انهيارات جديدة للمباني العتيقة بحي القصبة التاريخي في الجزائر

الجزائر
60244E7B-773C-460F-B426-426EBC60D89E
عثمان لحياني
صحافي جزائري. مراسل العربي الجديد في الجزائر.
29 ديسمبر 2020
انهيار أبنية الجزائر
+ الخط -

يشهد حيّ القصبة العتيق، وسط العاصمة الجزائرية، سلسلة انهيارات لمبانيه القديمة والمتهالكة، بعد فشل البرامج الحكومية المتلاحقة في ترميم الحيّ وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا التراث العمراني والتاريخي الهام في الجزائر.

انهيارات في حي القصبة- الجزائر(العربي الجديد)

وانهار منزل قديم في الحي، مساء أمس، دون وقوع خسائر بشرية، وتراكمت بقايا المبنى في الشارع الضيق قرب مسجد سفير الصغير، في قلب الحي، ما تسبّب في منع عدد من السكّان من الوصول إلى منازلهم المحاذية للمبنى المنهار، وتدخّلت السلطات لإزالة البقايا وإجراء مراقبة تقنية على مخلّفاته وتداعيات انهياره على المنازل القريبة.

 ويُعدّ هذا الحادث، الثاني من نوعه في غضون أسبوع، إذ كانت مصالح الدفاع المدني قد أنقذت ثلاث عائلات كانت محاصرة داخل بناية قديمة بحيّ القصبة، بعد انهيار أجزاء من بناية تتكون من طابقين، كانت تقطنها هذه العائلات، بسبب الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة الأسبوع الماضي، ولم يخلّف هذا الحادث ضحايا بشرية.

وقال، عز الدين رخوف، وهو أحد السكّان القدامى للحيّ، إنّ "السكّان يشعرون بأنّ هناك إرادة سياسية بهدم الحيّ وليس إنقاذه، فاستمرار انهيار البنايات دون وجود خطة حكومية عاجلة لإنقاذ ما تبقى من هذا الحيّ التاريخي يؤكّد ذلك". وأضاف: "هذا الحي ذو الصلة بالحقبة العثمانية في الجزائر، والمعقل الرئيس للثوار زمن مقاومة الاستعمار الفرنسي، يفترض وضعه على قائمة أولويات الدولة، لكننا نلحظ تجاهلاً للحي، كما لو أنّهم ينتقمون منه ومن رمزيته الثورية".

وقبل فترة قصيرة كان الحيّ نفسه الذي تمّ تصنيفه عام 1992 كتراث عالمي، من قبل منظمة "يونسكو"، قد شهد انهيار مبنى خالٍ من السكّان متكوّن من أربعة طوابق،كانت السلطات قد صنّفته خطراً، ومنعت إقامة السكّان فيه. وأخفقت الحكومة الجزائرية في ترميم  حيّ القصبة العتيق أو استغلاله كمعلم سياحي، برغم إنفاق الملايين على برامج الترميم، لكن حجم الفساد المالي الكبير في البلاد قبل الحراك الشعبي، ساهم في إفشال هذه البرامج، وأبقى وضع الحيّ متردياً وخطراً على السكّان.

انهيارات في حي القصبة- الجزائر(العربي الجديد)

ويضمّ الحيّ بحسب  البيانات الرسمية، 93 مبنى تاريخياً مهدّداً بالانهيار، فيما انهار 250 منزلاً. ومع عمليات الهدم والانهيارات المستمرّة للمباني القديمة في الحيّ، اضطرت العائلات إلى الإخلاء القسري لمساكنها و مغادرة القصبة، بينما قامت السلطات بترحيل سكّان 450 منزلاً قديماً، تمّ غلقها لمنع عودة السكّان إليها، نظراً لدرجة اهترائها.

وبسبب هذه المخاطر، خصّص رئيس الحكومة الجزائرية، عبد العزيز جراد، منتصف الشهر الجاري اجتماعاً حكومياً، لدراسة الملف المتعلّق بحماية قصبة الجزائر، شدّد فيها على ضرورة معاودة إطلاق جهود الدولة لإعادة تأهيل هذا الموقع التاريخي والحفاظ عليه، وحماية هذا التراث الوطني والعالمي، كما طلب صياغة تقرير شامل حول وضعية حفظ قصبة الجزائر.

ذات صلة

الصورة
فارسي سيكون إضافة قوية للمنتخب الجزائري (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يشهد معسكر المنتخب الجزائري الجاري حالياً في مركز سيدي موسى بالعاصمة الحضور الأول للظهير الأيمن لنادي كولومبوس كرو الأميركي محمد فارسي (24 عاماً).

الصورة
إيمان خليف تعرضت لحملة عنصرية أولمبياد باريس 2024 (العربي الجديد/Getty)

رياضة

وصل الوفد الجزائري، أمس الاثنين، إلى البلاد بعد مشاركته في أولمبياد باريس 2024، وكانت الأنظار موجهة بشكل أكبر صوب الثلاثي المتوج بالميداليات.

الصورة
جمال سجاتي بعد تتويجه بالميدالية البرونزية على ملعب ستاد فرنسا، 10 أغسطس/آب 2024 (Getty)

رياضة

اجتمع عدد من سكان بلدية السوقر في مقاطعة تيارت غربي الجزائر في صالة متعددة الرياضات، وهناك نصبوا شاشة عملاقة من أجل متابعة ابن منطقتهم جمال سجاتي (25 عاماً).

الصورة
امرأة في منطقة الصحراء، 3 فبراير 2017 (Getty)

سياسة

دخلت العلاقات بين فرنسا والجزائر في أزمة بعد إعلان فرنسا دعمها مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب بشأن الصحراء وهو ما قد لا يساعد في حل القضية.
المساهمون