وسط توتّر ومواجهات في محيط ساحة باب العامود بالقدس المحتلة، احتفى آلاف المقدسيين، اليوم السبت، بذكرى المولد النبوي في المدينة المقدسة وفي المسجد الأقصى، فيما احتفى بالمناسبة نفسها فلسطينيون آخرون في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية وفي الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوبي الضفة.
وتجدّدت المواجهات، مساء اليوم السبت، في محيط البلدة القديمة من القدس، خصوصاً في منطقة باب العامود بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين بعد صدامات في وقت سابق اليوم عقب اعتداء قوات الاحتلال على المحتفلين بالمناسبة، موقعة سبعة جرحى، من بينهم أطفال، فيما اعتقلت ثلاثة شبان آخرين.
وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بأنّ قوات الاحتلال استقدمت إلى محيط البلدة القديمة أعداداً كبيرة من عناصرها التي اعتدت بالضرب على عدد من المواطنين الفلسطينيين واعتقلت عدداً إضافياً، من بينهم المواطن المقدسي حاتم أبو عصب ونجله بعد الاعتداء عليهما بوحشية.
وامتدّت المواجهات في أعقاب ذلك إلى سوق المصرارة وشارع السلطان سليمان وباب الساهرة، الأمر الذي اضطرّ قوات الاحتلال إلى استقدام مركبة المياه العادمة وأفراد من شرطة الخيالة التي راحت تطارد الشبان فيما تمّ إمطارهم بالمياه العادمة. كذلك أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني والغاز المسيل للدموع، الأمر الذي أوقع إصابات عدّة بالرصاص المعدني، وبحالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع. وفي السياق نفسه، سحلت قوات الاحتلال في باب العمود نساء وفتيات، واعتدت عليهنّ بوحشية.
وكانت نحو عشر مجموعات كشفية قد انتظمت، قبل ظهر اليوم السبت، في مسيرة كشفية ضخمة انطلقت من مقرّ نادي الهلال في شارع الزهراء بالمدينة المقدسة، واخترقت، وسط جموع كبيرة، شارعَي صلاح الدين والسلطان سليمان، لتتوقّف قليلاً في ساحة باب العامود ومدرّجاتها، ليُعزَف النشيد الوطني الفلسطيني وعدد من الأناشيد الوطنية. ومن هناك، اخترقت البلدة القديمة عبر شارع الواد وصولاً إلى ساحات المسجد الأقصى الذي ازدحم بآلاف المحتفلين.
وكانت الأوقاف الإسلامية في القدس قد أقامت، قبل ظهر اليوم، احتفالاً دينياً حاشداً في المسجد الأقصى بهذه المناسبة، وذلك بمشاركة كبار رجال الدين من أعضاء الهيئة الإسلامية العليا ومجلس الأوقاف وجموع كبيرة من المحتفلين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، بالإضافة إلى وفود عربية من الأردن ومصر وبعض الأقطار الإسلامية، وخصوصاً إندونيسيا.
وتخلّل الاحتفال إلقاء عظات دينية دعت إلى التمثّل بحياة النبي محمد والاقتداء بسنّته، وموشّحات دينية في مدحه والإشادة بصفاته ومناقبه.
وفي الضفة الغربية، شهدت مدن عدّة فعاليات مختلفة إحياءً للذكرى، وشهدت مدينة نابلس تحديداً مهرجانات واحتفالات تخللتها مدائح نبوية لفرق إنشادية، إلى جانب تخريج دفعات من حفظة القرآن الكريم. ومنذ الصباح الباكر، رُفعت في شوارع وأسواق نابلس لافتات تحمل عبارات دينية، ووُزّعت الحلويات، وارتدى الأطفال ملابس تراثية، وعلت أصوات القرآن والمدائح النبوية والأناشيد.
أمّا في الخليل، فأحيت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية ذكرى المولد النبوي بمشاركة الآلاف، وذلك في احتفال حاشد أقامته في الحرم الإبراهيمي. وبدأت الفعاليات بمسيرة كشفية جابت شوارع البلدة القديمة من الخليل وحاراتها، وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي حيث أقيم حفل ضمّ فقرات إنشادية ومواعظ دينية.