التهمت النيران مجمَّعاً تجارياً في محافظة النجف جنوبيَّ العراق، ما سبّب احتراق معظم المحال التجارية. ولم تعرف بعد أسباب الحريق الذي تُقدَّر خسائره بالمليارات.
وفي ساعة متأخرة بعد منتصف ليل أمس الجمعة، اندلعت النيران في مجمع المدينة المائية التجاري بالمحافظة، ما أدى إلى استنفار فرق الدفاع المدني في المحافظة والمحافظات المجاورة، ولم يُسيطَر على النيران إلا فجراً.
وتوجه مدير الدفاع المدني، اللواء كاظم بوهان، إلى المحافظة، وأرسلت تعزيزات من فرق الإطفاء من محافظات بابل وكربلاء والمثنى للسيطرة على امتداد الحريق (مساحة ثلاثة آلاف متر مربع).
وصباح اليوم السبت، أعلنت مديرية الدفاع المدني إخماد الحريق. وقالت في بيان، إن "فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد الحريق بمشاركة 50 سيارة إطفاء تخصصية"، مبينة أن "الحريق اندلع داخل عدد من المحال التجارية متنوعة النشاط، مشيّدة من الساندوتش بانل (ألواح ألومنيوم مركبة) سريع الاشتعال، وهو بناء مخالف لتعليمات السلامة العامة".
وأوضح أن "فرق الدفاع المدني استنفدت جهد النجف بالكامل، وعززت فرقها التخصصية بفرق مساندة من محافظة بابل والديوانية وكربلاء، بلغت 50 فرقة إطفاء لتحكم سيطرتها على النيران وتحجم خسائرها المادية"، مبيناً أن "أعمال الإخماد والتبريد جرت من دون تسجيل إصابات بشرية".
وخلال السنوات الأخيرة، اعتمد العراق على تشييد الكثير من مؤسساته (المدارس، والمستشفيات، ودوائر المرور، ودوائر النفوس والأحوال المدنية، والمجمعات التجارية) بـ"الساندوتش بانل" أو ما يعرف بـ"الكرفان"، سريع الاشتعال، بحجة الأزمات المالية، والتخفيف من الزخم في تلك الدوائر والأسواق.
🔴 المدينة المائية في النجف الان
— Firas W. Alsarray - فراس السراي (@firasalsarrai) November 4, 2022
بردا وسلاما على النجف واهلها الكرام .. pic.twitter.com/KeEdjfUJOr
من جهته، أكد ضابط في قيادة شرطة المحافظة، رفض الكشف عن اسمه، أن أسباب الحريق ما زالت مجهولة حتى الآن، والتحقيق جارٍ لمعرفة ملابساته. وقال لـ"العربي الجديد" إن "الحريق سبّب خسائر بمليارات الدنانير لأصحاب المحال التجارية ومخازن بضائعهم، ولا توجد حتى الآن أي إشارات أو دلائل تكشف عن أسبابه، وقد يكون عرضياً بسبب خلل كهربائي أو ما شابه ذلك". وأشار إلى أن "التحقيق جارٍ حالياً، والنتائج الأولية سيُكشَف عنها حال اكتمالها".
ويسجل العراق حرائق متكررة في المباني الحكومية والمنشآت الخاصة خلال فصل الصيف، لكن ارتفاع عددها في غير موسم الصيف يثير القلق بشأن الإجراءات الوقائية، التي تعهدت وزارة الداخلية باتخاذها قبل نحو عامين عقب سلسلة حرائق طاولت أسواقاً ومستشفيات كبرى ودوائر مختلفة، وسببت عشرات القتلى والجرحى.
وأحصت مديرية الدفاع المدني في العراق 13600 حريق في البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري 2022، مؤكدة سعيها للسيطرة على الحرائق ومنع تسجيلها.
وفي العام الماضي، سجل العراق نحو 26 ألف حريق أودت بحياة ما لا يقل عن 400 شخص، فضلاً عن إصابة المئات، وطاولت مستشفيات ومباني ومخازن تجارية ومجمعات سكنية، فضلاً عن مئات من الهكتارات الزراعية، وخصوصاً حقول القمح شماليَّ البلاد وجنوبيَّها.