شهدت مدينة سنجار، 110 كيلومترات غرب محافظة نينوى، شماليّ العراق، اليوم الخميس، عملية دفن جديدة لعشرات الضحايا الذين قضوا على يد تنظيم "داعش"، خلال اجتياحه المدينة عام 2014 وتنفيذ مجازر مروعة بحق سكانها من أبناء الطائفة الإيزيدية، وبلغ مجموع الضحايا الجدد الذين عُثر عليهم في مقبرة جماعية 41 شخصاً.
وجرت مراسم دفن وإعلان هوية الرفات في قرية كوجو التابعة لمدينة سنجار بحضور مسؤولين حكوميين عراقيين، وشخصيات سياسية من إقليم كردستان، وممثلين لمنظمات دولية.
وقال المشرف على عملية الدفن، مختار قرية كوجو، نايف جاسم، إنّ الرفات الذي دفن سبق أن عُثر عليه في المقابر الجماعية في القرية، وانتُشِل بإشراف بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي). وأضاف أنّه أُرسل إلى الطب العدلي في بغداد، وبعد أخذ عينات DNA من ذوي الضحايا، تُعلن هويات الضحايا اليوم الخميس.
ولفت إلى أنّ الجهود ستستمر حتى انتشال وتحديد هوية جميع رفات الإيزيديين في المقابر الجماعية.
وتابع: "حتى الآن حُدِّدَت هوية رفات 360 ضحية استُخرجت من 25 مقبرة جماعية، 145 منهم من أهالي قرية كوجو".
وهاجم تنظيم "داعش" الإرهابي في أغسطس/ آب 2014، مدينة سنجار والقرى المحيطة بها، واختطف أكثر من 6 آلاف شخص قُتل منهم المئات رمياً بالرصاص واختُطف آخرون. وتعلن السلطات العراقية بين الحين والآخر اكتشاف مقابر جماعية تضمّ رفات ضحايا اجتياح التنظيم للمدينة.
وقال ممثّل الكرد الإيزيديين في رئاسة إقليم كردستان، حسين قاسم، إنّ "عملية فتح المقابر الجماعية في سنجار ليست سهلة، وتستغرق الكثير من الوقت، وتتطلب تخصيصات مالية"، وأوضح في حديث لوسائل إعلام كردية أنّ بعثة الأمم المتحدة في العراق تتولى هذه العملية.
وأشار إلى أنّ "فرق وزارة شؤون الشهداء في إقليم كردستان والحكومة العراقية تنفذان عملية فتح المقابر وانتشال الرفات تحت إشراف فرق دولية".
وفي السياق، قال أمير طائفة الإيزيديين، جمهور علي بك: "يجري اليوم دفن رفات 41 ضحية في قرية كوجو". وأشار إلى فتح أكثر من 20 مقبرة جماعية من مجموع 90 مقبرة في سنجار، تضمّ رفات الأيزيديين الذين قتلهم ودفنهم فيها تنظيم "داعش".
ولفت علي بك إلى أنّ "الحكومة العراقية تتحمّل المسؤولية عن التلكؤ في فتح المقابر الجماعية للإيزيديين"، وأضاف: "طلبنا منهم مرات عديدة تسريع عملية فتح هذه المقابر، ولا نعرف سبب هذا التباطؤ".
وقال قائممقام سنجار، محمد خليل، في وقت سابق، إنّ "المدينة تضمّ أكثر من 90 مقبرة جماعية للأيزيديين، وهناك نحو 3 آلاف أيزيدي مفقود منذ 2014، موضحاً أنه طالب الحكومة بإجراء مسح جغرافي لإنهاء معاناة ذوي القتلى والمفقودين، لكن الحكومة لم تتحمل مسؤوليتها".