تُسجّل حوادث الطرق أرقاماً قياسية في تونس منذ بداية العام الحالي، وفقاً لمصالح المرصد الوطني لسلامة المرور، التي أحصت 116 قتيلاً خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي فقط، بينما أوقعت الحوادث المرورية المسجلة خلال الفترة ذاتها 538 جريحاً.
ومساء أمس الثلاثاء، سبّب حادث سير وفاة ثلاثة أشخاص تراوح أعمارهم ما بين 31 و48 عاماً بعد أن دهستهم عربة، بينما كانوا بصدد إصلاح عطب عجلة سيارتهم على قارعة طريق سيارة، على مشارف العاصمة تونس، ما أدى إلى وفاتهم على الفور.
ويقول المتحدث باسم المرصد الوطني لسلامة المرور (حكومي) مراد الجويني، إنّ "عدد قتلى حوادث الطرقات زاد بنسبة 30.3 بالمائة خلال الشهر الأول من السنة الحالية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي".
ويصف الجويني في تصريح لـ"العربي الجديد"، وفاة 116 شخصاً في حوادث سير خلال شهر واحد بالرقم المخيف، مشيراً إلى أن 39 وفاة سجلت بسبب حوادث داخل مناطق عمرانية".
ويؤكد أن "العدد الأكبر من حوادث الطرق المسجلة خلال الشهر الماضي جرت في مناطق عمرانية وأحياء سكنية، حيث بلغ عددها 218 مقابل 196 حادثاً سجل على الطرق الوطنية والسريعة والسيارة".
ويُعَدّ العنصر البشري مسؤولاً عن 95 بالمائة من الحوادث، بحسب الجويني الذي قال إن "عوامل السرعة المفرطة والسهو وعدم الانتباه من أبرز الأسباب التي تقتل التونسيين على الطرقات. في المقابل، تسبب العربات الخفيفة العدد الأكبر من الحوادث، يليها الراجلون الذي أدوا إلى ارتكاب 36 بالمائة من الحوادث المحصاة".
وأفاد بأن "25 بالمائة من الحوادث القاتلة سببها الإفراط في السرعة"، لافتاً إلى أن "السلطات تشتغل على خطة للحد من خطر الحوادث عبر تغييرات مهمة في نظام رصد المخالفات المرورية".
وأشار إلى أن "المشروع الذي يتم الاشتغال عليه حالياً يهدف إلى الرصد الآلي لمخالفات الطرقات وربطها لوجستياً بشرائح هواتف المخالفين الذين يتلقون إعلاماً مباشراً بالمخالفة والخطايا المالية الموجبة لها"، مؤكداً أن "الدول التي تعتمد هذه الطريقة الحديثة نجحت في الحد من حوادث الطرقات التي يسببها العنصر البشري".
وتونس، البلد الذي يقدَّر أسطول العربات فيه بـ1.7 مليون مركبة، يصنَّف ضمن البلدان ذات المؤشر المرتفع في عدد حوادث الطرقات، حسب خبراء في السلامة على الطرقات.
وتعتبر تونس من بين أكثر الدول التي تسجل حوادث على الطرقات سنوياً، وتحتل مراتب متقدمة من حيث عدد حوادث المرور، حيث تسجل معدل أربع حالات وفاة يومياً بسبب حوادث السير، وحوالى 7000 حادث سنوياً، وأكثر من 1200 حالة وفاة في السنة، وأكثر من 8000 جريح، نصفهم من فئة الشباب، بينما تبلغ الكلفة الاقتصادية لحوادث المرور حوالى 2 مليون دينار يومياً، بحسب أرقام أصدرتها أخيراً جمعية تونس للسلامة المرورية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
