لا شك أن إدارة جو بايدن تشعر الآن بشيء من فائض القوة، فطريقها بدأت وما زالت سالكة بأسرع من المتوقع. أما المتاعب والعقبات الداخلية التي كان من المفترض أن تربك انطلاقتها؛ فإما تيسّر تخفيف أعبائها أو تكشفت احتمالات واعدة لمعالجتها.
هدنة دبلوماسية توصلت إليها إيران والأطراف الأوروبية للاتفاق النووي، الخميس الماضي، بدعم أميركي، وتعاون روسي وصيني. لكن الشهور القليلة المقبلة حساسة للغاية، سواء لجهة حلحلة الأزمة بين إيران والغرب، أو لجهة تعقيدها أكثر فأكثر.
في خطاب خاص له أمس الأربعاء، حدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ثماني "أولويات عاجلة" لسياسة الرئيس جو بايدن الخارجية، وكلها قضايا وتحديات وملفات دولية مشتركة، بالإضافة إلى العلاقات مع الصين، التي خصّها ببند مستقل باعتبارها تحتل مرتبة الند.
كان الاعتقاد، في ضوء مواقف بايدن خلال الحملة الانتخابية، أنه قد ينأى عن خطاب المراوغة واللف والدوران في قضية الاستيطان، لكن سرعان ما تبدّى مرة أخرى، أن الكثير مما يقال في موسم التسويق الانتخابي يبقى خارج بوابة البيت الأبيض.
لن يوفر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعرض سفينة إسرائيلية للاستهداف في الخليج من دون استغلالها في المعركة الانتخابية، وإبعاد الأنظار عن ملفه الجنائي وكورونا.
في خطاب شعبوي متوقع، عاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى الواجهة من جديد، مهاجماً الرئيس جو بايدن و"الخَوَنَة" الجمهوريين. وبينما ألمح إلى احتمال ترشحه لرئاسيات 2024، أكد دعمه مرشحين محددين في الانتخابات النصفية للكونغرس في 2022.
التزامن بين الغارة الأميركية شرق سورية والتقرير حول تصفية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بدا أنه مصمَّم لتوجيه رسالة مزدوجة للمعنيين بهذين التطورين: أن إدارة بايدن متمايزة عن إدارة سلفه دونالد ترامب، وأنها تتعامل مع تحديات الخارج بقاعدة المحاسبة.