جهاد الجاسم.. قصة طفل سوري نجا من قصف النظام وروسيا ويطمح إلى أن يصبح معلماً
"مات أبي خلال الحرب وقُتلت أمي بقصف للطيران على بيتنا عام 2017، هذا ما أخبروني به، وليست لدي الآن عائلة سوى خالتي عائشة"، بهذه الكلمات الموجعة بدأ الطفل السوري جهاد الجاسم (6 سنوات) حديثه لـ"العربي الجديد"، بعد أن تسبب قصف طائرات النظام السوري وروسيا في جعله يتيماً ووحيداً منذ أن كان في عمر العام والنصف..
قضى الطفل السوري الجاسم الذي يبلغ حالياً 6 سنوات، حوالي خمس ساعات تحت الأنقاض في مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي قرب جثة أمه وشقيقه الرضيع، عقب قصف منزلهم، ومكث في المستشفى 4 أشهر يخضع فيها للعلاجات من إصابات في جمجته وقدميه، وفقاً لما قالت خالته لـ"العربي الجديد".
كُتب للطفل عمر جديد، لينجو وتبقى الإصابات في جسده شاهدة على وحشية القصف، لا إخوة، ولا عطف أب أو حضن أمّ، فقط خالة ترعاه وتخفف آلامه بمدينة إدلب.
يقول لـ"العربي الجديد": "مات أبي خلال الحرب وأمي أيضاً قُتلت بقصف للطيران على بيتنا، أصبت في ساقي ورأسي، ومازلت أشعر حاليا بالألم". مضيفاً: "أقيم مع خالتي التي ترعاني، وأتابع دراستي في مدرسة ملهم للأيتام، أتمنى أن أصبح مُدرّساً في المستقبل لأدرس الطلاب".
خالته عائشة عمر دعبول تتولى رعايته في الوقت الحالي بعد فقدانه كافة أفراد عائلته، وقالت خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، إنّ والد جهاد توفي عندما كان بعمر سنة ونصف تقريباً، بعد أن غادر مدينة حلب وعاد إلى مدينة طيبة الإمام بريف حماة، أما أمه فقد عاشت معه لعام واحد في طيبة الإمام وبعدها بفترة ليست بالطويلة سقط صاروخ في غرفة منزلهم واستشهدت هي ورضيعها، فيما تم إسعاف جهاد إلى المشفى بعد أن انتشل من تحت الأنقاض بعد فترة، ومعه كسران في الجمجمة وإصابة في الرجل، كان يعاني كثيراً، حالياً استعاد التركيز قليلاً".
وتابعت دعبول: "أحاول التخفيف من معاناة جهاد ومنحه ما أستطيع من الرعاية والمحبة والاهتمام، مثله مثل باقي أبنائي، ولا أستطيع العيش من دونه فأبنائي كبروا واستقلوا بحالهم، ولا أعيش إلا أنا وجهاد في البيت، حالياً وضعه مستقر نوعاً ما، أتمنى له الخير". بدوره، يقول معن قدي مشرف مدرسة ملهم للأيتام لـ"العربي الجديد": "جهاد واحد من 300 طالب ضمن مدرسة ملهم للأيتام منذ بداية العام دخل الصف الأول، وهو يعاني من تبعات إصابة جراء القصف والمدة التي قضاها تحت الركام قبل أن يخرجه الجيران ويسعفوه، كان يعاني من قلة الاستيعاب بداية، وبمتابعة من خالته ودار الأيتام تحسن وضعه بشكل جيد، نرجو له التوفيق".
ويضيف: "هدفنا في هذه المدرسة تأمين مساحة صديقة للطفل حتى يكون قادراً على الاستيعاب والتعلم، الكثير من الطلاب من دون أب أو أم مثل حالة جهاد، نحاول إيصالهم لبر الأمان".