تكثر في شهر رمضان موائد الإفطار العامرة التي تتميّز بأطباق مختلفة وغنيّة، الأمر الذي يدفع الصائمين إلى تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تكون في الغالب دسمة، من دون أن ننسى الحلويات التي تزيّن تلك الموائد أو الجلسات التي تجمع الناس في هذا الشهر الفضيل.
لكنّ متخصّصين كثيرين راحوا يحذّرون، مع بداية الصوم، من "الأخطاء" التي تُرتكَب في ما خصّ الأغذية المستهلكة في هذا الشهر، والتي تؤثّر سلباً على صحّتهم، حتى لو أنّهم لا يعانون من أيّ أمراض من قبيل السكري والضغط والقلب والشرايين وما إليها.
في هذا الإطار، تشير رئيسة قسم الطوارئ في كلية الطب بجامعة "أتاتورك" التركية زينب غوكجان جاكير إلى أنّ أقسام الطوارئ في المستشفيات تزدحم في الغالب بعد الإفطار في شهر رمضان بسبب "أخطاء التغذية". وتشدّد في حديث إلى وكالة الأناضول على أهمية اتّباع نظام غذائي متوازن من أجل قضاء شهر رمضان بصحة جيدة.
وتنبّه جاكير إلى ضرورة أن يأخذ الصائم بعين الاعتبار حجم الوجبات ونوعية الطعام في خلال وجبتَي الإفطار والسحور، لافتة إلى أنّ الإفراط في تناول الكربوهيدرات (النشويات) والحلويات والمشروبات الغازية (والمحلاة) في خلال الإفطار قد يؤدّي إلى مشكلات صحية خطرة، داعية إلى "عدم الإفراط في الأكل عموماً". كذلك تطالب جاكير الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة باستشارة أطبائهم قبل الصيام.
من جهته، يوصي الأكاديمي التركي غالب أكوكلو بتناول وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور إلى جانب المشي بعد الإفطار في شهر رمضان. ويقول أكوكلو وهو رئيس قسم الصحة العامة بكلية الطب في جامعة "تراقيا" بولاية أدرنة غربي تركيا لوكالة "الأناضول"، إنّه "يجب ألا يكتفي الشخص بوجبة الإفطار فقط في أيام رمضان".
ويدعو أكوكلو إلى تناول طبق من الحساء بداية، والتوقّف لفترة قصيرة عن الأكل ومن ثمّ تناول الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار. كذلك ينصح بتناول كميات كبيرة من السوائل بين وجبتَي الإفطار والسحور.
ويشدّد أكوكلو على ضرورة الابتعاد عن المأكولات المقلية بالزيت، وتناول مأكولات مطبوخة بالفرن أو مسلوقة. كذلك يحذّر من مخاطر عدم الحركة بعد تناول وجبة طعام غنية، داعياً إلى ممارسة المشي لنحو 20 دقيقة أو التمارين الرياضية بعد الإفطار.
(العربي الجديد، الأناضول)