تعكس حلي المرأة النوبية جنوبي مصر، تاريخاً مليئاً بحكايات الجمال والإبداع والتميز، وتكاد كل قطعة تنطق بخصوصيتها داخل المجتمع النوبي.
وحرصت النساء النوبيات قبل التهجير منذ نصف قرن، على ارتداء تلك القطع سواء كانت فضية أو ذهبية، لأنها تعبّر عن ثقافتهن وتمسّكهن بهويتهن التي يحرصن على نقلها للأحفاد والأجيال الحديثة، وفقاً لما قالته النوبية كريمة مصطفى القاطنة في قرية قسطل التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، لـ"العربي الجديد"، خصوصاً وأن النوبة في اللغات القديمة تعني "أرض الذهب".
كريمة مصطفى البالغة من العمر 75 عاماً، تشير إلى أنّ الأجيال الحديثة لا تمتلك الأشكال الذهبية أو الفضية التي كان يصنعها النوبيون قديماً، لكنهم قلدوها على شكل أشرطة من الخرز تعلق من الرأس حتى الأكتاف.
ويمثل الذهب في أرض النوبة، القيمة الأساسية لكل أسرة، بحسب كريمة، فهو موجود في كل بيت حتى عند الفقراء، لتوفره بكثرة في تلك المناطق التي كانوا يقطنونها قبل تهجيرهم.
وفي السياق، يقول عبد الناصر صابر أحمد، وهو مرشد سياحي، إنّ النوبة هي بلاد الذهب، فقد كانت غنية به، ولا تزال المرأة النوبية تحافظ على هذا التراث، مضيفاً أنّ "التزين بهذه الحلي اقتصر حالياً على الأفراح والمناسبات فقط".
وحول أنواع وأسماء الحلي التي تتزين بها المرأة النوبية، تقول بثينة إسماعيل محمود، وهي مواطنة من قرية ابريم النوبية، إن هناك "الجكد" و"الزمام"، و"الكردان"، و"الزيتوني" وغيرها من الأسماء، مشيرة إلى أنّ "القرط" كان الأكثر استخداماً بين النساء، حيث تمتلكه الفقيرة والغنية.
أما في ما يخص التصميمات، فهناك القرط البلتاوي "الزمام"، والذي صمم على شكل الهلال، بداخله مثلثات متجاورة في صفين، مؤكدة أن هذا القرط يعدّ من الحلي الأولى في النوبة.
كما أنّ هناك قرط "عكش"، وهو المزخرف برموز بارزة، تجد في الوسط طاووسين متقابلين وعلى قمة القرط سعفة نخيل، بالإضافة إلى حلية "الشاوشاو" التي تعلق على الرأس وتنسدل من الجانبين حتى تصل إلى الكتفين وتصنع من الفضة، أما خلخال القدم فيصنع من الفضة على شكل دائرة مفتوحة عند طرفيها، تزينه بعض النقوش الغائرة.