تعطي الكشميريين وحدهم في الولاية حق الإقامة الدائمة، فضلاً عن حق التوظيف في الدوائر الحكومية والتملك والحصول على منح تعليمية.
(العربي الجديد، الأناضول، رويترز)