العنف الجنسي في الحروب… الجرائم مستمرة وآخر الضحايا 53 امرأة سودانية

في حالات النزاع، تكثر المآسي التي تطاول هؤلاء الذين يعيشون وسطها. ولا يُحصَر المتضرّرون من الصراعات، ضحايا تلك المآسي، بالقتلى والجرحى والمعتقلين والمخفيين قسراً والأطفال الجنود والنازحين واللاجئين ومن إليهم. فثمّة مأساة يهملها كثيرون أو يُصار إلى تناولها بتحفّظ شديد، كأنّما هي تنطوي على شيء لا بل كثير من "الخزي والعار"؛ تلك المأساة هي العنف الجنسي في النزاعات.

وبحسب الأمم المتحدة، فإنّ كلّ موجة صراع جديدة تحمل معها "مدّاً متصاعداً من المأساة الإنسانية، بما في ذلك أقدم جريمة حرب وأكثرها إسكاتاً لأصوات الضحايا وإفلاتاً من العقاب؛ العنف الجنسي". وتشرح أنّ العنف الجنسي المتصل بالنزاعات مستمرّ ضدّ النساء والفتيات والرجال والفتيان بتنوّعهم، وهو يُعَدّ واحداً من "أساليب الحرب والتعذيب والإرهاب في سياق أزمات سياسية وأمنية متفاقمة بفعل العسكرة وانتشار الأسلحة غير المشروع".

"Sexual violence has been used in every conflict, as a tactic of war."

On the International Day for the Elimination of Sexual Violence in Conflict, listen to Pramila Patten, UN special representative for @endrapeinwar talk about her work with survivors. https://t.co/KSRFmCuZFu pic.twitter.com/REVmrXZQJs

— United Nations (@UN) June 19, 2023

وفي المثال الأحدث على ذلك، أفاد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الإثنين، بأنّ مكتبه تلقّى تقارير عن أعمال عنف جنسي استهدفت ما لا يقلّ عن 53 امرأة وفتاة في الصراع القائم في السودان، مشيراً إلى أنّ ما بين 18 و20 امرأة اغتُصبنَ في هجوم واحد. أضاف تورك أنّه "مصدوم من مزاعم العنف الجنسي، لا سيّما الاغتصاب"، وتابع أنّ الجناة في "كلّ الحالات تقريباً" كانوا من عناصر "قوات الدعم السريع".

وبمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، الذي يُحتفل به في 19 يونيو/ حزيران، وجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رسالة شدّد فيها على "وجوب أن نضمن أن تكون التكنولوجيا سنداً لجهودنا الرامية إلى منع هذه الجرائم وإنهائها، وذلك عبر سبل من بينها زيادة إمكانات الوصول إلى التكنولوجيا، وتحميل الأشخاص تبعة ما يقترفونه من أفعال على الإنترنت".

Standing in solidarity with survivors of sexual violence in conflict means turning rhetoric into response by:

Listening to survivors.

Holding perpetrators to account.

Ensuring international humanitarian law is upheld at all times.

— António Guterres (@antonioguterres) June 19, 2023

وفي هذا الإطار، ترى الأمم المتحدة أنّ التحرّش الجنسي وخطاب الكراهية القائم على نوع الجنس في تصاعد مستمرّ في الفضاء الرقمي. وتوضح أنّه على الرغم من أنّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تساهم في تمكين النساء والفتيات وفئات أخرى تعاني من حالات ضعف، فإنّها تفتح المجال في الوقت ذاته أمام انتشار العنف.

وتلفت المنظمة الأممية إلى أنّ أزمات جديدة راحت تظهر وتتضاعف مع تعمّق الصراعات المتجذّرة، الأمر الذي يؤدّي إلى تقلّص المساحات المدنية وتزايد الأعمال الانتقامية التي تستهدف مدافعين عن حقوق الإنسان وناشطين وصحافيين.

قضايا وناس

التحديثات الحية

أرقام مفزعة عن تفاقم العنف الجنسي ضد الأطفال في النزاعات المسلحة

يشير مصطلح "العنف المتصل بالصراع"، المعتمد من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حول العالم، إلى الاغتصاب والاتّجار بالجنس والبغاء القسري والحمل القسري والإجهاض القسري والتعقيم القسري والزواج القسري وغيرها من أشكال العنف الجنسي. وهذه الانتهاكات التي تؤدّي إلى الأثر نفسه بين الضحايا، تتعرض لها النساء والرجال والفتيات والفتيان سواء أكان ذلك تعرّضاً مباشراً أو غير مباشر.

لكنّ الخوف والعار يمنعان ضحايا العنف الجنسي بمعظمهم من التبليغ عمّا ارتُكب في حقّهم. ويوضح عاملون اجتماعيون وحقوقيون ميدانيون أنّه في مقابل كلّ حالة اغتصاب مبلَّغ عنها، ثمّة 10 إلى 20 حالة أخرى غير مبلَّغ عنها.

Rape, sexual slavery, forced marriage & all forms of conflict related sexual violence must be banished to history.

I urge all actors: STOP using women's & girls’ bodies as battlefields.

This scourge must end now.

And it starts with justice + services for victims & survivors. pic.twitter.com/Yg0MoAg6i8

— Volker Türk (@volker_turk) June 19, 2023

ولأن الوضع دقيق جداً وخطر جداً، أنشأ مجلس الأمن في عام 2009، قبل إدراج اليوم العالمي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع على روزنامة الأمم المتحدة، مكتباً لممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة معنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع. والممثلة الخاصة تعمل متحدّثة وداعية سياسية للأمم المتحدة بشأن العنف الجنسي المتصل بالنزاع، إلى جانب ترؤسها شبكة مبادرة الأمم المتحدة لمكافحة العنف الجنسي في حالات النزاع. كذلك يمثّل فريق خبراء الأمم المتحدة المعني بسيادة القانون/ العنف الجنسي في حالات النزاع، أداة في تصرّف مكتب الممثلة الخاصة بهدف مساعدة الحكومات في الوفاء بالتزاماتها، خصوصاً معالجة قضية الإفلات من العقاب والمساءلة.

أمّا مبادرة الأمم المتحدة لمناهضة العنف الجنسي في حالات النزاع، التي أُطلقت في عام 2007 وتُعرَف باسم "يو إن أكشن"، فهي تجمع 24 هيئة أممية تتشارك في الهدف الرامي إلى القضاء على العنف في حالات النزاع وما بعدها.

DRCongo
Haiti
Myanmar and more.

Sexual violence continues to be used as a tactic of war.

On today's International Day to #EndRapeInWar, we reaffirm our commitment to fully integrating life-saving services for survivors in humanitarian settings. pic.twitter.com/aWXApe70tg

— UN Humanitarian (@UNOCHA) June 19, 2023