دخلت غادة أبو جامع، خطيبة الأسير الفلسطيني سامي العمور، في نوبة بكاء شديد بعد أن علمت بنبأ استشهاده إثر تدهور حالته الصحية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بفعل الإهمال الطبي الذي عانى منه خلال الشهرين الماضيين.
أما والدا الأسير العمور فتسيطر عليهما حالة من الصدمة والحزن الشديد بعد أن كانا يمنيان النفس بأن ينهي فترة أسره ويخرج ويتمكّنا من تزويجه من خطيبته، وهو ما تبدد كلياً بعد أن قضى شهيداً داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
واعتقل جنود الاحتلال الإسرائيلي الأسير العمور خلال عملية توغّل عام 2008 شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، مع أخيه وبعض أقاربه، فيما صدر بحقه حكم بالسجن 19 عاماً بعدّة تهم وجّهت إليه، قضى منها 14 عاماً.
وتقول غادة أبو جامع، خطيبة الأسير العمور، لـ"العربي الجديد"، إنّ خطوبتها إليه حدثت قبل قرابة 14 عاماً، ولم تفكّر للحظة أن تنهي علاقتها به، رغم مرور السنوات وطول فترة الأسر جرّاء الحكم المشدّد الذي صدر بحقه من قضاء الاحتلال.
وتستحضر أبو جامع تفاصيل المكالمة الأخيرة التي جرت معه الإثنين الماضي، والتي اشتكى فيها من تدهور وضعه الصحي وعدم قدرته على التحمّل جرّاء الإهمال الشديد، ونقله مرتين إلى المستشفى دون تقديم العلاج اللازم له.
وكانت خطيبة الأسير العمور تعدّ ما تبقى له من سنوات حتى يتحرّر من الأسر ويتمكّنا من إتمام مراسم الزفاف، بعد سنوات من الارتباط دون أن تتمكن خلالها من زيارته داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي جرّاء المنع المتكرّر لأهالي أسرى غزة من الزيارة.
وتنحصر مطالب أبو جامع حالياً للجهات الرسمية والفصائل أو الهيئات الدولية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن جثمانه من أجل إلقاء النظرة الأخيرة عليه بعد أن تبدّدت أحلامها باللقاء به بعد الحرية من سجون الاحتلال.
أما والدة الأسير العمور فتبدو الصدمة والذهول على ملامحها.
وحكت والدة الشهيد العمور عن الاتصال الأخير الذي أجراه مع العائلة قبل فترة وجيزة، حيث تحدث عن حالته الصحية وتعبه الشديد من الإهمال المتعمد بحقه.
وتقول العمور، لـ "العربي الجديد"، إنّ حالته الصحية ساءت كثيراً خلال الشهرين الماضيين، فيما لم يكن يعاني في السابق من أية أمراض، إذ إن ما جرى إهمال طبي إسرائيلي متعمد استهدف تصفيته وقتله داخل السجون.
وكانت والدته تمنّي النفس لقاءه خارج الأسر، بعد أن حرمها الاحتلال منذ قرابة 6 سنوات من زيارته، إلاّ أنّ حلمها تبدّد وتحوّل إلى كابوس بعد استشهاده بشكل فاجأ العائلة وجميع أقربائه، رغم معرفتهم بمعاناته الصحية.
ووقع خبر استشهاد الأسير العمور، الذي وصل إلى العائلة فجر الخميس، كالصاعقة على جميع أفرادها، لا سيما وأنهم كانوا ينتظرون حريته ليجتمع بشقيقه الذي اعتقل معه ورافقه في الأسر لقرابة 13 عاماً، وتحرّر قبل أقل من عامين.
ورغم حالة الحزن الذي تسيطر على والدته، إلاّ أنها تتمنى أن تتمكن من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه، لا سيما مع عدم إعلان الاحتلال الإسرائيلي نيته تسليم جثمانه ونقله إلى القطاع، وهو ما يدفع العائلة للتخوّف من إمكانية احتجازه.
وعادة ما يقوم الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز جثامين الأسرى الشهداء حتى انتهاء فترة المحكومية الخاصة بهم، ثم يقوم بالإفراج عن بعضهم ويحتجز جثامين بعضهم لاستخدامها كورقة ضغط على المقاومة الفلسطينية خلال صفقات التبادل.