رمضان يضاعف المبادرات الخيرية في غزة

غزة

يوسف أبو وطفة

avata
يوسف أبو وطفة
29 مارس 2023
564
+ الخط -

تتضاعف في رمضان المبادرات الفردية والجماعية في قطاع غزة، ويُعدّ هذا الشهر موسماً لزيادة العمل في مختلف المجالات لصالح خدمة الفقراء والمحتاجين الذين يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة نتيجة لواقع القطاع الذي يرزح تحت الحصار الإسرائيلي منذ العام 2006.

وبالرغم من وجود مبادرات طيلة أيام العام، إلا أن عشرات منها تخصص برنامجاً لصالح الأسر الفقيرة في شهر رمضان، سواء على صعيد تقديم الطرود الغذائية اليومية الخاصة بطعام الإفطار أو حتى المواد التموينية، إلى جانب المساعدات المالية وتوفير الأدوية وبعض الجوانب الأخرى.

وخلال السنوات الأخيرة، نشطت عشرات المبادرات التي تقوم بها مجموعات شبابية أو حتى أشخاص بشكلٍ فردي، إذ يقدم هؤلاء مساعدات مالية وغذائية عبر جمع الأموال من المتبرعين داخل القطاع وخارجه باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعمل الفلسطيني فادي خليل وأفراد مبادرته المكونة من 9 أشخاص يومياً، على توفير وجبات طعام لصالح الأسر الفقيرة التي يعاني أربابها من أمراض مثل السرطان أو الفشل الكلوي ولا يستطيعون العمل وتوفير احتياجات عوائلهم الأساسية.

المبادرات الخيرية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
المساهمة في تخفيف العبء عن الفقراء والمحتاجين (عبد الحكيم أبو رياش)

ويقول خليل لـ"العربي الجديد": إن مبادرته التي تحمل اسم "تكية الشمال الخيرية" تخصّصت في خدمة الفقراء المرضى، خصوصاً مع ارتفاع أعداد الفقراء في القطاع خلال السنوات الأخيرة، وركزت على منطقة شمال القطاع باستثناء مدينة بيت لاهيا التي يوجد بها 4 مبادرات أخرى.

ويُقدّر خليل عدد المستفيدين من التكية بقرابة ألفي شخص سواء على صعيد وجبات الطعام التي يجري توفيرها بشكل شبه يومي خلال شهر رمضان، بالإضافة إلى مشروعات أخرى مثل الإنارة الآمنة المتعلقة بتوفير بدائل عن انقطاع التيار الكهربائي، إلى جانب الأدوية وبعض الاحتياجات الخاصة بهذه العائلات.

المبادرات الخيرية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
تشمل المبادرات الخيرية تقديم طعام الإفطار (عبد الحكيم أبو رياش)

ويعتبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالنسبة لخليل وأفراد مبادرته الوسيلة الأولى في الوصول إلى الراغبين بالتبرع المالي، ودعم المرضى الفقراء، أو حتى التواصل مع بعض العائلات الفقيرة التي تحتاج إلى توفير احتياجات عاجلة والمتواجدة في نطاق عمل التكية الجغرافي.

وتُشكّل الأوضاع الاقتصادية التي تعصف بالقطاع دافعا رئيسيا للمبادرين في التطوع لتنفيذ مبادرتهم لا سيما في شهر رمضان، مع ارتفاع معدلات البطالة لأكثر من 54% بشكلٍ عام، إلى جانب تدني مستوى الأجور وعدم تجاوز متوسط الدخل اليومي للفرد نحو دولار أميركي واحد فقط.

أما الفلسطيني هاشم حمادة، فيعتبر شهر رمضان بالنسبة له فترة يتعاظم فيها العمل على صعيد تقديم الخدمات الخاصة بالعائلات الفقيرة، إذ اعتاد على هذه الخطوات منذ ما يزيد عن 5 سنوات، فيما يشكل شهر الصوم بالنسبة له موسماً يختلف عن بقية أيام العام.

المبادرات الخيرية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
شهر للصوم والعمل الخيري (عبد الحكيم أبو رياش)

ويعمل حمادة على تقديم مساعدات مالية بدرجة أساسية، إلى جانب توفير الاحتياجات الأساسية للإفطار يوميا لصالح العوائل الفقيرة وتقديمها لهم من أجل القيام بعملية الطهي، فضلا عن توفير مساعدات عينية أخرى وفقا لاحتياجات كل عائلة وحجم التبرع المالي المتوفر.

يقول المبادر حمادة لـ"العربي الجديد": إنه عمل على تطويع حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام" من أجل مساعدة العائلات الفقيرة، سواء عبر نشر مناشدة بعض الفقراء منهم، أو من أجل جمع التبرعات المالية، ثم تنفيذ مشاريع لخدمة العوائل المحتاجة.

ووفق الشاب الفلسطيني، فإنّ شهر رمضان يكتسي رونقا خاصا في عمل المبادرات الخيرية، نظرا لزيادة الإقبال من قبل المتبرعين مقارنة بالأيام العادية خلال العام، وهو ما يضاعف حجم الجهد والخدمات التي يتم تقديمها لصالح العائلات الفقيرة في غزة.

أما الشاب أمجد المجدلاوي فاختار هو ومجموعة من الشبان الفلسطينيين أن يدشنوا "تكية المخيم المتنقلة" في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع، على أن يقوم المبادرون يوميا بطهي الوجبات الشعبية وتقديمها للعائلات المتعففة والفقيرة في المخيم.

ويقول المجدلاوي لـ"العربي الجديد": إن الفكرة جاءت نتيجة الواقع المعيشي والاقتصادي، ونظرا لحاجة السكان الماسة للمبادرات الخيرية، لا سيما في شهر رمضان الذي يزداد فيه الإقبال من قبل المتبرعين على تقديم الدعم المالي للقائمين على المبادرات لتنفيذ مشاريع خاصة بالفقراء.

ويشير إلى أن المبادرة تتنقل يوميا بين شوارع المخيم المختلفة وتقوم بعملية طهي وجبة طعام مختلفة، ثم تتم عملية التوزيع على الأسر الفقيرة في المخيم والشوارع المستهدفة، بطريقة منظمة تضمن وصول الطعام لجميع الأسر وفقاً للدعم المالي المتوفر من قبل المتبرعين.

بدوره، يؤكد رئيس تنسيقية المبادرات الخيرية الفردية، زكي مدوخ، أن قرابة ألفي مبادر يعملون في مجال المبادرات الخيرية التي تستهدف مختلف مناطق القطاع بما يشمل تقديم الطعام والدعم المالي النقدي أو حتى تقديم المستلزمات الطبية والأدوية الخاصة بالمرضى.

ويقول مدوخ لـ"العربي الجديد": إن شهر رمضان يشهد سنويا زيادة ملموسة وواضحة في أعداد المبادرات، نظرا لإقبال المتبرعين على تقديم تبرعات مالية مضاعفة عن تلك المقدمة طيلة أيام العام، وهو ما يضاعف من الجهد الذي تبذله المبادرات الخيرية في غزة.

ويقدّر رئيس تنسيقية المبادرات الخيرية، حجم التبرعات المالية التي قدمتها المبادرات خلال عام 2022 لصالح الأسر الفقيرة والمتعففة بقرابة 2.5 مليون دولار أميركي بما يشمل كافة المبادرات المعتمدة ضمن التنسيقية.

ذات صلة

الصورة
عمال إنقاذ وسط الدمار الناجم عن غارة جوية على غزة، 7 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

زعمت القناة 12 العبرية، أمس الاثنين، أن الإدارة الأميركية قدّمت للسلطة الفلسطينية مقترحاً بشأن الإدارة المستقبلية لقطاع غزة
الصورة
استعداد لاستقبال الأسرى أمام سجن عوفر (العربي الجديد)

مجتمع

تشكّل قضية معتقلي غزة في سجون الاحتلال التّحدي الأبرز أمام المؤسسات المختصة مع استمرار جريمة الإخفاء القسري، التي طاولت الآلاف من معتقلي غزة
الصورة
جهود إنقاذ بأدوات بدائية في شمالي غزة (عمر القطاع/فرانس برس)

مجتمع

تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في محافظة شمال غزة مخلفة مئات الشهداء والمصابين، فضلاً عن تدمير عشرات المنازل، وإجبار الآلاف على النزوح.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.