تظاهر، اليوم الإثنين، مئات من فلسطينيي الداخل ضد العنف والجريمة، في مسيرة انطلقت من البلدات العربية من الجيلي والمثلث إلى مبنى الكنيست في القدس المحتلة. فمنذ بداية العام الحالي قتل 111 فلسطينياً، وفي العقد الأخير راح 1453 ضحية العنف والإجرام.
المظاهرة التي نظمتها لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل، انطلقت من شارع رقم 6 الرئيسي في بلدة كفر قرع، حيث أغلق المتظاهرون الشارع احتجاجاً على العنف والجريمة، وفقدان المجتمع الفلسطيني في الداخل الأمن في البلدات العربية، نتيجة تفاقم العنف والجريمة.
وقتل يوم الجمعة الماضي ثلاثة أشخاص. و منذ بداية العام الجاري قتل 211 شخصاً نتيجة العنف والإجرام في المجتمع العربي.
وفي السياق، قال محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة: "اليوم أطلقنا صرخة على طول الطريق، ومعركتنا من أجل القضاء على العنف والجريمة والسوق السوداء وتجارة السلاح، إنها معركة مستمرة لا يمكن أن تتوقف إلا عندما نرى خطوات ملموسة وواضحة لملاحقة ومعاقبة المجرمين وأعضاء عصابات السلاح وتجار السلاح".
وأضاف "لجنة المتابعة ستجتمع غدا من أجل وضع جدول زمني، وهناك أفكار كثيرة من القدس وتل أبيب وفي الشوارع، ومنها خطوات احتجاجية".
وقال مضر يونس، رئيس السلطات العربية في الداخل الفلسطيني: "الاحتجاج اليوم ليس على عدد القتلى الذي يواصل الارتفاع فقط، وإنما على العنف وعدم الشعور بالأمان الذي بات معدوما في البلدات العربية ولدى كل الطبقات". وأضاف "نحن لسنا مجتمعاً عنيفاً، لكن الظروف والوضع الاقتصادي والاجتماعي والتمييز العنصري والفقر أدت إلى ذلك. الدولة يجب أن تنشر الأمان في البلدات العربية".
من جهته، قال رضا جابر، مدير جمعية أمان: "من منطق الاحتجاج إلى منطق التنظيم والاستنفار، الجريمة في مجتمعنا لن تتوقف إلا بالمواجهة المباشرة معها". ماذا علينا أن نفعل؟ هل نخرج لمظاهرة إضافية؟ أم نحن بحاجة أن نضع حداً فاصلاً بين طريقتنا السابقة في التعامل مع الموضوع بناء على تحليل واقعي وحقيقي، أم ننتظر أن تأتي البشرى من أن تتغير الدولة تجاهنا؟".
وأضاف جابر: "الحد الفاصل يحتاج إلى قيادة مستعدة أن تخرج من تفكير الاحتجاج إلى فعل التنظيم والانخراط في عملية مضنية في تحويل الغضب إلى استنفار يبني جبهة اجتماعية ضد الجريمة. نفعل ذلك عندما تنخرط كل الأحزاب والفعاليات الجماهيرية والقيادية في تنظيم الناس على مستوى الأحياء، الشارع، القيادات الدينية والثقافية تنخرط في عملية توعية حقيقية على مدار الساعة، حل مشاكل الناس، المجالس المحلية تتحول إلى محركات بناء ضخمة للحيز العام والشعور العام بالانتماء، هذا منطق يواجه الجريمة في ساحاتها التي تركناها مرتعاً للمجرمين تنمو فيها وتستغل ظروفها وتستقوي على مجتمعها المنسحب منها".