في لفتة إنسانية، فتحت أسر سودانية أبواب منازلها في ولاية القضارف، شرق العاصمة، لاستضافة لاجئي تيغراي الهاربين من القتال بين القوات الحكومية الإثيوبية وزعماء متمرّدين في إقليم تيغراي (شمالي إثيوبيا).
وتقول المواطنة السودانية أم الحسين خميس، لـ "العربي الجديد"، إنّه عندما سمعت بنشوب الحرب في الإقليم، بدأت أسرتها بالتفكير في استضافة عدد من اللاجئين، بعد وصولهم إلى الأراضي السودانية.
وتشير أم الحسين، إلى أنّها ليست المرة الأولى التي يستضيفون فيها الإثيوبيين، لذا أعدّوا كافة الاستعدادات اللازمة ليشاركوا معهم قوت يومهم، وذلك رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر السودانية.
وتتابع أم الحسين: "أراضينا الزراعية متاحة أيضاً للاجئين لزراعتها لمن يريد، وسيتمّ استيعاب أولادهم في المدارس، ونحرص على عدم إشعارهم أنهم غرباء بل هم في بلدهم الثاني".
من جهته يقول صاحب الدار، حسن ود الشرق، إنّه بعد النزوح الهائل من مواطني إقليم تيغراي، اتفقت الكثير من الأسر السودانية القريبة من الحدود على استضافة كل بيت ما يستطيع من اللاجئين، لافتاً إلى أنّ كل منزل يستضيف أربع أو خمس أسر.
وأعلن السودان، ارتفاع أعداد اللاجئين الإثيوبيين على أراضيه إلى 36 ألفا، جراء النزاع المسلّح في إقليم تيغراي، بحسب إفادة قدّمها وزير الداخلية، الطريفي إدريس، خلال اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة عبد الله حمدوك.
ويأتي تدفق اللاجئين الإثيوبيين الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى قرابة 200 ألف شخص، في الوقت الذي يعاني فيه السودان من وضع إنساني صعب جداً، بسبب الصراع والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، والفيضانات غير المسبوقة، وتفشي الجراد، فضلاً عن تفشي فيروس كورونا.