القلق لدى الأطفال شائع أكثر ممّا نظنّ. واقع قد يفاجئ بعضنا. والصغار يعانون من جرّاء ذلك، غير أنّ اكتشاف القلق المرضيّ لديهم والإحاطة بهم مبكراً من شأنهما أن يخفّفا من حدّته. كيف نكافح اضطرابات القلق لدى أولادنا؟ سؤال يحاول الإجابة عليه موقع "إيتر باران" (أن نكون والدَين) الفرنسيّ المتخصّص في شؤون الأطفال والأمومة، مشيراً إلى أن الأهل يظنّون في الغالب أنّ صغارهم سعداء بطبيعتهم إذ لا يتوجّب عليهم تحمّل مسؤوليّة أيّ شيء. لكنّ هذا غير صحيح، فالإحصاءات تبيّن أنّ نحو 20 في المائة من الأطفال يعانون نوعاً من اضطرابات القلق. ولأنّ محيط الطفل مهمّ جداً لنموّه، لا بدّ من مساعدته على توجيه أحاسيسه وانفعالاته من خلال توفير الأدوات المناسبة لذلك.
وتتعدّد أسباب اضطرابات القلق لدى الطفل قبل المراهقة، ونذكر منها العنف الجسديّ أو النفسيّ، والخلافات بين الأهل التي تولّد ضغطاً نفسياً، وتخلّي أحد الوالدَين عنه، وفصله عن أحد الوالدَين أو عن الاثنَين معاً، والأحداث الصادمة مهما كانت طبيعتها، والأزمات المعيشيّة في العائلة، والمهام والمسؤوليّات الكبيرة التي لا تناسب سنّه، والتغيّرات الكبيرة في حياته اليوميّة من قبيل ولادة أخ/ أخت أو وفاة شخص غالٍ عليه، وغياب القواعد والحدود الواضحة، وغياب النشاط البدنيّ، والاستهلاك المفرط للسكّر، والخوف، وضعف تقدير الذات، ووضع صعب في المدرسة لا ينجح في التعبير عنه، وغيرها.
هل تشعر بأنّ صغيرك قلق؟ لا بدّ من تطويق الأمر بسرعة. ويدعو القائمون على الموقع الأهل إلى:
- التواصل. يبدو الأمر بديهياً، غير أنّ كثيرين من الأهل لا يطبّقون ذلك. من الضروريّ جعل الطفل يتحرّر من قلقه، لذا لا بدّ من الاستماع إليه من دون إجباره على الكلام إذ لذلك آثاره العكسيّة. وبهدف إقامة حوار معه، ليس على الأهل سوى بناء علاقة ثقة معه ليشعر بأنّه قادر على التعبير بحريّة.
- تقديم المثال الجيّد. يتعلّم الطفل إدارة أحاسيسه ومواجهة مشكلاته اليوميّة من خلال مراقبة أهله. لذا لا بدّ لهؤلاء الأخيرين أن يتصرّفوا في حالة الضغط النفسيّ مثلما يريدون أن يتصرّف صغيرهم.
- التنبّه إلى نظام الصغير الغذائيّ. قد يتسبّب الاستهلاك المفرط للسكّر في آثار سلبيّة على سلوكيّات الطفل. هو يفيض طاقة طبيعياً، فكيف إذا لم يتمكّن جسمه من حرق ما يبتلعه من سكّر بأشكال مختلفة؟ إضافة إلى ذلك، لا بدّ من جعله يفرّغ كلّ الطاقة الفائضة.
- عدم فرض إلا ما هو أساسيّ. لا بدّ للأهل من أن يدركوا أنّ طفلهم ليس مثالياً، ومن المهمّ أن يوضحوا له أنّه محبوب على الرغم من أخطاء قد يرتكبها. تطلُّب الأهل الكبير قد يولّد لدى الصغير ضغطاً نفسياً كبيراً كذلك، بالتالي قد يشكو من قلق كبير إذا شعر بأنّ من واجبه أن يكون الأفضل دائماً.
- منحه الحبّ. من أجل مواجهة أوضاع ضاغطة نفسياً، لا بدّ من الشعور أوّلاً بأنّنا قادرون على ذلك. القلق مرتبط بتقدير الذات. ولا بدّ للطفل أن يلمس حبّ أهله غير المشروط دائماً حتى تكون ثقته بنفسه أكبر. بالتالي من الضروريّ تجنّب منحه العطف فقط وفقاً لسلوكه الجيّد أو لنجاحه في مهمّة ما.