طالبت السلطات البيئية البريطانية المواطنين بترشيد استهلاك المياه بشكل كبير، مع إعلان حالة الجفاف في عدد من مناطق إنكلترا.
وقال مدير المجموعة الوطنية للجفاف التابعة لوكالة البيئة هارفي برادشو إنّه يتوجّب على البريطانيين "إعادة التفكير في استخدام المياه، وذلك ينطبق على الجميع، وليس الجهات المنظمة لاستخدام المياه أو الحكومة فقط".
وأضاف برادشو أنّ في البلاد مخزوناً كافياً من إمدادات المياه، "لكنّه مع الدخول في مراحل أكثر جفافاً، يتوجّب علينا اتخاذ تدابير أكثر للحفاظ على المياه، وهو ما نقوم به الآن"، لافتاً إلى أنّ معدلات هطول الأمطار خلال الأشهر الاثني عشر الماضية كانت أقلّ بكثير من المتوسّط.
وأوضح برادشو أنّ البلاد تمرّ بظروف مناخية استثنائية، أدّت إلى الجفاف في عدد من المناطق، و"تتوجّب علينا جميعاً الآن مسؤولية، بما في ذلك شركات المياه".
وطالب تلك الشركات بالتعامل بكل جدية الآن مع تسرّب المياه من شبكاتها، وتمديد خطوط أكثر لتوصيل المياه بشكل أسرع، وتقديم الخطط اللازمة لتحسين البنية التحتية لشبكات المياه.
من جهته، صرّح المدير التنفيذي للعمليات المحلية بوكالة البيئة جون كيرتن بأنّ الصيف الحالي "ليس صيفاً عادياً"، محذّراً من أنّ نقص المياه جرّاء الجفاف سوف يبقى مشكلة لأشهر عديدة. وأضاف أنّ المناطق التي تعاني حالياً من الجفاف سوف تحتاج إلى معدلات هطول أمطار أكبر من المتوسط خلال الخريف المقبل، حتى لا تدخل تلك المناطق في حالة جفاف في العام المقبل.
وكانت السلطات البيئية في بريطانيا قد أعلنت، يوم الجمعة الماضي، حالة الجفاف في ثماني مناطق في جنوب إنكلترا وجنوب غربها ووسطها وشرقها، وذلك على خلفية موجة الحرّ الشديدة التي تشهدها البلاد حالياً وانخفاض معدلات هطول الأمطار في الأسابيع الأخيرة.
وفرضت السلطات المحلية قيوداً على استخدام المياه للأغراض المنزلية والتجارية لسكان هذه المناطق، فضلاً عن فرض حظر على استخدام خراطيم المياه، واحتمال فرض قيود على زراعة بعض المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه.
وتأتي موجة الجفاف التي تضرب بريطانيا حالياً في ظلّ موجة حرّ شديدة تأثّرت بها البلاد في الآونة الأخيرة، بلغت ذروتها في النصف الثاني من شهر يوليو/ تموز الماضي مع تخطّي درجات الحرارة أربعين درجة مئوية، في حين أدّى نقص هطول الأمطار إلى انحسار مستوى المياه في الأنهار وآبار المياه وخزاناتها.
(قنا)