بلغ القلق والاكتئاب بين الأطفال والمراهقين في الولايات المتحدة أعلى مستوياته على الإطلاق. للأسف، في عام 2021 أُعلِنت حالة طوارئ وطنية. وعلى الرغم من وجود أسباب عدة لهذا التدهور في الصحة العقلية، إلا أن دراسة أعدها ثلاثة باحثين بارزين متخصصين في نمو الطفل تتحدث عن أهمية "لعب الطفل" المستقل، بحسب موقع "نيورو ساينس نيوز".
وتشير النتائج التي نُشرت في مجلة طب الأطفال، إلى أن الزيادة في اضطرابات الصحة النفسية والعقلية تُعزى إلى الانخفاض على مدى عقود في فرص الأطفال والمراهقين للعب والتجول والمشاركة في أنشطة مستقلة بعيداً عن الإشراف المباشر والسيطرة من قبل البالغين.
"على الرغم من النية الحسنة، فإن دافع البالغين لتوجيه وحماية الأطفال والمراهقين قد أدى إلى حرمان الصغار من الاستقلالية التي يحتاجون إليها من أجل صحتهم العقلية، ما ساهم في تسجيل مستويات قياسية من القلق والاكتئاب والانتحار بين الشباب.
كثيراً ما يقرأ الأهل عن المخاطر التي قد تصيب الأطفال غير الخاضعين للإشراف. ولا يسمعون سوى القليل عن أهمية منح الأطفال المزيد من الأنشطة المستقلة ليكبروا بشكل جيد. وهذا علامة على الثقة بهم. يجب أن يشعروا بأنهم قادرون على التعامل بفعالية مع العالم الحقيقي وليس فقط عالم المدرسة"، هذا ما يقوله المؤلف المشارك والأستاذ في قسم علم النفس في كلية "تشارلز إي شميدت" للعلوم بجامعة "فلوريدا أتلانتيك" ديفيد إف بيوركلوند.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن حرية الأطفال في الانخراط في الأنشطة التي تنطوي على درجة معينة من المخاطر والمسؤولية الشخصية بعيداً عن البالغين قد تراجعت أيضاً على مر العقود. اللعب المحفوف بالمخاطر، مثل تسلق الأشجار، يساعد على حماية الأطفال من الإصابة بالرهاب، ويقلل من القلق من المستقبل، من خلال تعزيز الثقة بالنفس للتعامل مع حالات الطوارئ.
ويقترح الباحثون أن زيادة الوقت في المدرسة والضغط من أجل الإنجاز على مدى عقود قد يكون له تأثير على الصحة العقلية، ليس فقط من خلال الانتقاص من الوقت والفرص للأنشطة المستقلة، ولكن أيضا لأن الخوف من الفشل الأكاديمي أو الخوف من التحصيل غير الكافي هو مصدر مباشر للضيق.